اخبار السودان

زالنجي تغلق أسواقها خوفًا من غارات المسيّرات

في تطور ميداني يعكس تصاعد المخاوف الأمنية في إقليم دارفور، أفادت مصادر محلية وشهود عيان في مدينة زالنجي بولاية وسط دارفور، يوم الإثنين، أن السوق الرئيسي بالمدينة أُغلق بالكامل من قبل التجار، وذلك خشية تعرضه لهجمات جوية بطائرات مسيّرة، بعد سلسلة من الغارات التي استهدفت عدة مدن في الإقليم خلال يومي الأحد والإثنين. وأكد أحد الشهود لموقع “دارفور24” أن سوق المواد الغذائية توقف عن العمل بشكل كامل، بينما استمرت بعض الأنشطة التجارية بشكل جزئي في أقسام سوق الخضروات والجزارة وسوق المواشي والأخشاب، وسط حالة من الترقب والقلق بين السكان.

حالة ذعر

الأنباء الواردة من المدينة تشير إلى أن حالة من الخوف والرعب تسيطر على الأهالي، في ظل توقعات باستمرار الهجمات الجوية، خاصة بعد القصف الذي طال بلدة سرف عمرة ومدينة الجنينة يوم الأحد. وأوضح أحد الشهود أن حركة المواطنين في الشوارع باتت محدودة للغاية، وأن قوات الدعم السريع المنتشرة في المدينة لجأت إلى استخدام الأشجار لإخفاء مظاهرها العسكرية، في محاولة لتقليل فرص الاستهداف، بينما يسود المدينة هدوء حذر يعكس التوتر الأمني المتصاعد.

سيطرة عسكرية

تخضع مدينة زالنجي لسيطرة قوات الدعم السريع منذ عام 2023، وذلك عقب اشتباكات محدودة مع الجيش السوداني، الذي انسحب لاحقاً إلى مناطق جبل مرة والطينة الواقعة على الحدود مع تشاد. هذه السيطرة جاءت في سياق توسع ميداني لقوات الدعم السريع في عدد من مدن دارفور، وسط تراجع واضح للوجود العسكري الرسمي في تلك المناطق. ويُذكر أن المدينة كانت قد تعرضت في أغسطس الماضي لقصف بطائرات مسيّرة استهدف داخلية الطالبات بجامعة زالنجي شرقي المدينة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، في حادثة أثارت موجة من الإدانات المحلية والدولية.

غارات متزامنة

في سياق متصل، شهدت ولاية غرب دارفور يوم الأحد سلسلة من الغارات الجوية بطائرات مسيّرة، أسفرت عن مقتل أمير قبيلة المهادي، محمد حسب الله، وثلاثة من أفراد أسرته، وذلك في منطقة أبو جداد بمحلية سربا. ووفقاً لمصادر محلية، يُعتقد أن الطائرة التي نفذت الهجوم تابعة للجيش السوداني. وفي ذات اليوم، استهدفت غارة أخرى مقر الحكومة المحلية في ولاية غرب دارفور، ما أدى إلى إصابة رئيس الإدارة المدنية، التيجاني كرشوم، ومقتل ثلاثة من أفراد حراسته، في تصعيد عسكري جديد يعكس تعقيد المشهد الأمني في الإقليم.

خسائر مدنية

كما شهدت مدينة سرف عمرة في شمال دارفور قصفاً جوياً بطائرات مسيّرة، استهدف السوق المحلي، وأسفر عن إصابة عدد من المواطنين، وتدمير عدة سيارات، إلى جانب تضرر عدد من المحال التجارية المجاورة. هذه الهجمات المتكررة على المرافق المدنية والتجارية تثير مخاوف متزايدة بشأن سلامة السكان، وتسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجه المدن الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، في ظل غياب واضح لأي ترتيبات حمائية فعالة تضمن أمن المدنيين وتمنع استهدافهم في النزاع الدائر.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى