الفيديو المسرب من السجن هزّ صورة إسرائيل – DW – 2025/11/2

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن تسريب مقطع فيديو من مركز احتجاز يظهر اعتداء جنسيا مزعوما على معتقل فلسطيني ربما كان “أكبر هجوم على العلاقات العامة” تتعرض له إسرائيل منذ تأسيسها.
وأدلى نتنياهو بهذه التصريحات خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء اليوم الأحد (الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2025)، في إشارة إلى مقطع الفيديو الذي أثار غضبا بعد أن بثته قناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية في أغسطس/ آب من العام الماضي 2024.
“مواجهة دعاية كاذبة موجهة ضد سلطات القانون”
واستقالت المدعية العسكرية العامة الميجور جنرال “يفعات تومر يروشالمي” يوم الجمعة، فيما يتعلق بالواقعة التي حدثت في مركز اعتقال سدي تيمان. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنها تحملت مسؤولية تسريب الفيديو، قائلة إنها قامت بذلك لمواجهة “الدعاية الكاذبة الموجهة ضد سلطات إنفاذ القانون العسكرية”.
ويبدو أن التعليق يشير إلى محاولات البعض في إسرائيل لتصوير الفيديو والتقارير عن إساءة معاملة المعتقلين على أنها ملفقة. ويظهر الفيديو سوء المعاملة شديدة لأحد مسلحي حماس.
استقالة يروشالمي كبيرة قانونيي الجيش الإسرائيلي
وقدمت كبيرة المسؤولين القانونيين في الجيش الإسرائيلي يفعات تومر يروشالمي استقالتها يوم الجمعة (31 أكتوبر/ تشرين الأول 2025) على خلفية التحقيق الجنائي في تسريب المقطع المصور الذي يُظهر على ما يبدو جنودا يعتدون على معتقل فلسطيني أُلقي القبض عليه أثناء حرب غزة.
وأوضحت المحامية العامة الميجور جنرال يفعات يروشالمي أنها استقالت من منصبها بسبب سماحها بتسريب المقطع المصور في أغسطس/ آب 2024.
إدانة جنود أثارت غضبا فسُرِّب الفيديو
ووجهت اتهامات إلى خمسة من جنود الاحتياط في فبراير/ شباط الماضي 2025 فيما يتعلق بالواقعة. ونفى محامو المتهمين بشدة مزاعم الاعتداء الجنسي.
وخلص التحقيق إلى إدانة الخمسة جنود، مما أثار موجة غضب. وندد سياسيون من اليمين بالتحقيق، الذي دفع متظاهرين إلى اقتحام مجمعين عسكريين بعد أن طلب المحققون استجواب جنود في القضية. وبعد أسبوع من اقتحام المجمعين، جرى تسريب المقطع المصور بكاميرا أمنية إلى القناة 12 الإسرائيلية.
وأظهر المقطع المصور جنودا يقتادون سجينا جانبا ويتجمعون من حوله ممسكين بكلب ويرفعون أدوات مكافحة الشغب الخاصة بهم لحجب الرؤية عما يقومون به.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الأربعاء إنه جرى فتح تحقيق جنائي في تسريب المقطع المصور، وإن تومر يروشالمي في إجازة قسرية.
“أفعال لا يجوز تعريض حتى أحقر المعتقلين لها”
ودافعت تومر يروشالمي عن تصرفاتها باعتبارها محاولة لصد الدعاية ضد الإدارة القانونية في الجيش، المكلفة بالحفاظ على سيادة القانون، والتي قالت إنها تعرضت لحملات تشوية طوال فترة الحرب.
وجاءت اللقطات من معتقل سدي تيمان، حيث يُحتجز عدد من مقاتلي حركة حماس الذين شاركوا في الهجوم غير المسبوق الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والذي أشعل فتيل الحرب، إلى جانب فلسطينيين اُعتقلوا في الأشهر اللاحقة من الحرب في غزة.
وفي رسالة استقالتها، وصفت تومر يروشالمي المعتقلين في سدي تيمان بأنهم “من أكثر الإرهابين تشددا”، لكنها أضافت أن هذا لا ينفي الالتزام بالتحقيق في الانتهاكات المزعومة. وقالت: “للأسف، لم يعد هذا الفهم الأساسي مقنعا للجميع، وهو أن هناك أفعالا لا يجوز تعريض حتى أحقر المعتقلين لها”.
انتهاكات يراها حقوقيون جسيمة ويعتبرها الجيش غير ممنهجة
وأفادت منظمات حقوقية بوقوع انتهاكات جسيمة بحق فلسطينيين في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية خلال الحرب. واتهمت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان إسرائيل بإساءة معاملة وتعذيب السجناء الفلسطينيين من قطاع غزة في مركز اعتقال سدي تيمان. كما أفادت وسائل إعلام مختلفة بحدوث اعتداءات في المركز. ويُجري الجيش الإسرائيلي تحقيقات في عشرات الحالات، لكنه يقول إن الانتهاكات ليست ممنهجة.
استغلال استقالة يفعات تومر يروشالمي
وسارع بعض السياسيين إلى استغلال استقالة تومر يروشالمي. وقال كاتس إن كل من يختلق افتراءات “ضد جنود إسرائيليين لا يستحق ارتداء زي جيش الإسرائيلي”. ورحب وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير بالاستقالة، ودعا إلى فتح تحقيق يشمل المزيد من الجهات القانونية.
ونشر أيضا مقطعا مصورا يظهر فيه وهو يقف فوق أجساد سجناء فلسطينيين مقيدين على الأرض في أحد سجون إسرائيل، وقال إنهم منفذو هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2024 وإنهم يستحقون عقوبة الإعدام.
وأُطلق سراح نحو 1700 أسير من غزة خلال الشهر الجاري في إطار وقف إطلاق النار في قطاع غزة مقابل الإفراج عن 20 رهينة إسرائيلي أبلغ عدد منهم عن التعرض للتعذيب وإساءة المعاملة أثناء احتجازهم.
وقال ثلاثة من الرهائن لوسائل إعلام إسرائيلية إنهم تعرضوا للضرب بين الحين والآخر على يد مختطفيهم بعد تصريحات بن غفير، الذي يتفاخر بتفاقم الظروف التي يشهدها الفلسطينيون في السجن. ورد بن غفير بأن هذه الادعاءات تخدم حماس.
تحرير: عماد غانم
Source link



