محاولة انقلاب فاشلة في بنين واعتقال 14 شخصا – DW – 2025/12/7

أعلنت حكومة بنين اليوم الأحد (السابع من ديسمبر/ كانون الأول 2025)، إحباط محاولة انقلاب واعتقال 14 شخصا من بينهم متورطون في الإعلان عبر شاشة التلفزيون عن إقالة الرئيس باتريس تالون.
وقالت مصادر أمنية وعسكرية لوكالة فرانس برس إن السلطات أوقفت 12 عسكريا من بينهم متورطون في محاولة الإنقلاب، بينما ذكرت مصادر أخرى أن العدد وصل إلى 14 شخصا. وتأتي هذه المحاولة الإنقلابية قبل أشهر من انتخابات رئاسية مقررة في نيسان/أبريل، ينبغي أن يسلّم بعدها الرئيس السلطة، بعد ولايتين رئاسيتين.
ويُسجّل هذا البلد الواقع على الساحل الغربي لإفريقيا نموا اقتصاديا قويا، رغم وقوع أعمال عنف يشنّها إسلاميون متطرفون في الشمال.
وأكدت مصادر مقربة من الرئيس أنه بخير. لكن الحذر ظلّ مخيما في العاصمة الاقتصادية كوتونو ظهر الأحد، وسُمعت طلقات نارية فيما كان جنود يقطعون الطريق المؤدي إلى قصر الرئاسة. لكن، في مناطق أخرى من المدينة، كانت الأجواء عادية.
“تردّ أمني”
في الصباح الباكر، ظهر على شاشة التلفزيون الرسميّ ثمانية عسكريين بلباسهم الرسمي وبنادقهم، معلنين إقالة الرئيس. وأعلن العسكريون الذي عرفوا عن أنفسهم باسم “اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس” أن مجموعتهم “اجتمعت الأحد وتداولت وقررت إقالة باتريس تالون من مهامه كرئيس للجمهورية”.
وبرر العسكريون الثمانية إعلانهم “بالتردّي الأمني المتواصل في شمال بنين” و”إهمال العسكريين الذين قتلوا في الجبهة وترك عائلاتهم من دون دعم”، وأيضا بما اعتبروه “ترقيات غير عادلة على حساب من أهم أكثر استحقاقا”. وندد الانقلابيون بـ “التراجع المقنّع للحريات الأساسية” وتحدثوا عن مطالب اجتماعية.
لكن وفي وقت لاحق، أكد وزير الداخلية الحسن سيدو عبر التلفزيون فشل محاولة الانقلاب. وقال “القوات المسلحة في بنين وقيادتها مخلصة لقسمها، ومتمسكة بالولاء الجمهوري”. وأضاف “ردّ فعلهم هو الذي مكّن من استعادة السيطرة وإفشال المحاولة”.
إدانة إفريقية
وأدان الاتحاد الإفريقي محاولة الانقلاب، ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف “كل الأطراف المتورطة في محاولة الانقلاب إلى الكفّ الفوريّ عن أي عمل مخالف للقانون” و”العودة من دون تأخير إلى واجباتها المهنية”، داعيا إلى احترام الدستور.
بدورها، أدانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا محاولة الانقلاب ووصفتها بأنها “حركة لا دستوريّة تمثل انقلابا على إرادة الشعب”.
تاريخ من الانقلابات
وشهد التاريخ السياسي لبنين انقلابات أو محاولات انقلاب عدة. ويتولى باتريس تالون الحكم منذ 2016، وينهي العام المقبل ولايته الثانية، وهي الحد الأقصى المسموح به بحسب الدستور. واستبعد أكبر حزب معارض من الانتخابات الرئاسية التي باتت محصورة بين الحزب الحاكم ومرشح معارض يعتبر “معتدلا”.
ورغم الإشادة بالتنمية الاقتصادية التي حققتها بنين في عهده، يتعرض باتريس تالون بانتظام لاتهامات من معارضيه بأنه تبنى نهجا استبداديا في بلد سبق أن تميز بديناميته الديموقراطية.
وتشكل محاولة الانقلاب أحدث تهديد للديمقراطية في المنطقة، حيث استولى الجيش في السنوات القليلة الماضية على السلطة في النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين لبنين، بالإضافة إلى مالي وغينيا، والشهر الماضي فقط في غينيا بيساو.
تحرير: صلاح شرارة



