أخبار العالم

التوتر بين مصر وإسرائيل.. هل تنجح واشنطن بإذابة جبل الجليد؟ – DW – 2025/12/8

يرغب البيت الأبيض في القيام بدور الوساطة لعقد قمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب ما قاله مسؤول أمريكي ومصدر إسرائيلي مطلع لموقع “أكسيوس”.

ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إنه يتعين أولا على نتنياهو الموافقة على عقد صفقة غاز استراتيجية مع مصر واتخاذ خطوات أخرى لحث السيسي على اللقاء.

وبحسب “أكسيوس“، تسعى الولايات المتحدة إلى تحسين العلاقات بين إسرائيل ودول عربية من خلال الدبلوماسية الاقتصادية.

لقاء  بين ترامب والسيسي في شرم الشيخ (13-10-2025)
هل ينجح ترامب في كسر الجمود بين مصر وإسرائيل في ضوء تقرير يشير إلى رغبة البيت الأبيض لعقد قمة بين نتنياهو والسيسي؟صورة من: Evelyn Hockstein/REUTERS

“مبادرات تركز على الحوافز الاقتصادية”

وقال مسؤول أمريكي للموقع “إنها فرصة عظيمة بالنسبة لإسرائيل. فبيع الغاز لمصر سينتج عنه ترابط، ويقرب بين الدولتين،” وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة تدرس تدشين “مبادرات مماثلة تركز على الحوافز الاقتصادية في مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة بين إسرائيل ودول عربية مثل لبنان وسوريا و السعودية“.

وأضاف أن الهدف يتمثل في “إعادة إدماج إسرائيل دبلوماسيا، ووضع نموذج جديد لانخراط إسرائيل مع العالم العربي، وإعادة مسار اتفاقيات أبراهام إلى الطريق الصحيح”.

وقال الموقع إن المسؤولين الأمريكيين يأملون في تحقيق ذلك بالتوازي مع جهودهم لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة والمضي قدماً في عملية السلام.

 رغبة السيسي ونتنياهو؟

وأوضح الموقع أن جاريد كوشنر، صهر ترامب، اقترح على نتنياهو أن يبدأ بمصر، التي لعبت دورا أساسيا في إنجاز اتفاق غزة. ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي قوله إن القاهرة أظهرت “التزاما حقيقيا بالمساعدة في غزة”.

وأضاف أن مصدرا إسرائيليا ومسؤولا أمريكيا قالا إنه بينما أبلغ نتنياهو كوشنر برغبته في لقاء السيسي، إلا أنه لم ينخرط بجدية في ذلك، فضلا عن أن الرئيس المصري لم يُبد حماسا لفكرة اللقاء.

وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أنه “لم تكن هناك أي اتصالات استراتيجية مهمة بين البلدين خلال العامين الماضيين”.

صورة جرافيك تجمع نتنياهو والسيسي
قال “أكسيوس” إن مسؤولين أمريكيين قالوا إنه يتعين أولا على نتنياهو الموافقة على عقد صفقة الغاز مع مصر لحث السيسي على اللقاء.صورة من: David Cruz Sanz/AlterPhotos/ABACA/picture-alliance/Chris Emil Janßen/picture-alliance

زيارة رشاد.. ذوبان جزئي

ويأتي تقرير “أكسيوس” بعد قرابة شهرين من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بموجب اتفاق توسطت فيه مصر واستضافت القائمين عليه في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر.

وفي مقابلة سابقة مع DW عربية، قال تيموثي قلدس، نائب مدير معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط ومقره الولايات المتحدة، إن المراحل المستقبلية في تنفيذ اتفاق غزة قد تساهم في تحسين علاقات مصر مع إسرائيل.

وأضاف: “يبدو أن هناك على الأقل بعض التحسن في العلاقات. استضافة السيسي لقمة (شرم الشيخ) مع ترامب ربما تعزز من مكانته في البيت الأبيض وفي واشنطن، وهذا بدوره يزيد من قدرته على الضغط لضمان تهدئة التوترات مع إسرائيل. وربما نشهد بعض التراجع في حدة التوترات بين الطرفين”.

وفي تقرير موسع بعد التوصل إلى اتفاق غزة، قال “مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية” إن اجتماع نتنياهو مع رئيس جهاز الاستخبارات المصري حسن رشاد بعد أكثر من أسبوع من قمة شرم الشيخ يشير “إلى انفراجه جزئية” في العلاقات بين البلدين بعد أشهر من التوتر بشأن رفح وممر فيلادلفيا.

وأوضح التقرير أن مسؤولين إسرائيليين وصفوا الاجتماع بأنه “إشارة إيجابية”، رغم أنه لم يصل إلى مستوى “اختراق حقيقي”. وأشار التقرير إلى أن المصادر المصرية حذرت من أن “أي عودة إسرائيلية للعمليات القتالية في غزةأو انتهاك تفاهمات وقف إطلاق النار قد يؤدي إلى انهيار حالة الانفراج الهشة”.

وأضاف التقريرأن الاجتماع جاء في أعقاب “المكالمة الهاتفية بين السيسي ونتنياهو، التي جرت تحت ضغط أمريكي خلال زيارة الرئيس ترامب لإسرائيل”.

ونقل التقرير عن مسؤولين أمنيين كبار قولهم إن اجتماع رشاد ونتنياهو يعكس رغبة متبادلة بين البلدين “لتجديد والحفاظ على قنوات الاتصال رفيعة المستوى، في ضوء الطلب الأمريكي بتنفيذ خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط وتعزيز معاهدة السلام بين البلدين”.

ما هي نقاط الخلاف؟

يذكر أن التوترات بين إسرائيل و مصر تتصاعد بشكل مطرد منذ تشكيل حكومة نتنياهو الحالية في أواخر عام 2022، حيث لم يعقد نتنياهو والسيسي أي اجتماعات علنية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، كما لا يوجد سجل علني لأي اتصال هاتفي بينهما منذ يونيو/حزيران 2023، بحسب فرانس برس.

وكانت مصر أول دولة عربية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل بموجب معاهدة السلام الموقعة في عهد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات عام 1979.

وفي خطاب بمناسبة حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، أشاد السيسي باتفاقية السلام مع إسرائيل  التي اعتبر أنها أسست لاتفاقيات السلام التي أبرمتها بلدان في المنطقة مع إسرائيل لاحقا.

وقد أثار الوجود العسكري المصري المعزز مؤخرا في سيناء شكاوى من إسرائيل رغم تأكيد القاهرة في بيان رسمي أن القوات الموجودة في سيناء تستهدف في الأصل تأمين الحدود في إطار التنسيق المسبق مع أطراف معاهدة السلام.

وتعد قضية معبر رفح من بين المسائل التي تثير القلق بين مصر وإسرائيل. ففي مطلع الشهر الجاري، أعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) أن المعبر سيفتح “في الأيام المقبلة” للسماح حصرا بخروج سكان غزة إلى مصر.

ونفت القاهرة وجود اتفاق يسمح بعبور السكان في اتجاه واحد، بحسب الهيئة العامة للاستعلامات التابعة لرئاسة الجمهورية. وفتح المعبر هو من البنود التي وردت في خطة ترامب، فيما طالبت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية مراراً بفتحه.

صفقة الغاز

وفي تقرير في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن التوترات السياسية بين إسرائيل ومصر ربما تلقي بظلالها على صفقة الغاز بقيمة 35 مليار دولار بين حقل ليفياثان الإسرائيلي للغاز الطبيعي لتزويد مصر بالغاز، وهي أكبر صفقة تصدير بالنسبة لإسرائيل على الإطلاق.

ومن المتوقع أن تخفف الصفقة من أزمة الطاقة في مصر، التي أنفقت مليارات الدولارات على استيراد الغاز الطبيعي المسال منذ أن أصبحت الإمدادات لديها لا تفي بالطلب.

يشار إلى أن وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت قد ألغى زيارة إسرائيل أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أن رفض نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين المصادقة على الصفقة.

وقال مكتب كوهين إن الأخير لن يوافق على الاتفاق حتى يتم التوصل إلى “أسعار عادلة للسوق الإسرائيلية”، مضيفا أن إدارة ترامب مارست ضغوطا كبيرة على كوهين ونتنياهو للمصادقة على الاتفاق.

تحرير:ع.ج.م


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى