اخبار السودان

عثمان ميرغني يسخر من مؤتمر الصحة ويستعيد “ثورة نميري” الصحية

في تعليق ساخر حمل نبرة نقدية لاذعة، كتب الصحفي السوداني عثمان ميرغني عن المؤتمر الصحي الأخير الذي نظمته وزارة الصحة، مستعيدًا تجربة تاريخية تعود إلى أبريل 1976 حين أعلن الرئيس الأسبق جعفر نميري ما عُرف حينها بـ”الثورة الصحية”. وأشار ميرغني إلى أن الحكومة آنذاك نظّمت مباراة بين فريقي الهلال والمريخ تحت مسمى “كأس الثورة الصحية” بهدف جمع التبرعات، إلا أن أبرز نتائج تلك المبادرة كانت قرارًا حكوميًا بحل الفريقين، وهو ما اعتبره الصحفي مفارقة مؤلمة، إذ لم تتحسن المنظومة الصحية، بينما انهارت الرياضة. واختتم ميرغني تعليقه بعبارة ساخرة “أبوكم مين.. قاقرين”، في إشارة إلى ما وصفه بتكرار النهج دون نتائج ملموسة.

كانت قد اختتمت وزارة الصحة السودانية، يوم الأربعاء، أعمال المنتدى القومي لشركاء قطاع الصحة، الذي انعقد على مدار يومين بمدينة بورتسودان، بمشاركة رفيعة من رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، ووزير الصحة الدكتور هيثم محمد إبراهيم، إلى جانب عدد من المسؤولين الحكوميين وممثلي المنظمات الدولية والجهات الفاعلة في القطاع الصحي. وقد ناقش المنتدى مجموعة من الأوراق العلمية التي تناولت أبرز التحديات التي تواجه النظام الصحي في السودان، خاصة في ظل تصاعد معدلات النزوح والهجرة الداخلية، وما تفرضه من ضغوط إضافية على الخدمات الصحية في مختلف الولايات.

شهد المنتدى مشاركة واسعة من ممثلي الوزارات الاتحادية والمنظمات الدولية، حيث تم استعراض تجارب متعددة في إدارة الأزمات الصحية، وتقديم نماذج للتدخلات الناجحة في بيئات مشابهة. وتناول المشاركون في جلساتهم النقاشية أهمية تعزيز التنسيق بين الجهات الحكومية والشركاء الدوليين، لضمان استجابة فعالة للتحديات الصحية الراهنة، لا سيما في ظل الظروف الإنسانية المعقدة التي تمر بها البلاد. وقد شكل المنتدى منصة لتبادل الرؤى حول سبل تطوير البنية التحتية الصحية، وتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية في المناطق المتأثرة بالنزاعات والنزوح.

في الجلسة الختامية، أكد وزير الصحة الاتحادي الدكتور هيثم محمد إبراهيم التزام الوزارة الكامل بتنفيذ التوصيات التي خرج بها المنتدى، والعمل على تحويلها إلى سياسات عملية قابلة للتطبيق. وأشار إلى أن المنتدى كان قد توقف لفترة طويلة، داعيًا إلى استئناف انعقاده بشكل دوري كل ثلاثة أشهر، بدءًا من يناير المقبل، لضمان استمرارية الحوار بين الجهات المعنية، ومتابعة تنفيذ الخطط الصحية على أرض الواقع. وشدد الوزير على أهمية بناء شراكات مستدامة مع مختلف الأطراف، بما يضمن تحقيق أهداف القطاع الصحي في المرحلة المقبلة.

انعقد المنتدى تحت شعار “شراكة فعالة؛ جسر الصحة من الاستجابة نحو التعافي والاستدامة”، في تعبير عن التوجه الاستراتيجي للوزارة نحو بناء منظومة صحية  قادرة على الاستجابة والتعافي. وخلال فعاليات المنتدى، تم تكريم وزير الصحة الدكتور هيثم محمد إبراهيم من قبل المشاركين، تقديرًا لجهوده في دعم القطاع الصحي، ومساهماته في تعزيز التنسيق بين الجهات الحكومية والشركاء الدوليين. وقد لاقى التكريم إشادة واسعة من الحضور، باعتباره خطوة رمزية تعكس الاعتراف بالدور القيادي للوزير في إدارة الملفات الصحية المعقدة.

من جانبها، أكدت وزيرة الدولة بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، سليمى إسحق، أن مشروع الرعاية الصحية الأولية يُعد من المبادرات الحيوية التي تسعى الدولة إلى تعزيزها خلال المرحلة المقبلة، لما له من دور محوري في توسيع نطاق الخدمات الصحية لتشمل كافة أفراد المجتمع. وشددت الوزيرة على دعم الحكومة الكامل لهذا البرنامج، مشيرة إلى أهمية تكامل الجهود بين الوزارات والمؤسسات المعنية لضمان نجاحه. كما دعت إلى توسيع الشراكات مع المنظمات الدولية، وتوفير الموارد اللازمة لتطبيق النموذج الصحي الأولي في المناطق الأكثر احتياجًا، بما يسهم في تحسين مؤشرات الصحة العامة في السودان.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى