أخبار العالم

عقد على اتفاق باريس البيئي … المناخ يزداد سخونة – DW – 2025/12/12

في مثل هذا اليوم في 12 ديسمبر/كانون الأول 2015 التزمت نحو 200 دولة في قمة باريس للمناخ بالعمل على حصر ارتفاع حرارة الأرض عند 1,5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. ذلك الاتفاق تحوّل إلى مرجع عالمي لسياسات المناخ، وبوصلة لخارطة الطريق التي تتبعها الحكومات.

لكن بعد عقد كامل، يقول خبراء البيئة إن الفجوة بين التعهدات والواقع ما زالت كبيرة. رئيس فرع منظمة “غرينبيس” في ألمانيا، مارتن كايزر، يرى في تصريحات أدلى بها اليوم الجمعة  (كانون الأول/ديسمبر 2025) أن اتفاق باريس لا يزال يشكل “البوصلة ومحرك كل خطط حماية المناخ”، لكنه يحذّر من أن هذا الدور مهدد إذا لم تُقلَّص سريعًا الهوة بين الأهداف المعلنة والسياسات الفعلية، خاصة داخل دول مجموعة العشرين الصناعية.

ألمانيا تحت المجهر

ويحمّل كايزر الحكومة الألمانية برئاسة فريدريش ميرتس مسؤولية إعادة البلاد إلى مسار تحقيق هدف 1,5 درجة. ويقول إن ما تقوم به برلين، إلى جانب التحالف المسيحي المنتمي له ميرتس، تحت عناوين “التحديث” و”تقليل البيروقراطية”، يسير في الاتجاه المعاكس للتعهدات المناخية.

الاختبار الحقيقي، كما يصفه كايزر، يكمن في قدرة الحكومة على اتخاذ “إجراءات فورية” في قطاعات النقل والمباني واستخدام الأراضي، مؤكدًا أن “حماية المناخ ليست عبئًا، بل شرطًا أساسيا للحرية والأمن والازدهار في المستقبل”.

تجاوز عتبة 1,5 درجة بات أقرب

من جانبه، يقر مدير معهد بوتسدام لأبحاثتأثيرات المناخ، يوهان روكشتروم، بأن شعورًا بالتفاؤل ساد بعد قمة باريس قبل عشر سنوات، لكنه يضيف: “اليوم، بعد عقد من الزمن، علينا أن نعترف بأننا فشلنا حتى الآن”.

ورغم التقدم الملحوظ في مجالي الطاقة المتجددة والتنقل الكهربائي، فإن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ما زالت في ارتفاع. روكشتروم يحذر من أن الاحترار العالمي يتسارع، وأن حرارة المحيطات ترتفع أسرع من التوقعات السابقة، بينما تقترب أنظمة بيئية حساسة، مثل الشعاب المرجانية الاستوائية، من “عتبات حرجة”.

وبحسب الخبير، فإن تجاوز حد 1,5 درجة مئوية “أصبح الآن أمرًا شبه محتوم، ويضع العالم في خطر”، معتبرا أن الأمل الوحيد يكمن في أن “يدرك العالم حجم الفشل والمخاطر المرتبطة به ويتصرف وفقًا لذلك”.

أعوام قياسية الحرارة

الصورة القاتمة التي يرسمها العلماء تدعمها بيانات حديثة لوكالة “كوبرنيكوس” الأوروبية لتغير المناخ. فالعام 2025 يسير في اتجاه أن يصبح واحدًا من أكثر ثلاثة أعوام حرارة منذ بدء تسجيل القياسات.

وفق تقرير الوكالة، يتساوى العام الحالي حتى الآن مع عام 2023 كثاني أكثر الأعوام حرارة، خلف عام 2024. كما كان شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ثالث أكثر تشرين ثاني/نوفمبر دفئًا على الإطلاق، بمتوسط حرارة عالمية بلغ 14,02 درجة مئوية، مع تسجيل قراءات مرتفعة بشكل استثنائي في مناطق مثل المحيط المتجمد الشمالي.

الأخطر أن درجات الحرارة في تشرين الثاني/نوفمبر كانت أعلى بـ1,54 درجة مئوية من مستويات ما قبل الثورة الصناعية، متجاوزة الحد المستهدف في اتفاق باريس البالغ 1,5 درجة. ورغم أن الباحثين لا يتوقعون أن يتجاوز عام 2025 وحده هذا الحد، فإن متوسط درجات الحرارةخلال الفترة من 2023 إلى 2025 مرشح لتجاوزه، في سابقة لأي فترة ثلاثية الأعوام.

سامانثا بورجيس، المسؤولة الاستراتيجية في “كوبرنيكوس”، تؤكد أن هذه الأرقام “ليست مجرد قيم مجردة”، بل تعكس، كما تقول، “وتيرة متسارعة لتغير المناخ”، مشددة على أن “الطريقة الوحيدة للحد من ارتفاع درجات الحرارة مستقبلا هي خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بسرعة”.

أوروبا خريف دافئ وقلق متزايد

في أوروبا، كان نوفمبر الماضي خامس أكثر نوفمبر دفئًا على الإطلاق، بمتوسط بلغ 5,74 درجات مئوية. مناطق شرق أوروبا والبلقان وتركيا شهدت درجات حرارة مرتفعةعلى نحو غير معتاد، بينما كانت الأجواء أبرد نسبيًا في اسكندنافيا وجنوب ألمانيا.

كما لم تشهد القارة سوى ثلاثة فصول خريف سابقة كانت دافئة بقدر خريف هذا العام، ما يعمق المخاوف من أن موجات الحرارة وتبدل نمط الفصول باتت جزءًا من “الوضع الطبيعي الجديد” للمناخ في أوروبا والعالم.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى