صباح محمد الحسن تتحدث عن عقار وقوش واختراق صمود وتكتب : سلام أم حرب !!

طيف أول:
بينما الخطوة ضلّت قوامها، أصبحت الأرصفة تؤرق الشوارع، في مساحات الذاكرة مزيج من الحكايا والألحان والألم!!
ويقول مالك عقار إن هناك مبادرة سياسية جديدة بعنوان “نحو سودان موحد آمن ومتطور”، تهدف إلى توحيد القوى المجتمعية السودانية وبناء دولة حديثة تتجاوز آثار الحرب.
وشدد على أن تنفيذ هذه الرؤية يتطلب خطة عمل تبدأ بترتيبات أمنية واضحة، تشمل نزع السلاح وإعادة دمج المقاتلين، بما يسمح للحركات المسلحة التحول إلى تنظيمات سياسية مدنية قبل الدخول في أي عملية انتخابية. كما أكد أن الجيش يجب أن يكون الضامن الأساسي للفترة الانتقالية لضمان الاستقرار ومنع الانزلاق نحو صراعات جديدة.
وعقار ترجم بحديثه الرغبة الحقيقية للبرهان في الحكم من جديد، تلك التي لم تقتلها صحوة ضمير رغم كل ما حدث في الحرب من قتل ودمار. هذه النتائج الكارثية كلها لم تسقط من ذهنية الجنرال فكرة تشبثه بالحكم، التي توضح أن أطماعه السياسية أكبر مما حصل عليه كونه قائدًا للجيش السوداني، وهذه الأطماع المتصاعدة هي أكبر عقبة أمام كل الخطط والخطوات الرامية للحل.
ومالك يقول: “إن الجيش يجب أن يكون الضامن الأساسي للفترة الانتقالية لضمان الاستقرار ومنع الانزلاق نحو صراعات جديدة”، ولكن لم يسأل عقار نفسه: من هو الضامن للبرهان؟
فالجنرال نفسه يبحث عن ضمانات تمكنه من الانتقال من منطقة الحرب إلى براحات آمنة، بعد أن تسبب فعليًا في هذا الانزلاق والصراعات الماضية وربما المستقبلية. فكيف يكون ضامنًا وهو الذي يشكل وجوده أكبر مهدد؟
وأكد عقار أن المصالحة المجتمعية الواسعة ضرورية لتعزيز التعايش السلمي، مشددًا على أن بسط الأمن والاستقرار لا يمكن تحقيقه دون معالجة التوترات المجتمعية، ونزع السلاح من جميع المجموعات المسلحة، سواء المؤيدة أو المناوئة للتمرد.
ولا أدري لماذا تحدث عقار عن دمج المقاتلين وتحويل الحركات المسلحة إلى تنظيمات سياسية، وجمع السلاح من جميع المجموعات، حتى المؤيدة للدعم السريع، واستحى أن يقول إننا نتهيأ للذهاب إلى التفاوض لتحقيق السلام!!
فما قاله لا يتحقق إلا باتفاق على طاولة التفاوض، فكيف لهم أن يقوموا بنزع السلاح من مجموعات مؤيدة للدعم السريع دون موافقته والجلوس معه، وكيف تتحقق عملية دمج الجيوش دون تنفيذ اتفاقية السلام!!
فلماذا لا يتحدث الرجل عن نيتهم الذهاب للتفاوض؟
أم أنه يخشى أن تضعه تصريحاته أمام المساءلة الكيزانية، مثلما حدث من قبل!!
فتناقض التصريحات العسكرية يعكس ما ترغب فيه السلطة العسكرية سعيًا للتماشي مع رغبة المجتمع الدولي في تحقيق السلام، لكنها في ذات الوقت لم تتحرر من الخوف من ردة فعل القيادات الإخوانية.
وما يرجّح قبولها بالخطة الدولية المطروحة واستعدادها للذهاب إلى التفاوض هو اضطرارها لإلقاء هذه الخطابات المرتبكة. فلو أن المؤسسة العسكرية لا تريد الذهاب إلى التفاوض، فهي ليست بحاجة إلى تصدير مثل هذه الخطابات التي تحتوي مضامينها وتفاصيلها على بنود السلام، وعناوينها على الانخراط في الحرب.
فسلطة تحدثك عن أنه لا تفاوض ولا قبول للرباعية، وفي ذات الوقت تتحدث عن نزع السلاح والدمج والمصالحة المجتمعية الواسعة، وضرورة تعزيز التعايش السلمي وبسط الأمن والاستقرار، كما تحدث عقار. هي تفكر في السلام أم الاستمرار في الحرب
ام أن هذا هو حديث العقل الباطن الذي يترجمه لسان التصريحات بقصد أو بدونه؟
فالمؤسسة العسكرية إن كانت تريد التفاوض لكنها مقيدة، فهذا سيدفعها إلى حدود المواجهة مع المجتمع الدولي، عندها ستحمل أخطاء الإخوان وجرائمهم على ظهرها، وتتحمل ايضا ما يترتب على ذلك من إدانات!!
طيف أخير:
لا_للحرب
مصادر تكشف عن أسماء سياسية وصحفية شهيرة تتبع للأمن الخارجي بجهاز الأمن، مهمتها اختراق تحالف القوى المدنية “صمود”، ورصد اجتماعاتها وتحركاتها، وإضعاف الأسماء الصحفية الداعية لوقف الحرب، وعزلها عن التواصل مع القيادات السياسية لحجب المعلومة عنها، بتلفيق الأكاذيب والاتهامات. الأسماء في الظاهر تعمل باسم الثورة وتنادي بوقف الحرب، وفي الخفاء تعمل لصالح جهاز الأمن والمخابرات، وتتلقى اوامرها من مدير جهاز الأمن السابق صلاح قوش!!
الجريدة
المصدر من هنا
Source link