الجيش السوداني ينجح في دعم قواته المحاصرة بمدينة بابنوسة عبر إنزال جوي معقد

في إطار تصعيد ميداني يعكس إعادة تموضع الجيش السوداني في مناطق النزاع غرب البلاد، نفّذ سلاح الجو عملية إنزال جوي ناجحة للفرقة 22 مشاة في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، الجمعة 31 أكتوبر، بهدف تعزيز القدرات اللوجستية للقوات المحاصرة هناك، وسط استمرار الضغط العسكري من قوات الدعم السريع.
تعزيز الإمداد
نفّذ الجيش السوداني عملية إنزال جوي دقيقة استهدفت تزويد الفرقة 22 مشاة المتمركزة في مدينة بابنوسة بالإمدادات العسكرية واللوجستية، في خطوة تهدف إلى دعم صمود القوات في ظل الحصار المستمر من قبل قوات الدعم السريع. وبحسب مصادر عسكرية، استمرت العملية لأكثر من نصف ساعة دون أن تتمكن القوات المعادية من اعتراضها، ما اعتُبر نجاحًا تكتيكيًا في ظل ظروف ميدانية معقدة. وشملت الإمدادات شحنات من العتاد العسكري، والمواد الغذائية، والمستلزمات الصحية، إضافة إلى أوراق نقدية، في مؤشر على محاولة الجيش تأمين استمرارية العمليات القتالية والإدارية داخل القاعدة المحاصرة.
حصار متواصل
تُعد عملية الإنزال هذه الخامسة من نوعها خلال أقل من شهر، في إطار جهود الجيش السوداني لتعزيز صمود آخر قواعد الفرقة 22 في ولاية غرب كردفان، التي تخضع منذ فترة طويلة لحصار ونيران قوات الدعم السريع. ويأتي هذا التحرك في ظل محاولات مستمرة من قبل القوات شبه العسكرية للسيطرة على المدينة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023. ويعكس تكرار عمليات الإنزال الجوي حجم التحديات اللوجستية التي تواجه الجيش في تلك المنطقة، كما يشير إلى أهمية بابنوسة كمنطقة استراتيجية في خارطة النزاع السوداني المتصاعد.
غارات جوية
في سياق متصل، شنّ الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، الخميس 30 أكتوبر، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع تمركز قوات الدعم السريع في محيط مدينة بابنوسة. وبحسب مصادر عسكرية، أسفرت الغارات عن تدمير عدد من العربات القتالية بكامل أطقمها وتسليحها، في ضربة وُصفت بأنها نوعية وفعالة في تقليص قدرات الدعم السريع في المنطقة. وتأتي هذه الغارات ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تحجيم التحركات العسكرية لقوات الدعم السريع، ومنعها من التمدد نحو مواقع جديدة في غرب السودان، خاصة في ظل تصاعد التوترات الميدانية وتداخل المصالح الإقليمية.
استعادة المبادرة
تندرج هذه العمليات الجوية ضمن تحركات عسكرية استراتيجية للجيش السوداني تهدف إلى استعادة زمام المبادرة ميدانيًا، بعد أشهر من التراجع في بعض الجبهات. ويُنظر إلى هذه الخطوات على أنها محاولة لإعادة التوازن العسكري في غرب السودان، وتحقيق اختراقات ميدانية تُمكّن الجيش من استعادة السيطرة على مناطق حيوية. كما تعكس هذه التحركات رغبة القيادة العسكرية في فرض واقع جديد على الأرض، يحد من نفوذ قوات الدعم السريع وحلفائها، ويعيد رسم خارطة السيطرة في إقليم يشهد واحدة من أعنف جولات القتال منذ اندلاع النزاع.
Source link



