أخبار العالم

هل تؤدي تصريحات ميرتس عن “صورة المدينة” لانهيار حكومته؟ – DW – 2025/10/27

في خضم الجدل المستمر حول تعزيز الأمن في الأماكن العامة في ألمانيا، دعا الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم الألماني، إلى عقد اجتماع قمة في ديوان المستشارية ببرلين. وقال النائب البرلماني عن الحزب أديس أحمدوفيتش، الذي أعد مع تسعة نواب آخرين خطة من ثماني نقاط بشأن الجدل حول “صورة المدينة”، في تصريحات لصحيفة “بيلد”: “أتوقع أن يجمع المستشار ممثلين عن المدن الكبرى والاتحادات البلدية والكتل البرلمانية على طاولة واحدة لعقد قمة حول مظهر المدينة، على غرار قمم الصلب أو صناعة السيارات”.

في المقابل، لا يرى التحالف المسيحي المحافظ، المنتمي إليه المستشار فريدريش ميرتس، داع لذلك.

خطة من ثماني نقاط

وجاء في خطة مجموعة النواب من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، التي تحمل عنوان “من أجل صورة مدينة اجتماعية آمنة ومتضامنة”: “المشكلات في صورة المدينة تعود إلى أسباب متعددة: مشكلات اجتماعية، نقص المساكن، تدهور المساحات العامة، ضعف البنية التحتية الاجتماعية، وقصور في جهود الوقاية”.

وأضافت المجموعة أن من يحصر النقاش في قضايا اللجوء والهجرة يحول دون الوصول إلى حلول حقيقية، مقترحة أن تتفق أحزاب الائتلاف الحاكم قبل نهاية هذا العام على مفهوم موحد لمصطلح “صورة المدينة”. وجاء في الخطة: “سواء في لجنة الائتلاف أو في مجموعة عمل، هناك حاجة الآن إلى وضوح في هذا النقاش، من أجل جميع سكان مدننا”.

وأعرب مدير الشؤون التنفيذية للكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، ديرك فيزه، عن دعمه لمبادرة المجموعة، وقال لـ”بيلد”: “كانت خطة النقاط الثماني مساهمة من نواب كتلتنا لتهدئة نقاش صورة المدينة وعدم اختزاله في موضوع الهجرة. وأنا أشارك هذا الهدف بوضوح… يتطلب الأمر في الواقع تصورا متكاملا، وعلينا العمل على ذلك”.

في المقابل يرفض التحالف المسيحي فكرة عقد قمة. وقال مدير الشؤون التنفيذية للكتلة البرلمانية للتحالف، شتيفن بيلغر، في تصريحات لـ”بيلد”: “المستشار تحدث عن طبيعة المشكلة بوضوح، ولا حاجة لمزيد من النقاش… الغالبية العظمى من المواطنين، فضلاً عن العديد من رؤساء حكومات الولايات ورؤساء البلديات المنتمين إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، يتفهمون جيدا للغاية ما كان يقصده المستشار”، مؤكداً أن التحالف المسيحي منفتح على محادثات مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بشأن سياسة داخلية أكثر صرامة.

وانتقد خبير الشؤون الداخلية في التحالف المسيحي، ألكسندر تروم، ورقة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، معتبراً أنها “تتجاهل القضايا التي تهم الناس فعلاً”.

معارضة في داخل الحكومة

وفي سياق متصل، أثارت مشاركة فيبكه إسدار، نائبة رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، في مظاهرة احتجاجاً على تصريحات ميرتس عن الهجرة، استياء داخل التحالف المسيحي.

وفي تصريحات لصحيفة “تاغسشبيغل” الألمانية، قال مدير الشؤون التنفيذية للكتلة البرلمانية للتحالف، شتيفن بيلغر: “من يتظاهر من قيادات الحزب الاشتراكي الديمقراطي ضد المستشار الألماني، يسهم بتهور في تراجع ثقة الناس بقدرتنا على الحكم الرشيد”، مشيراً إلى أن نجاح الائتلاف الحاكم لا يمكن أن يتحقق إلا إذا عمل الجميع على قلب رجل واحد، وقال: “على كل نائب من نواب الائتلاف الحاكم أن يكون مدركاً لمسؤوليته الكبيرة”.

ومن جهته حمل ينس شبان، زعيم الكتلة البرلمانية للاتحاد الديمقراطي المسيحي، على نائبة زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي. وقال السياسي من الحزب يوم الأحد في على قناة ARD: “لم تنجح المعارضة في الحكومة قط”. وأضاف شبان أنه متأكد من أن الغالبية العظمى من ناخبي الحزب الاشتراكي الديمقراطي يشاركون المستشار تقييمه.

ودافع شبان عن تصريحات ميرتس قائلاً إن المستشار لم يقصد لون البشرة أو غالبية الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة، بل “الإهمال، والجرائم المتعلقة بالمخدرات”، والأحياء التي “لا يجرؤ اليهود والمثليون والنساء على الذهاب إليها”.

وكانت شرارة الجدل قد انطلقت من تصريحات أدلى بها المستشار وزعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، ميرتس، في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتي قال فيها إن الحكومة تصحح أخطاء سابقة في سياسة الهجرة وتحقق تقدماً، “لكن لا يزال لدينا هذه المشكلة الواضحة في صورة المدينة، ولهذا يعمل وزير الداخلية على تنفيذ عمليات ترحيل واسعة النطاق”. وعندما سئل لاحقاً عما يقصده تحديدا، أجاب: “اسألوا بناتكم عما قد أعنيه بذلك”.

وأوضح ميرتس يوم الأربعاء الماضي أنه كان يعني بتصريحاته المشكلات التي تتعلق بالمهاجرين الذين لا يملكون إقامة دائمة، ولا يعملون، ولا يلتزمون بالقوانين الألمانية.

وتشهد ألمانيا منذ أيام احتجاجات في الشوارع على تصريحات ميرتس المتعلقة بالهجرة والمشهد العام للمدن الألمانية.

تحرير: حسن زنيند


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى