نيالا تستقبل آلاف النازحين من كردفان وسط أزمة إنسانية متفاقمة

في ظل استمرار العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايات غرب وشمال كردفان، تشهد مدينة نيالا تدفقاً متزايداً للنازحين الذين فرّوا من مناطق القتال خلال الأسبوعين الماضيين، وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، تعكس حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون في مناطق النزاع.
أوضاع مأساوية
استقرت نحو عشرين أسرة في منطقة غابة النيم بمدينة نيالا، بينما تم إيواء عدد آخر من الأسر في حي الجبل، حيث يفترشون الأرض في الساحات العامة دون توفر الحد الأدنى من مقومات الحياة. وتواجه هذه الأسر ظروفاً معيشية قاسية، في ظل غياب الخدمات الأساسية، وافتقارهم إلى المأوى والغذاء والرعاية الصحية، ما يضعهم في مواجهة مباشرة مع تداعيات النزوح القسري الناتج عن تصاعد القتال في كردفان.
شهادات نازحين
أفادت سمية الطاهر، وهي نازحة من مدينة بارا بولاية شمال كردفان، أنها وصلت إلى نيالا منتصف سبتمبر الماضي برفقة أسرتها وعدد من الأسر الأخرى، بعد سيطرة الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه على المدينة والتى استعادها الدعم السريع مجددا مؤخرا. وأوضحت أنهم سلكوا طريق بارا – المزروب عبر شاحنة كبيرة، واستغرقت الرحلة سبعة أيام متواصلة، في ظروف بالغة الصعوبة. من جانبه، قال محي الدين صديق، وهو نازح آخر من بارا، إنه وصل إلى نيالا مطلع سبتمبر، مشيراً إلى أن تكلفة الرحلة بلغت 300 ألف جنيه سوداني للراكب الواحد. وأكد أنهم تركوا جميع ممتلكاتهم خلفهم، ولا يملكون شيئاً، مناشداً المنظمات الإنسانية تقديم مساعدات عاجلة لتخفيف معاناتهم.
تغير السيطرة
شهدت مدينة بارا تطورات ميدانية متسارعة، حيث استعادت قوات الدعم السريع السيطرة عليها بعد معارك ضارية ضد الجيش السوداني وحلفائه. وتعيش مدن وبلدات كردفان حالة من التوتر العسكري، مع تبدل مواقع السيطرة بين الطرفين من حين إلى آخر، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية، ودفع آلاف السكان إلى النزوح بحثاً عن مناطق أكثر أمناً. وتُعد هذه التحولات الميدانية من أبرز أسباب النزوح الجماعي الذي تشهده المنطقة منذ بداية التصعيد.
موجة نزوح
أشارت مصفوفة تتبع النازحين واللاجئين الصادرة عن منظمة الهجرة الدولية إلى أن آلاف السكان فرّوا من مناطقهم في كردفان نتيجة لتصاعد حالات انعدام الأمن. ووفقاً للوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، استقبلت مدينة نيالا ما يقارب عشرين ألف نازح منذ بداية العام الجاري، ما يشكل ضغطاً كبيراً على البنية التحتية والخدمات المحلية. وفي ظل هذا الواقع، نشطت مبادرات مجتمعية في نيالا لتقديم الدعم والمساعدات للفارين من المواجهات العسكرية، في محاولة لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في المدينة.
		  	
	
Source link
				

