أوروبا تدرس إنشاء هيئة بشأن تعويضات الحرب لأوكرانيا – DW – 2025/12/16

التقى كبار المسؤولين الأوروبيين اليوم الثلاثاء (16 ديسمبر/ كانون الأول 2025) سعيا لإنشاء هيئة دولية تتولى مهمة اتّخاذ قرار بشأن تعويضات لأوكرانيا بعشرات مليارات اليورو على خلفية الغزو الروسي. وستقيّم “لجنة المطالبات الدولية من أجل أوكرانيا” طلبات التعويض وتتخذ قرارا بشأنها. ويتوقع أن يتم الاتفاق على الهيئة أثناء قمة عالية المستوى في لاهاي الثلاثاء يحضرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
رفض بلجيكي شديد
ويأتي تشكيل اللجنة بعد تأسيس ما أطلق عليه “سجل الأضرار” الذي تلقى حتى الآن أكثر من 80 ألف طلب لتعويضات من أفراد أو منظمات. وستكون الخطوة الثالثة تأسيس صندوق تعويضات. ولم يتضح بعد كيف سيتم تطبيق هذا الجزء الحاسم من العملية. وينسّق مجلس أوروبا ومقره ستراسبورغ والذي يضم 46 دولة تحمي حقوق الإنسان في القارة، آلية التعويضات. وقال وزير الخارجية الهولندي ديفيد فان فيل للصحافيين إن اللجنة الجديدة ستتخذ من لاهاي مقرا.
ويواجه قادة الاتحاد الأوروبي ضغوطات للتوصل إلى اتفاق بشأن ما سيفعلونه بالأصول الروسية المجمّدة خلال قمة تبدأ الخميس. ويبحثون عن سبل لتمويل قرض لكييف تقوم بتسديده، بموجب المقترح، عبر أي تعويضات روسية تقدّم لأوكرانيا. لكن بينما تحظى الخطة بدعم قوي من العديد من الدول الأعضاء، بما في ذلك ألمانيا، إلا أنها قوبلت بمعارضة شديدة حتى الآن من بلجيكا. وتستضيف بلجيكا منظمة “يوروكلير” للإيداع الدولي التي تضم معظم الأصول الروسية ورفضت حتى الآن المقترح بسبب تداعياته القانونية المحتملة.
مسألة الضمانات الأمنية؟
ويتزامن النقاش بشأن الأصول المجمّدة مع جهود دبلوماسية لإنهاء حرب أوكرانيا وهو أمر قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه بات “أقرب من أي وقت سابق”. وبعد يومين من المحادثات مع كبار المسؤولين الأميركيين في برلين، قال زيلينسكي إن المفاوضات “ليست سهلة” لكنها حققت “تقدّما حقيقيا” بشأن مسألة الضمانات الأمنية. واقترح القادة الأوروبيون الاثنين “قوة متعددة الجنسيات” تقودها أوروبا وتدعمها الولايات المتحدة لضمان تطبيق أي اتفاق سلام محتمل.
وقال الأمين العام لمجلس أوروبا آلان بيرسيه للصحافيين لدى وصوله إلى مقر الاجتماع في لاهاي إن “المحادثات بشأن المحاسبة والتعويض وإعادة الإعمار يجب أن تكون جزءا من مباحثات السلام”. وجدّدت باريس مطالبتها بتوفير “ضمانات أمنية قوية” لكييف قبل البحث في مسألة الأراضي الأوكرانية التي تطالب موسكو بالتنازل عنها، وفقا لما أفادت به الثلاثاء أوساط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب اجتماعات في برلين تناولت الموضوع.
زيلينسكي يتوقع دعم واشنطن
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه توصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لجعل الضمانات الأمنية ملزمة قانونيا عبر إجراء تصويت في الكونغرس الأمريكي، وذلك كجزء من اتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب. ولم يفصح زيلينسكي عن أي تفاصيل إضافية في التصريحات الصوتية التي أدلى بها لوسائل إعلام أوكرانية عبر الإنترنت، مساء أمس الاثنين، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرغ للأنباء. وجاء تصريح زيلينسكي بعد ساعات من تصريح مسؤول أمريكي بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب عرضت على أوكرانيا ضمانات أمنية قوية، في أحدث جولة من المفاوضات، على غرار “المادة الخامسة”، في إشارة إلى بند الدفاع المشترك في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ومن المرجح الآن أن يتحول الاهتمام إلى رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب ختام محادثات استمرت يومين في برلين، بمشاركة مسؤولين من أوكرانيا وأمريكا وأوروبا، مع تقييمات إيجابية بشأن فرص التوصل إلى تسوية. وقال زيلينسكي إنه يتوقع أن تتشاور الولايات المتحدة مع روسيا لاحقا، فيما قد يعود المفاوضون الأوكرانيون إلى أمريكا لإجراء محادثات خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأضاف زيلينسكي أنه قد يلتقي ترامب عندما “يقتربون” من صياغة المسودة النهائية لاتفاق السلام. وقال زيلينسكي، في منشور عبر تطبيق تليغرام، “قبل اتخاذ أي خطوات في ساحة المعركة، يجب أن يكون لدى الجيش والسكان المدنيين فهم واضح لما ستكون عليه الضمانات الأمنية”.
تحرير: عماد غانم
Source link



