منظمة أطباء بلا حدود تؤكد احتجاز أحد موظفيها في غرب دارفور وتطالب بحل عاجل

أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” أن أحد أفراد طاقمها الطبي يخضع للاحتجاز في منزله بمدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، منذ التاسع عشر من أكتوبر 2025، وذلك على يد قوات الدعم السريع. وأوضحت المنظمة في بيان صدر يوم السبت الموافق 25 أكتوبر، أن الطبيب المحتجز لا تربطه أي علاقة مهنية أو عملية بالسبب الذي أدى إلى احتجازه، مشيرة إلى أن المنظمة تتابع القضية عن كثب وتتواصل مع جميع الأطراف المعنية سعياً لحلها.
موقف المنظمة
وشددت “أطباء بلا حدود” على أنها تعمل في السودان وفق مبادئ الحياد والاستقلالية، دون انحياز لأي طرف من أطراف النزاع، مؤكدة التزامها بتقديم الخدمات الطبية في المناطق المتأثرة بالصراع، بما في ذلك ولاية غرب دارفور. وتأتي هذه الحادثة في وقت تسيطر فيه قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من الولاية، بما فيها مدينة الجنينة، منذ مايو 2023، وهي القوات ذاتها التي وُجهت إليها اتهامات بالضلوع في مقتل حاكم الولاية خميس أبكر في يونيو من العام نفسه.
ظروف أمنية
تعمل منظمة “أطباء بلا حدود” إلى جانب منظمات دولية أخرى في القطاع الصحي داخل إقليم دارفور، في ظل ظروف أمنية متدهورة أدت إلى توقف عدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل. وتواجه الفرق الطبية تحديات متزايدة في الوصول إلى المناطق المتضررة، وسط تصاعد العمليات العسكرية وتدهور الوضع الإنساني، ما يجعل أي استهداف للعاملين في المجال الإنساني مصدر قلق بالغ للمنظمات الدولية.
خلفية الاعتقال
وبحسب ما أفاد به مصدر يعمل في المجال الإنساني لموقع “دارفور24″، فإن قوات الدعم السريع قامت باعتقال موظف سوداني تابع لمنظمة “أطباء بلا حدود” الإسبانية، على خلفية اتهامه بالتخابر مع القوات المسلحة السودانية. وجاءت عملية الاعتقال عقب سلسلة من الأحداث العسكرية التي شهدتها مدينة الجنينة، من بينها ضربات جوية نفذتها طائرات مسيّرة تابعة للجيش السوداني، استهدفت مقر الأمانة العامة لحكومة ولاية غرب دارفور، وأسفرت عن مقتل ثلاثة من أفراد الحراسة الخاصة برئيس الإدارة المدنية، تجاني الطاهر كرشوم، إثر استهداف مباشر لسيارته.
تسجيل صوتي
المصادر ذاتها أفادت بأن الموظف المعتقل ظهر في تسجيل صوتي تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، تحدث فيه عن الهجمات التي نفذتها الطائرات المسيّرة على مدينة الجنينة، بالإضافة إلى مدينتي سرف عمرة والزرق، مشيراً إلى أن تلك العمليات أدت إلى إصابة رئيس الإدارة المدنية في ولاية غرب دارفور. هذا التسجيل أثار اهتمام الجهات الأمنية التابعة لقوات الدعم السريع، التي باشرت إجراءات التوقيف والتحقيق مع الموظف منذ الأسبوع الماضي، وسط تكتم رسمي على مجريات القضية.
تحقيقات موسعة
وأوضحت المصادر أن التحقيقات الجارية مع الموظف تتعلق باتهامات بالتواصل مع قيادات عسكرية بارزة في الجيش السوداني، وهو ما دفع السلطات إلى توسيع دائرة الاستجواب. كما كشفت المعلومات أن الموظف المعتقل سبق له أن خدم في صفوف الجيش السوداني قبل أن ينتقل للعمل في المجال الإنساني ضمن منظمة “أطباء بلا حدود”، الأمر الذي زاد من حساسية موقفه في نظر قوات الدعم السريع، ودفعها إلى التعامل مع القضية باعتبارها ذات طابع أمني وعسكري. التحقيقات لا تزال مستمرة وسط غياب أي تعليق رسمي من الجهات المعنية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تأثير هذه الحادثة على عمل المنظمات الإنسانية في مناطق النزاع.
Source link



