أخبار العالم

لا اعتراف بدولة فلسطينية قريبا ويجب تنفيذ خطة السلام – DW – 2025/12/7

استبعد المستشار الألماني فريدريش ميرتس توافر شروط الاعتراف بدولة فلسطينية في “المستقبل المنظور”. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك بعد الاجتماع الذي عقده ميرتس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس اليوم الأحد (السابع من كانون الأول/ ديسمبر 2025) خلال أول زيارة رسمية يقوم بها لإسرائيل منذ توليه منصب المستشار في مايو/أيار الماضي.

وأوضح ميرتس أن المهم الآن هو تنفيذ خطة السلام خطوة بخطوة. وقال: “لا أحد منا يعرف اليوم ما الذي سيكون في نهاية هذه العملية. وبسبب ذلك، نأت الحكومة الألمانية – خلافا لدول أوروبية أخرى – عن الاعتراف المبكر بدولة فلسطينية. ولن نفعل ذلك في المستقبل المنظور“. وأضاف أنه حتى الآن تفتقد مثل هذه الدولة كل الشروط اللازمة لتكون دولة مستقلة بالفعل. وكانت بريطانيا وفرنسا وكندا والعديد من الدول الأخرى اعترفت بالأراضي الفلسطينية كدولة، إلا أن هذا الاعتراف يحمل طابعا رمزيا بالدرجة الأولى. وعن زيارة إسرائيل التي وصل إليها أمس السبت قادما من الأردن، قال ميرتس: “أتيت كصديق لهذا البلد، كصديق لإسرائيل”، وأشار إلى أن زيارته تأتي في وقت صعب بالنسبة للشعب الإسرائيلي. وأوضح أنه بات هناك وقف لإطلاق النار في غزة، ورغم وجود انتكاسات متكررة، فإن الحرب قد انتهت وأصبح السلام الدائم ممكنا.

وأكد أن المهم الآن هو تنفيذ المرحلة الثانية من خطة السلام، وأن أهم شيء في هذه المرحلة هو نزع سلاح حركة حماس بالكامل، مشددا على أنه لا يمكن أن يكون للحركة أي دور في غزة. وتتضمن المرحلة الثانية من عملية السلام أيضا نشر قوة حفظ سلام. وتهرب ميرتس من الإجابة عن سؤال حول احتمال مشاركة ألمانيا في هذه القوة، مشيرا إلى أن الحكومة الاتحادية ستنتظر نتائج المحادثات التي سيجريها نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل نهاية العام. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وأضاف ميرتس أنه أعلن عن استعداد مبدئي للمشاركة في العديد من الخطوات، بما في ذلك تلك التي تتيح إعادة إعمار غزة. وفي الوقت نفسه، دعا ميرتس إسرائيل مرة أخرى إلى عدم اتخاذ أي خطوات ضم في الضفة الغربية، مؤكدا أنه يجب ألا تكون هناك أي إجراءات رسمية أو سياسية أو إنشائية أو غيرها قد تؤدي في نتيجتها إلى ضم فعلي. 

من جانبه أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يتوقع الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة في غزة “قريبا جدا”. وقال خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الألماني “ناقشنا كيفية وضع حد لحكم حماس في غزة… لقد أنهينا القسم الأول… ونتوقع بعد ذلك الانتقال قريبا جدا إلى المرحلة الثانية، وهي أكثر صعوبة”.

وأشار نتنياهو في المؤتمر الصحفي إلى أن الضم السياسي للضفة الغربية لا يزال محل نقاش، وإنه من المتوقع أن يبقى الوضع الراهن على حاله في المستقبل المنظور.

ماذا عن إمكانية زيارة نتنياهو إلى ألمانيا؟

من ناحية أخرى قال المستشار الألماني إن إمكانية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ألمانيا غير مطروحة للنقاش حاليا. وأوضح للصحفيين في المؤتمر الصحفي المشترك “لم نناقش إمكانية زيارة رئيس الوزراء نتنياهو لألمانيا. لا يوجد سبب لمناقشة هذا الأمر في الوقت الحالي”. وأضاف “إذا سمح الوقت، فسأوجه هذه الدعوة إذا كان ذلك مناسبا. لكن هذا ليس مشكلة لأي منا في الوقت الحالي”.

ويواجه نتنياهو حاليا مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حرب غزة.

وقبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيليأكد المستشار الالماني دعم بلاده لإسرائيل، خلال زيارته متحف ياد فاشيم في القدس. وفي مؤسسة ياد فاشيم التي تخلّد ذكرى ضحايا الهولوكوست، قال ميرتس “هنا، في ياد فاشيم، تتجسّد المسؤولية التاريخية الدائمة لألمانيا بوضوح: إذ يتعيّن على ألمانيا الوقوف إلى جانب وجود إسرائيل وأمنها. وسيظل هذا الأمر حاضرا في العلاقة التي تجمعنا”.

 وكان المستشار الألماني أكد أمس السبت في القدس دعم بلاده “الثابت” لإسرائيل، وذلك خلال زيارته الأولى للبلاد والتي تهدف لإعادة تعميق الروابط التقليدية بين البلدين عقب بعض التباينات بسبب الحرب في قطاع غزة.

 وقال ميرتس الذي أثار استياء السلطات الإسرائيلية بقراره في آب/ أغسطس فرض حظر جزئي على صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، “إن الوقوف إلى جانب هذا البلد يشكل جزءا من جوهر سياسة جمهورية ألمانيا الاتحادية الثابتوالأساسي وسوف يظل كذلك”.

 وأضاف ميرتس الذي رفع هذا الحظر في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر بعد وقف إطلاق النار في غزة، “شكلت تصرفات الجيش الإسرائيلي في غزة بعض المعضلات بالنسبة لنا (…) وقمنا بالرد عليها”، مؤكدا “وجدنا أيضا أنه حتى الآن، لا يوجد في الأساس أي تباعد بيننا”. وتابع أن “إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها لأنها الطريقة الوحيدة لضمان حق إسرائيل في الوجود”.

تحرير: حسن زنيند


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى