البرازيل-أكثر من مائة قتيل في حملة أمنية على تجارة المخدرات – DW – 2025/10/30

أعلنت السلطات البرازيلية يوم الأربعاء (30 أكتوبر/تشرين الأول 2025) عن مقتل ما لا يقل عن 119 شخصًا في مدينة ريو دي جانيرو، في أعنف حملة للشرطة في تاريخ البلاد، وهي حصيلة أثارت “صدمة” الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
تأتي هذه الأرقام غداة عملية أمنية واسعة النطاق نُفّذت يوم الثلاثاء ضد شبكات تهريب المخدرات، واستهدفت بشكل خاص مجمعي مدن الصفيح الضخمين، كومبليكسو دا بينيا وكومبليكسو دو أليماو، الواقعين في شمال المدينة. وتُعدّ هذه العملية تذكيرًا صارخًا بقوة عصابات الجريمة المنظمة في البرازيل، وتثير تساؤلات جدية حول أساليب الشرطة.
حصيلة الضحايا وتفاصيل العملية
أشارت سلطات ريو دي جانيرو إلى أن الحصيلة الأولية للقتلى لا تقل عن 119 شخصًا، منهم 115 مشتبهًا بهم وأربعة شرطيين. ويأتي هذا الرقم بعد إعلان مقتل حوالي 60 شخصًا يوم الثلاثاء.
من جهة أخرى، أحصى مكتب المحامي العام، وهو وكالة حكومية تقدم المساعدة القانونية للفئات الأكثر ضعفًا في المدينة، ما لا يقل عن 132 قتيلًا.
وقد شهد يوم الثلاثاء أكبر عملية شرطة على الإطلاق في المدينة، حيث حشدت 2500 عنصر ضد جماعة “كوماندو فيرميليو”، وهي الجماعة الإجرامية الرئيسية في ريو التي تنشط في الأحياء الفقيرة المكتظة بالسكان. ووصف الحاكم اليميني لولاية ريو دي جانيرو، كلاوديو كاسترو، العملية بأنها كانت “ناجحة”، مشيرًا إلى أنها جاءت بعد أكثر من عام من التحقيقات ونتج عنها 113 عملية توقيف.
لولا دا سيلفا “مصدوم“.. وانتقادات أممية
أبدى الرئيس لولا دا سيلفا “صدمته” بعدد القتلى، وفق ما نقل وزير العدل ريكاردو ليفاندوفسكي، الذي أشار إلى أن الحكومة الفدرالية في برازيليا لم تكن على علم مسبق بالعملية. وكان لولا قد صرّح على منصة “إكس” بأن البرازيل لا يمكنها “قبول” الجريمة المنظمة، داعيًا إلى “عمل منسق يضرب في صميم الاتجار (بالمخدرات) دون تعريض عناصر الشرطة والأطفال والعائلات البريئة للخطر”.
في غضون ذلك، واصل سكان المدينة يوم الأربعاء انتشال عشرات الجثث من غابة في أعلى حيّ كومبليكسو دا بينيا، وسط أجواء من البكاء والغضب.
وعلى الصعيد الدولي، أثارت أحداث الثلاثاء إدانات، حيث أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن “صدمتها”، داعية إلى “تحقيقات سريعة”. واعتبرت أكثر من 30 منظمة غير حكومية، بينها منظمة العفو الدولية، أن ريو دي جانيرو غارقة في “حالة رعب” بسبب عملية الشرطة.
وتأتي هذه الأحداث الدموية قبل أيام من استضافة البرازيل لقادة العالم في بيليم بمنطقة الأمازون لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب30).
تداعيات الفوضى وتحرك أرجنتيني
سادت الفوضى أجزاء كبيرة من ريو يوم الثلاثاء، حيث عُلّقت الدراسة في المدارس، وتعطلت المواصلات العامة بشكل كبير، وتقطعت السبل بآلاف السكان. غير أن الحياة عادت تدريجياً إلى طبيعتها يوم الأربعاء.
وفي إجراء احترازي، أمرت الحكومة الأرجنتينية يوم الأربعاء بتعزيز الرقابة على الحدود مع البرازيل. وقالت وزيرة الأمن الأرجنتينية باتريشا بولريتش على منصة “إكس”: “نحن نعمل على تعزيز الحدود لحماية الأرجنتينيين من أي محاولة هروب” من الجانب البرازيلي. وتتقاسم الأرجنتين والبرازيل حدودًا برية تمتد على 1132 كيلومترًا.
يُذكر أن أعنف تدخل للشرطة في تاريخ البرازيل قبل هذه العملية يعود إلى العام 1992، عندما قُتل 111 سجينًا أثناء قمع أعمال شغب في سجن كارانديرو قرب ساو باولو.
تحرير: عماد حسن



