قلق أممي وحقوقي على مئات آلاف المحاصرين وسط القتال في الفاشر – DW – 2025/10/27

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمس الأحد (26 تشرين الأول/أكتوبر 2025)، إن مئات الآلاف من المدنيين محاصرون وسط تصاعد القتال في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان.
وصرح منسق الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة في الحالات الطارئة توم فليتشر بأنه: “مع توغل المقاتلين أكثر داخل مدينة الفاشر وانقطاع طرق الهروب، فإن مئات الآلاف من المدنيين محاصرون وهم في حالة رعب – حيث يتعرضون للقصف، ويعانون من الجوع، ولا يمكنهم الوصول إلى الغذاء أو الرعاية الصحية أو الشعور بالأمان”.
وتابع فليتشر إنه “يشعر بقلق بالغ إزاء تقارير تفيد بسقوط ضحايا مدنيين ووقوع عمليات نزوح قسري”، ودعا إلى “وقف فوري لإطلاق النار في الفاشر، وفي أنحاء دارفور، وفي عموم السودان”. وأضاف: “يجب السماح للمدنيين بالمغادرة عبر ممرات آمنة وتمكينهم من الحصول على المساعدات. كما يجب السماح لمن يفرون إلى مناطق أكثر أمناً بالقيام بذلك بأمان وكرامة، ويجب توفير الحماية لمن يبقون – بمن فيهم العاملون المحليون في مجال الإغاثة. ويجب أن تتوقف فوراً الهجمات على المدنيين والمستشفيات وعمليات الإغاثة الإنسانية”.
غوتيريش: تدخل خارجي متزايد
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة الاثنين من أن الصراع أدى إلى انخراط قوى خارجية، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة إقليمية في ماليزيا إنه “حان الوقت ليقول المجتمع الدولي بوضوح لكل الدول التي تتدخل في هذه الحرب وتزوّد أطرافها بالأسلحة أن تتوقف عن ذلك”. وتابع أنه “من الواضح أن الأمر لم يعد مجرد صراع سوداني بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل نشهد تدخلاً خارجياً متزايداً يقوّض فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار وحلّ سياسي”.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يعيش نحو 300 ألف شخص في أوضاع مأساوية بمدينة الفاشر، التي ظلت معزولة عن العالم منذ أكثر من عام.
وأفادت بيانات قوات الدعم السريع شبه العسكرية بأنها سيطرت على مدينة الفاشر، آخر مدينة كانت خاضعة لسيطرة الحكومة في إقليم دارفور.
ولم يعلق الجيش السوداني على ذلك في البداية. ووفقاً لتقارير إعلامية، لا تزال المعارك مستمرة في عاصمة ولاية شمال دارفور. ولم يتسن في البداية التحقق من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
وتعتبر الأمم المتحدة الوضع في السودان أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ نزح أكثر من 12 مليون شخص، وهناك أكثر من 26 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة – أي ما يقارب نصف سكان البلاد – يعانون من جوع حاد.
تحرير: حسن زنيد
Source link



