فيلم عن الحب وقوانين سبتمبر ..سرد سينمائي جديد يعيد قراءة ثمانينات السودان

في خطوة جديدة تعكس تطور السينما السودانية على الساحة الدولية، أعلن المخرج محمد كردفاني عن انطلاق مشروعه السينمائي الجديد بعنوان “عن الحب وقوانين سبتمبر”، الذي يعالج عبر شخصيات خيالية أزمة العلاقة بين الحب والحرية والسلطة في لحظة مفصلية من تاريخ السودان الحديث، مستندًا إلى تحولات سياسية واجتماعية شهدتها البلاد في مطلع ثمانينات القرن الماضي.
خلفية تاريخية
كشف المخرج السوداني محمد كردفاني عن مشروعه السينمائي الجديد “عن الحب وقوانين سبتمبر”، وهو فيلم درامي رومانسي تدور أحداثه في سياق سياسي وتاريخي مستلهم من التحولات الكبرى التي شهدها السودان في بداية ثمانينات القرن العشرين، وتحديدًا بين تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية واندلاع ثورة أبريل 1985. ويعتمد الفيلم على شخصيات خيالية تتحرك داخل واقع مأزوم، ليقدم من خلالها معالجة إنسانية لعلاقة الفرد بالسلطة والحب والحرية، في لحظة فارقة من تاريخ السودان. هذا التوجه الفني يعكس رغبة كردفاني في استكشاف تعقيدات الهوية السودانية من خلال سرد سينمائي يتجاوز السطح السياسي نحو العمق الإنساني.
دعم مهرجاني
جاء الإعلان عن المشروع بالتزامن مع مشاركة الفيلم في سوق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حيث يخوض حاليًا مرحلة التطوير والتمويل. وأعرب كردفاني عن امتنانه الكبير للمهرجان، مشيرًا إلى أن البرنامج كان وما يزال داعمًا أساسيًا لمسيرته السينمائية منذ فيلمه الأول “وداعًا جوليا”، الذي فتح أمامه أبوابًا واسعة للوصول إلى جمهور عالمي. وكتب كردفاني عبر صفحته على فيسبوك أن انطلاق رحلة تطوير وتمويل الفيلم من سوق مهرجان البحر الأحمر يمثل خطوة جديدة في مساره الفني، وسعيًا لمواصلة رواية تاريخ السودان الحديث عبر السينما، في إطار مشروع فني أوسع يعمل عليه لتوثيق التحولات السياسية والاجتماعية في البلاد.
تعاون دولي
يشارك في كتابة الفيلم إلى جانب كردفاني الكاتب خالد الوليد، بينما يتولى الإنتاج المشترك خالد عوض عبر شركة كلوزيوم ستوديوز. ويمثل المشروع تعاونًا دوليًا واسعًا بين السودان وفرنسا وألمانيا والسويد، بمشاركة المنتجين مارك إرمير، مايكل هنريكس، وإسراء الكوقلي عن شركة ريفر فلاور ستوكهولم السويدية. ويعكس هذا التعاون المتعدد الجنسيات المكانة المتنامية للسينما السودانية على الساحة العالمية، واهتمام صنّاع الأفلام الأوروبيين بالمشاركة في رواية القصص الإفريقية بمنظور أصيل وإنساني. ويأتي هذا التفاعل الدولي في وقت تشهد فيه السينما السودانية انتعاشًا ملحوظًا، مدفوعًا بجهود مخرجين يسعون إلى تقديم سرديات محلية ذات بعد عالمي.
امتداد فني
يسعى كردفاني من خلال فيلمه الجديد إلى استكشاف علاقة الفرد بالنظام السياسي والديني في مرحلة اتسمت بالتحولات الجذرية في السودان. ويُعد الفيلم امتدادًا لمشروعه الفني الذي بدأه في “وداعًا جوليا”، والذي نال إشادة نقدية دولية وجوائز متعددة، بينها جائزة الحرية في مهرجان كان السينمائي. ويأتي “عن الحب وقوانين سبتمبر” ليعزز هذا المسار، عبر تناول لحظة تاريخية شديدة الحساسية، وتقديمها برؤية سينمائية تدمج بين البعد السياسي والتأمل الإنساني، في محاولة لتوثيق تاريخ السودان الحديث من خلال الفن السابع، بأسلوب سردي يوازن بين الدراما والواقعية.
إشادة محلية
عبّر عدد من المبدعين السودانيين عن سعادتهم بالمشروع الجديد، ومن بينهم المخرج محمد العمدة الذي كتب مهنئًا كردفاني على انطلاق فيلمه الروائي الجديد، معتبرًا أن المرحلة التي يتناولها العمل تعكس إلى أين وصل السودان. وأضاف العمدة أن الفيلم يمثل خطوة مهمة في مسار السينما السودانية، التي بدأت تستعيد حضورها الإقليمي والدولي بفضل جهود مبدعين حقيقيين يحملون همّ الوطن في أعمالهم. ويُنظر إلى “عن الحب وقوانين سبتمبر” كإضافة نوعية مرتقبة في المشهد السينمائي السوداني والعربي، إذ يجمع بين البعد التاريخي والسياسي والرؤية الإنسانية العميقة، في عمل يتوقع أن يواصل مسيرة كردفاني المتميزة في طرح أسئلة الهوية والحرية والمصالحة عبر الشاشة الكبيرة.
ترقب جماهيري
ومع انطلاق رحلة التطوير في سوق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، يترقب جمهور السينما في المنطقة والعالم تفاصيل أكثر عن هذا العمل الطموح، الذي يحمل توقيع أحد أبرز الأصوات السينمائية السودانية المعاصرة. ويُنتظر أن يشكل الفيلم محطة جديدة في مسار السينما السودانية، التي باتت تفرض حضورها في المهرجانات الدولية، وتقدم سرديات محلية ذات طابع إنساني عالمي، تعكس تعقيدات الواقع السوداني وتطلعاته نحو مستقبل أكثر انفتاحًا وتنوعًا.

Source link



