أخبار العالم

بين التعذيب ولعب الورق.. هكذا كان وضع الرهائن لدى حماس بغزة – DW – 2025/10/18

مشاعر متضاربة في إسرائيل، فرح بإطلاق سراح الرهائن العشرين الباقين على قيد الحياة والذين احتُجزوا في غزة لمدة عامين، وحزن على بقاء عدة جثث لرهائن لم تُعيدهم حركة حماس (المصنة منظمة إرهابية من قبل ألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى) لأسباب لوجستية. ومع ذلك روى العائدون قصصاً عديدة عن فترة احتجازهم.

منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وإطلاق سراح الرهائن، بثت وسائل الإعلام في جميع أنحاء إسرائيل مقابلات مع أقارب للرهائن، الذين وصفوا الظروف القاسية التي احتُجز فيها الشباب العشرون منذ أسرهم في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

قال البعض إنه تم احتجازهم في أنفاق تحت الأرض لفترة طويلة، دون الوصول إلى ضوء الشمس أو الهواء النقي، وتحدّث آخرون عن تعرضهم للضرب والتعذيب، وعدم تلقيهم ما يكفي من الطعام أحياناً.

في حين تمكن بعضهم من لعب الورق مع محتجزيهم رغم الظروف الخطيرة التي احتُجزوا فيها. ولا يمكن التحقق من رواياتهم بشكل مستقل.

لم شمل توأمين فرقهما الاحتجاز

بحسب تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية أُسرَ الشقيقان التوأم غالي وزيف بيرمان من كيبوتس كفر عزة “تجمع سكني” قرب حدود غزة، وتم احتجازهما بشكل منفصل في مكانين مختلفين، ولم يُلمّ شملهما إلا في اليوم الذي أُطلق فيه سراحهما.

ووفقاً للتقارير، عُزلا تماماً عن العالم الخارجي، بينما كان آخرون على علم بالاحتجاجات في إسرائيل التي تُطالب بالإفراج عنهم.

ضُرب بشدّة حتى فقدَ وعيه

عنات أنغريست هي إحدى المحتجات التي ناضلت من أجل إطلاق سراح ابنها ماتان أنغريست. قالت إن ابنها عانى ظروفاً قاسية للغاية في الأسر، ويرجع ذلك على الأرجح إلى كونه جندياً في جيش الدفاع الإسرائيلي.

يعاني ماتان من حروق بالغة في كامل يده اليمنى، ويعاني من تشوهات في أصابعه إلى جانب إصابات أخرى، بما في ذلك بصره. وقال إنه تعرّض “للتعذيب الشديد، على الأقل في الأشهر القليلة الأولى”، بحسب ما أخبرت والدته قناة 12 الإسرائيلية.

تم أسر ماتان أنغريست، الذي يبلغ من العمر 22 عاماً، كجندي في جيش الدفاع الإسرائيلي من وحدة دبابات متمركزة على طول حدود غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وعن ظروف الأسر قالت والدته: “أثناء الاختطاف، يتذكر تعرضه للإيذاء، يتذكر تعرضه للضرب المبرح لدرجة أنه فقد وعيه، ويتذكر أنه تم تغطيته بأكياس سوداء وسحبه وتعرضه للاعتداء والاستجواب. لقد مر بالكثير”.

كما أخبرها ابنها أنه احتُجز في الغالب في الأنفاق وأن الهجمات الإسرائيلية القريبة تسببت في انهيار جدران الأنفاق في مرحلة ما.

الرهائن نُقلوا عشرات المرات داخل غزة

ومن بين الرهائن كان عمري ميران، 48 عاماً، وهو أب لطفلتين، أُخذ كرهينة من كيبوتس نير عوز. قال شقيقه إن عمري نُقلَ إلى أكثر من 20 موقعاً مختلفاً في غزة في ظروف بالغة الخطورة وفي ظل قصف عنيف من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.

حماس: لا مزيد من الجثامين

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

وفقاً للسلطات الصحية المحلية في غزة، قُتل أكثر من 67 ألف فلسطيني في الحرب، كان معظمهم من المدنيين. ويعتبر هذا الرقم، موثوقاً به من قبل المنظمات الدولية. ويعتقد بوجود آلاف آخرين مدفونين تحت الأنقاض.

وصرّح داني ميران والد عمري لوسائل إعلام إسرائيلية أن ابنه عمري قد لعب الورق مع خاطفيه. قال داني ميران: “لعب معهم الكثير من الورق، طوال الصباح حتى صلاتهم. وكان ينتظر ليبدأ يوماً جديداً من اللعب، مما جعله يستمر”.

 

عامان في الأنفاق تحت قطاع غزة

روى يارون أور والد أفيناتان أور رواية أخرى مؤلمة، وقال إن ابنه بقي محتجزاً في الأنفاق لمدة عامين، وقال لإذاعة “كان” الإسرائيلية: “لقد أمضى عامين في النفق. بعد محاولته الهروب، تعرض للضرب وساءت ظروف سجنه ووُضع في قفص داخل نفق. إنها معجزة أنه ظل عاقلاً”.

وأضاف أور: “لقد حُبس في قفص بطول وعرض مرتبة وارتفاع 1.80 متراً. يبلغ طول أفيناتان حوالي مترين. كان مقيداً بالقضبان لأكثر من عام”.

لحظات اختطاف أفيناتان أور تم تصويرها من قلب حركة حماس ونشرها بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول. كان أور وصديقته، نوا أرغاماني، في مهرجان نوفا الموسيقي عندما وقع الهجوم الذي قادته حماس.

أُطلقَ سراح أرغاماني في عملية إسرائيلية خاصة في يونيو/ تموز عام 2024، والتي تضمنت غارات جوية مكثفة في المنطقة، مما أسفر عن مقتل العشرات من الفلسطينيين. في حين تم إطلاق سراح أور مع الرهائن العشرين الذين أفرجت عنهم حماس مؤخراً.

وكانت ظروف معيشة الرهائن متوقفة على المفاوضات السياسية. صرّح بعض الرهائن بأن ظروفهم المعيشية تغيرت في الأسابيع الأخيرة، على ما يبدو بسبب محادثات وقف إطلاق النار. وقال رهائن أُفرج عنهم سابقاً إن ظروفهم قد تغيرت للأفضل أو للأسوأ تبعاً للتطورات السياسية. جميع الرهائن المُفرج عنهم الآن في مستشفيات تل أبيب ومحيطها، وأمامهم طريق طويل للتعافي.

أعدته للعربية: م.ج (ع.ج.م)




Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى