نقابة الصحفيين تنعى النور سليمان بعد وفاته متأثرًا بتدوين في الفاشر

في حادثة جديدة تعكس تصاعد المخاطر التي يواجهها الصحفيون في السودان، أعلنت نقابة الصحفيين السودانيين يوم السبت وفاة الصحفي النور سليمان النور، متأثرًا بجراحه إثر قصف استهدف منزله بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، ونُسب إلى قوات الدعم السريع. الفقيد كان من أبرز الأصوات الإعلامية المحلية، وقد عمل مراسلًا لإذاعة السلام في محلية المالحة ثم الفاشر، قبل أن يشغل مناصب محرر ومقدم برامج بإذاعة الفاشر، وصولًا إلى منصبه الأخير كمدير لإعلام مكتب الوالي. عُرف النور سليمان بسيرته المهنية النزيهة وأخلاقه الرفيعة، وكان يحظى باحترام واسع بين زملائه في الوسط الصحفي.
سجل مهني
نقابة الصحفيين السودانيين نعت الفقيد في بيان رسمي، مؤكدة أن رحيله ترك أثرًا إنسانيًا ومهنيًا بالغًا في الوسط الإعلامي، وتقدمت بخالص العزاء إلى أسرته وزملائه وأصدقائه، داعية له بالرحمة ولذويه بالصبر والسلوان. النور سليمان كان من الصحفيين الذين التزموا بنقل الأخبار من قلب الحدث، رغم التحديات الأمنية المتزايدة، وظل يؤدي واجبه المهني في ظل ظروف الحرب المعقدة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عام ونصف. وفاته جاءت لتسلط الضوء مجددًا على المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون في مناطق النزاع، وعلى الحاجة الملحة لحمايتهم وفقًا للمعايير الدولية.
حصيلة قاتمة
في تعليق رسمي نشره على صفحته بموقع فيسبوك، قال نقيب نقابة الصحفيين السودانيين عبد المنعم أبو إدريس إن مقتل النور سليمان رفع عدد الصحفيين الذين قضوا منذ اندلاع الحرب في السودان إلى 32 صحفيًا. هذا الرقم يعكس حجم الخسائر التي تكبدها القطاع الإعلامي، ويضاعف القلق بشأن سلامة العاملين في المهنة، الذين يُعتبرون مدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني. أبو إدريس شدد على أن حماية الصحفيين مسؤولية قانونية وأخلاقية، وأن استهدافهم يمثل انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية التي تضمن حرية الصحافة وسلامة الإعلاميين في مناطق النزاع.
خطر متصاعد
منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، شهدت البلاد تدهورًا حادًا في الأوضاع الأمنية والإنسانية، حيث تصاعدت الهجمات الجوية والاشتباكات الأرضية في مناطق مأهولة بالسكان، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا ونزوح الملايين. الصحفيون، الذين يعملون في الميدان لنقل الحقيقة، وجدوا أنفسهم في قلب دائرة الخطر، دون ضمانات كافية لحمايتهم. استمرار استهداف الإعلاميين في السودان يثير مخاوف جدية بشأن مستقبل الصحافة الحرة، ويستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لضمان سلامتهم وتوفير بيئة آمنة لممارسة عملهم دون تهديد أو ترهيب.
Source link