اخبار السودان

غوتيريش: الفاشر مركز للمعاناة منذ 18 شهرًا ويجب إنهاء الكارثة الإنسانية

في تحذير أممي جديد يعكس خطورة الوضع في شمال دارفور، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق إزاء التصعيد العسكري المتسارع في مدينة الفاشر، داعيًا إلى وقف فوري للحصار والعمليات القتالية التي فاقمت الأزمة الإنسانية في المدينة المحاصرة منذ أكثر من ثمانية عشر شهرًا.

في بيان رسمي صدر امس الخميس 30 أكتوبر 2025، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى إنهاء الحصار المفروض على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ووقف الأعمال العدائية التي تهدد حياة المدنيين وتعيق وصول المساعدات الإنسانية. وأكد غوتيريش أن المدينة تحولت إلى “مركز للمعاناة” نتيجة الحصار المطول الذي فرضته قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن مئات الآلاف من السكان باتوا في عزلة تامة عن الخدمات الأساسية، وسط ظروف إنسانية متدهورة. وشدد على ضرورة ضمان إيصال المساعدات بشكل آمن وسريع ودون عوائق، داعيًا الأطراف المتنازعة إلى اتخاذ خطوات ملموسة نحو تسوية تفاوضية تنهي النزاع.

في تصريحاته المنشورة عبر منصة “إكس”، حث غوتيريش القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الدخول في مفاوضات جادة تفضي إلى حل سياسي شامل، مؤكدًا أن استمرار التصعيد العسكري في الفاشر يهدد بانهيار كامل للوضع الإنساني في الإقليم. وأشار إلى أن التسوية التفاوضية باتت ضرورة ملحة، لا سيما في ظل تعثر المبادرات السابقة وتزايد الانتهاكات بحق المدنيين. ويأتي هذا النداء في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، وسط تحذيرات من أن الفاشر قد تتحول إلى بؤرة كارثية يصعب احتواؤها دون تدخل عاجل.

تشهد مدينة الفاشر منذ أيام تصعيدًا واسعًا في الهجمات والانتهاكات المنسوبة إلى قوات الدعم السريع، التي فرضت سيطرتها شبه الكاملة على المدينة. ووفقًا لتقارير ميدانية، فإن القوات شبه العسكرية نفذت عمليات اقتحام واسعة، ترافقت مع موجة نزوح جماعي للسكان نحو مناطق أكثر أمنًا. وتُعد الفاشر آخر مدينة استراتيجية كانت تحت سيطرة الجيش السوداني في إقليم دارفور، ما يجعل سقوطها نقطة تحول خطيرة في مسار النزاع. وتزايدت المخاوف من أن يؤدي هذا التصعيد إلى تفكك النسيج الاجتماعي، وتعميق الأزمة الإنسانية التي تعصف بالإقليم منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

الوضع في الفاشر يعكس امتدادًا لأزمة أوسع تضرب السودان منذ أكثر من عام ونصف، حيث تتداخل الأبعاد العسكرية والإنسانية والسياسية في مشهد معقد يصعب فصله عن السياق الإقليمي والدولي. ومع استمرار الحصار وتدهور الخدمات، باتت المدينة نموذجًا صارخًا لمعاناة المدنيين في مناطق النزاع، وسط غياب أي مؤشرات على انفراج قريب. ويُنظر إلى تصريحات غوتيريش على أنها محاولة لإعادة الزخم إلى المسار التفاوضي، في وقت تتزايد فيه الدعوات لتدخل دولي أكثر فاعلية يضمن حماية المدنيين ويضع حدًا للانتهاكات المتكررة.

تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى