اخبار السودان

“نصر الفاشر”: لمن هذا الانتصار؟

الجرائم تكشف خطل الشعارات المرفوعة على أسنة بنادق أبريل
النازحين وامبرو وكرنوي والطينة وولايتي الشمالية ونهر النيل وصوت العقل!

ياسر عرمان

كان اليوم يوماً حزيناً من أيام حرب أبريل اعاد ماضي الانتهاكات وجرائم الحرب التي أُهل بها بأسم حرب الكرامة ودولة ٥٦ والسودان الجديد.

انقلاب ٢٥ أكتوبر وحرب أبريل رجس من رجس الاسلاميين لن تبني بنادقه منفردة او مجتمعة سودان جديد أو تُبقي كرامة لشعبنا فقد شرّدته وأزلته ايما إزلال، حرب أبريل نسخة جديدة ونوعية من جرائم الإنقاذ.

وضعت البشرية للحرب قوانين، وفيديوهات اليوم وقبلها فيديوهات الدواعش والكنابي وغيرهم خصم على كل قانون، وأفسدت الفيديوهات التباهي بنصر الفاشر واعادت جراحات قديمة جديدة، فان الموت لا يجني سوى مزيداً من الموت ولا يستحق الاحتفاء بل يجلب المرارة والحزن والسودانيين أهل وأخوة على ضفتي الحرب فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله.

لماذا يوثقون الجرائم في فديوهات حتى ان احدهم وهو يهين أسير يقول له “هذا الديناري من الولاية الفلانية هدية لعمسيب” ان عمسيب هذا وأخته في الرضاعة حياة عبدالملك عاطلين من كل إنسانية ووظيفة ووظيفتهم الوحيدة نشر العنصرية ووضع العصي لافساد مستقبل السودان ولا يعجب بعمسيب إلا من هو عمسيب وعلى العقلاء لجم انفلات الغرائز قبل فوات الاوان.

النصر في معركة لا يعني النصر في الحرب والانتصار في الحرب لا يعني بناء مجتمع جديد. حينما استولى الدعم السريع على ولاية الجزيرة قلنا صادقين انها مكيدة لا تخدم مصلحة الدعم السريع في السياسة او العسكرية وما حدث بعد ذلك معلوم ومؤلم.

بعد يوم الفاشر هذا نقول مجدداً انه من الضروري التعامل بعقل وحكمة مع المدنيين وخاصة النازحين، وللنازحين في دارفور تاريخ طويل وطريق مليء بالانتهاكات والأشواك، كذلك يجب التعامل بحكمة مع امبرو وكروني والطينة فهي ليست حاميات عسكرية مجردة بل ايضاً مجتمعات، ان الحديث المستمر عن ولايتي الشمالية ونهر النيل وكأنها ولايات شهادات بحثها مملوكة للمؤتمر الوطني حديث غير صحيح ويمكن ان يفسد كامل الحرب على فسادها ويعمق الجراحات المجتمعية ويقلب الاجندة من سياسية إلى إثنية مميتة لا تجلب انتصار وهذا لا يخدم اهلنا وشعبنا في كل السودان فالحرب تنتهي والجراح تبقى وعلينا ان نمضي في طريق المصالحة والأخوة الشريفة لا طريق الدماء، وان تنحصر الحرب بين العسكريين لا بين المجتمعات.

نطالب الطرفين بوقف الاعتداءات على المدنيين والبنية التحتية المدنية فإنها جرائم حرب لا تسقط بالتقادم، وعلينا داخل السودان وخصوصاً خارجه ان نجتهد في حملات واسعة لوقف الحرب وجميعنا ندرك ان بلادنا على شفا التمزق والانهيار، واذا فقدنا شعبنا وارضنا فبأي انجازات شخصية او عامة نحتفي.

أخيراً اننا ندعو المجتمع الدولي للضغط على الطرفين لفتح المسارات الانسانية وحماية المدنيين وخروج كل المسلحين من المدن والقرى الخاضعة لسيطرتهم وتركها لشرطة مدني، وتوسيع الفضاء المدني على حساب الفضاء العسكري والسماح لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية بتقديم المساعدات وان يشرف الصليب الأحمر الدولي على الاسرى والمحتجزين، ولكي يتم ذلك فإننا نناشد بلدان الرباعية بقيادة الولايات المتحدة بالدعوة فوراً لاجتماع عالي المستوى في جدة بالمملكة العربية السعودية لوقف اطلاق نار إنساني لأن الحرب متجهة للتمدد، ونناشد الرباعية الأخرى التي يقودها الاتحاد الأفريقي لعقد اجتماع عالي المستوى والتنسيق مع الرباعية بقيادة الولايات المتحدة لوقف انهيار السودان الذي سيولد اثار عميقة اقليمية ودولية لا تخطئها العين وكل ذلك يحتاج لتشاور مع اهل السودان وقواهم المدنية الديمقراطية وطرفي الحرب.

تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى