اعلان تشكيل ميلشيا جديدة شرق السودان

إعلان الحركة الثورية لشرق السودان يعيد تشكيل المشهد السياسي ويجدد مطالب الإقليم بالمشاركة والتمثيل
في خطوة سياسية جديدة تعكس تصاعد التوترات في شرق السودان، أعلنت قوى أهلية يوم السبت عن تشكيل ميلشيا جديدة تحت اسم “الحركة الثورية لشرق السودان”، في ظل مطالب متزايدة بالتمثيل السياسي والدفاع عن الحقوق المحلية. وجاء الإعلان وسط دعوات لدعم القوات المسلحة، وتأكيدات على رفض الوصاية المركزية، في وقت يشهد فيه الإقليم تحولات عميقة بفعل الحرب المستمرة منذ أبريل.
دعم معلن
خلال مراسم تدشين الحركة، أكد مبارك أحمد حميد بركي، رئيس الهيئة السياسية للحركة الثورية لشرق السودان، أن الكيان الجديد يعلن دعمه الكامل للقوات المسلحة السودانية. وقال بركي إن أحدًا لن يستطيع فرض وصاية على أهل الشرق أو حرمانهم من حقوقهم، مشددًا على أن هذه الحقوق تمثل خطًا أحمر، وأنهم مستعدون للدفاع عنها بالقوة إذا اقتضى الأمر. وأشار إلى أن المناطق التي يقطنها الرشايدة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، ما يعكس حجم التهميش الذي يعانيه الإقليم. ويأتي هذا الإعلان في سياق تصاعد الحراك الأهلي والعسكري في شرق السودان، الذي شهد منذ اندلاع الحرب تشكيل عدد من الحركات والمليشيات، بعضها فتح معسكرات تدريب في دولة إريتريا المجاورة، فيما لا تزال قوى أخرى ترفض الانخراط في الصراع.
مرارات تاريخية
أوضح بركي أن إعلان الحركة الثورية يأتي امتدادًا لمسار طويل من المقاومة الشعبية، بدأ بالدفاع عن الأعراض والبلاد، وتطور إلى تشكيل قوات درع شرق السودان، وصولًا إلى الإعلان الرسمي عن الحركة الجديدة. وأكد أن أهل الشرق اختاروا تقديم المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية، رغم ما وصفه بالمرارات التاريخية الناتجة عن غياب الخدمات الأساسية. وأشار إلى أن ما حدث في مدينة الفاشر من انتهاكات جسيمة وقتل دفعهم إلى حمل السلاح مجددًا، بهدف إسناد القوات المسلحة في معركتها المصيرية، معتبرًا أن الدفاع عن الوطن لا يمكن أن يكون انتقائيًا أو مؤجلًا في ظل ما تشهده البلاد من تحولات ميدانية وسياسية.
مطالب سياسية
في لقاء نظمه مؤتمر البجا يوم الخميس الماضي، قال عبد الله أوبشار، مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا، إن أهل الشرق يواجهون اختلالات متراكمة تمارسها قيادة الدولة ضدهم. وطالب بإشراك أبناء الإقليم في كابينة قيادة القوات المسلحة، وتطبيق النظام الفيدرالي كمدخل لإصلاح العلاقة بين المركز والأطراف. وانتقد أوبشار منع جهاز المخابرات إقامة ورشة تشاورية كانت تنظمها منظمة “بروميديشن”، كما أشار إلى محاولات السلطات منع لقاء نظمه مؤتمر البجا الأسبوع الماضي، ما اعتبره استمرارًا لسياسات الإقصاء والتهميش.
غياب التشاور
أكد أوبشار أن شرق السودان استضاف قيادة الدولة لنحو ثلاث سنوات، لكنه لم يلمس أي تعاون أو تشاور فعلي مع قياداته المحلية. وقال إن العقلية التي تحكم السودان منذ الاستقلال لا تزال تنظر تحت قدميها، رغم اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل، مشددًا على ضرورة إحداث تغيير جذري في بنية الحكم. وأضاف أن السودان الذي تتحكم فيه الخرطوم دون إشراك الأطراف المختلفة قد انتهى، ولا يمكن القبول باستمراره. وأشار إلى أن الإقصاء يولّد الإقصاء، ويزرع الغبن والبغضاء بين المجتمعات، محملًا الدوائر الأمنية والمخابراتية مسؤولية صناعة الخلافات في شرق السودان.
وحدة الحركات
اختتم أوبشار حديثه بالتأكيد على أهمية التماسك بين الحركات الثلاث الفاعلة في شرق السودان: مؤتمر البجا، والحركة الوطنية، وقوات تحرير شرق السودان. واعتبر أن هذا التماسك يمثل أكبر دافع لتماسك مجتمع شرق السودان، في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تواجه الإقليم. وشدد على أن وحدة هذه الحركات ضرورية لمواجهة سياسات التهميش، وتعزيز المطالب المحلية بالتمثيل والمشاركة في مؤسسات الدولة، خاصة في ظل تصاعد الدعوات لتطبيق النظام الفيدرالي وإعادة توزيع السلطة بين المركز والأطراف.
Source link



