ممداني أقرب إلى رئاسة بلدية نيويورك – DW – 2025/11/2

يتصدر المرشح البارز عن الحزب الديموقراطي زهران ممداني، وهو أميركي مسلم مجنس يمثل منطقة كوينز في المجلس التشريعي للولاية، السباق الانتخابي متقدما على الحاكم السابق أندرو كومو المتهم بالاعتداء الجنسي، والذي يخوض الانتخابات كمرشح مستقل بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية لحزبه أمام ممداني.
أما مرشح الحزب الجمهوري كورتس سليوا البالغ من العمر 71 عاما، الذي جاء ثالثا في الاستطلاعات، فلديه ماضٍ لافت فهو كثير الظهور في الإعلام ومؤسس مجموعة “الملائكة الحارسة” التطوعية ومحب للقطط.
من يكون ممداني؟
وُلد في أوغندا عام 1991 من أبوين من أصل هندي، والدته مخرجة أفلام، ووالده أستاذ علوم سياسية مرموق. انتقلت العائلة لاحقا إلى نيويورك. منذ سنوات دراسته الجامعية، نشط زهران ممداني سياسيا، وبات عضوا في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الأمريكي، وينتمي إلى الجناح اليساري له.
في عام 2021، انتخب لعضوية المجلس التشريعي لولاية نيويورك عن دائرته الانتخابية في حي كوينز بمدينة نيويورك. تتمثل القضية الرئيسية لحملة ممداني الانتخابية في توفير تكاليف المعيشة في واحدة من أغلى مدن العالم. ويعد بضبط تكاليف الإيجار، وتوفير حافلات مجانية، ودور رعاية أطفال مجانية. ولتمويل ذلك، يخطط لزيادة الضرائب على الأثرياء والشركات.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك في الفترة ما بين 23 إلى 27 تشرين الأول/أكتوبر حصول ممداني على 43% من الأصوات، يليه كومو بنسبة 33 % وسليوا بنسبة 14 %. وتركزت الحملة الانتخابية على تكلفة المعيشة والجريمة وكيفية تعامل كل مرشح مع ترامب الذي هدد بحجب الأموال الفدرالية عن المدينة.
المرشح المسلم
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا لينكولن ميتشل لوكالة فرانس برس “ممداني شخصية سياسية غير عادية، وهو يجسد روح المرحلة تماما. هذه مرحلة سيحظى فيها أي صوت معارض لترامب في أكبر مدن الولايات المتحدة باهتمام إعلامي كبير”. وأضاف “بصراحة، إن ترشح مسلم لرئاسة بلدية نيويورك يمثل حدثا بالغ الأهمية”.
هاجم ممداني البالغ 34 عاما خصومه بسبب خطابات معادية للإسلام وحملات تشويه، منتقدا الجمهوريين والديموقراطيين على حدٍّ سواء على خلفية ما وصفه بـ”المشاعر المعادية للمسلمين التي أصبحت متفشية جدا في مدينتنا”.
وأظهرت بيانات مجلس الانتخابات في مدينة نيويورك أن 275,006 من الناخبين الديموقراطيين المسجلين أدلوا بأصواتهم بالإضافة إلى 46115 جمهوريا و42383 ناخبا غير منتمين لأي حزب، وذلك خلال الأيام الخمسة الأولى من التصويت المبكر الذي ينتهي في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني. وسلط صعود ممداني الضوء على الفجوة بين اليسار واليمين الوسط في الحزب الديموقراطي.
وحضرت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، وهي من التيار الوسطي، تجمعا انتخابيا لممداني في 26 تشرين الأول/أكتوبر. لكن هتافات “افرضوا الضرائب على الأثرياء” طغت على كلمتها، وفقا لما رصده مراسل وكالة فرانس برس. وانتقدت هوشول مقترحات ممداني بفرض ضريبة دخل بنسبة 2 % على سكان نيويورك الذين يزيد دخلهم السنوي عن مليون دولار.
سياق صعود ممداني
جاء صعود ممداني غير المتوقع بدفع من جهود الشباب النيويوركيين الذين قاموا بحملات لصالحه، وقالت حملته إن 90 ألف شخص تطوعوا. وقال ممداني لبرنامج “ذا ديلي شو”: “الأمر كله يعود إلى تواصل الناس مع سكان نيويورك الآخرين بشأن المدينة التي نحبها جميعا”.
وظهر ممداني مع السيناتور بيرني ساندرز، أحد أبرز الشخصيات اليسارية، في تجمع حاشد في كوينز في 26 تشرين الأول/أكتوبر.
وتأكيدا على أهمية الناخبين الأكبر سنا الذين عادة ما يشاركون بأعداد أكبر من الشباب، حضر ممداني جلسة “رسم ومطر” في دار لكبار السن في بروكلين الخميس.
وتسببت الأمطار الغزيرة في نهاية الأسبوع في تباطؤ الحملات الانتخابية وقصد المرشحون الثلاثة الرئيسيون استوديوهات التلفزيونات في محاولة أخيرة لكسب أصوات الناخبين المترددين. وقبل أيام من التصويت ظهر سليوا في مقطع راب محافظ غريب الطابع مرتديا بدلة وقبعة البيريه الحمراء التي تميزه.
وسعى كومو البالغ 67 عاما والحاصل على تأييد عدد كبير من الشركات، الخميس إلى استمالة الناخبين السود والمسلمين، فقام بحملة انتخابية في حي هارلم مع رئيس البلدية الحالي إريك آدامز، وهو ديموقراطي متهم بالفساد انسحب من السباق ودعم في النهاية خصمه السابق كومو.
وأثيرت ضجة خلال الأسبوع عندما نشرت صحيفة بريطانية ما قالت إنها مقابلة مع رئيس البلدية السابق ومؤيد ممداني، بيل دي بلازيو، بدا فيها وكأنه يشكك في جدوى خطط الإنفاق الاشتراكية للديموقراطيين. لكن المقابلة حُذفت بعد أن نفى رئيس البلدية السابق إجراء أي مقابلة مع الصحافي.
تحرير: وفاق بنكيران



