غارات مسيرة تستهدف مدينة كنانة في ولاية النيل الابيض

في تطور ميداني جديد يعكس تصاعد وتيرة الهجمات الجوية، أفاد شهود عيان بأن أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوداني تصدت لهجوم بطائرات مسيّرة استهدف مدينة كنانة الواقعة جنوب العاصمة الخرطوم. الهجوم الذي وقع صباح اليوم السبت، استهدف قاعدة كنانة العسكرية في ولاية النيل الأبيض، في وقت تتزايد فيه وتيرة استخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية ضمن العمليات العسكرية التي تشهدها مناطق متفرقة من البلاد. وتزامن هذا الهجوم مع سلسلة من الضربات الجوية التي طالت مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق، ما يعكس نمطاً متكرراً من التصعيد العسكري الذي بات يهدد الاستقرار في المدن الحيوية.
تصعيد بالدمازين
فجر الجمعة، تعرضت مدينة الدمازين لهجوم جديد بالطائرات المسيّرة، هو الرابع من نوعه خلال أيام، ما أدى إلى موجة نزوح واسعة من القرى الواقعة غرب خزان الروصيرص باتجاه مناطق أكثر أمناً. الهجمات المتكررة استهدفت منشآت حيوية، أبرزها محطات الكهرباء وخزان الروصيرص، ما تسبب في انقطاع شامل للتيار الكهربائي عن مدينة الدمازين والمناطق التي تعتمد على المحطة التحويلية المرتبطة بالخزان. ووفقاً لمصادر محلية، فإن الاستهداف المباشر للمحطة التحويلية غرب الروصيرص أدى إلى تدميرها بالكامل، ما فاقم من الأزمة الإنسانية في الإقليم، وسط تحذيرات من تداعيات أمنية واقتصادية متزايدة.
هجوم مزدوج
الهجمات الجوية لم تقتصر على الدمازين، إذ شهدت العاصمة الخرطوم فجر الجمعة محاولة جديدة من قوات الدعم السريع لتعطيل تشغيل مطار الخرطوم، عبر استهدافه بطائرات مسيّرة انتحارية. الهجوم تزامن مع ضربات جوية أخرى على مدينة الدمازين، حيث استهدفت الطائرات مقر قيادة الجيش في المدينة ومنزلاً في حي الرياض. شهود عيان من الخرطوم أكدوا سماع دوي انفجارات في محيط المطار، مشيرين إلى أن المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني تعاملت مع الطائرات المسيّرة وأعاقت وصولها إلى أهدافها. هذا التصعيد المتزامن يعكس محاولة من قوات الدعم السريع لشلّ البنية التحتية العسكرية والمدنية في أكثر من محور.
بيان رسمي
في أعقاب الهجوم على الدمازين، أصدرت حكومة إقليم النيل الأزرق بياناً أكدت فيه أن الهجمات الجوية التي نفذتها قوات الدعم السريع فجر الجمعة أسفرت عن إصابة شخصين بشظايا نتيجة سقوط إحدى الطائرات المسيّرة. البيان وصف الهجوم بأنه الثالث من نوعه خلال أيام، واعتبره محاولة لزعزعة أمن واستقرار المواطنين في المدينة. كما شدد على أن الأوضاع الأمنية في الدمازين والولاية بشكل عام مستقرة، وأن الحياة تسير بصورة طبيعية رغم التهديدات المتكررة. البيان الرسمي جاء في وقت تتزايد فيه المخاوف من تأثير الهجمات الجوية على الخدمات الأساسية وسلامة السكان.
استهداف سنجة
في ولاية سنار، وتحديداً بمدينة سنجة، استهدفت طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع محطة الكهرباء الرئيسية ظهر الجمعة، ما أدى إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن المدينة. شهود من السكان المحليين أفادوا بأن الهجوم وقع مباشرة بعد صلاة الجمعة، وتسبب في حالة من الهلع والارتباك بين المواطنين، دون تسجيل أي إصابات بشرية. وأشار السكان إلى أن المحطة تعرضت لتدمير شبه كامل، ما دفع عدداً من المواطنين إلى مغادرة المدينة خوفاً من تجدد القصف. كما تحدثوا عن مداهمات نفذتها الخلية الأمنية في عدد من الأحياء، في محاولة للسيطرة على الوضع الأمني المتوتر.
Source link



