الجيش السوداني يشن غارات جوية شمال وغرب كردفان تمهيدًا لمعركة مقبلة وسط حشود

في تصعيد عسكري لافت ضمن الحرب السودانية المستمرة، نفّذ سلاح الجو التابع للجيش السوداني سلسلة غارات جوية مركّزة يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، استهدفت مواقع انتشار قوات الدعم السريع في ولايتي شمال وغرب كردفان، في خطوة تهدف إلى إحباط تحركات ميدانية محتملة نحو مدينة الأبيض، وسط مؤشرات على اقتراب مواجهة حاسمة في الإقليم.
ضربات مكثفة
شنّ الطيران الحربي السوداني غارات جوية واسعة النطاق على مواقع تمركز قوات الدعم السريع في عدد من المناطق الحيوية داخل ولايتي شمال وغرب كردفان. وتركّزت الضربات على مناطق بارا، وغرب الأبيض، والخوي، وأبو زبد، والنهود، وبابنوسة، وهي مواقع تُعد من أبرز نقاط انتشار الدعم السريع منذ أشهر. وأكدت مصادر عسكرية أن الغارات أسفرت عن تدمير ما لا يقل عن عشرين عربة قتالية بكامل تسليحها، في عملية وُصفت بأنها دقيقة ومباغتة، تهدف إلى تقليص القدرات الهجومية للقوات شبه العسكرية في الإقليم.
أهداف استراتيجية
بحسب مصادر عسكرية مطلعة، شملت الغارات الجوية أيضًا منطقة المزوب في ولاية شمال كردفان، إلى جانب منطقتي أم مراحيك وعيال بخيت في ولاية غرب كردفان، حيث تم رصد تحركات عسكرية نشطة لقوات الدعم السريع. وأوضحت المصادر أن الضربات الجوية أدت إلى تدمير اثنين من خزانات الوقود وعربة ذخيرة واحدة، إلى جانب مقتل وإصابة عشرات العناصر من قوات الدعم السريع، وفقًا لتقديرات أولية. وتأتي هذه العمليات الجوية بعد رصد حشود تضم مقاتلين ومرتزقة، كانت تستعد لشنّ هجوم واسع على مدينة الأبيض، ما دفع الجيش السوداني إلى تنفيذ ضربات استباقية لعرقلة هذا التقدم.
معركة مرتقبة
تشير المعطيات الميدانية إلى أن مناطق كردفان تتجه نحو مواجهة عسكرية واسعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد أن حشد الطرفان قواتهما استعدادًا لمعركة حاسمة في الإقليم. وتُعد مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، من أبرز النقاط المرشحة لتكون مسرحًا لهذه المواجهة، نظرًا لموقعها الاستراتيجي وكثافة النازحين فيها. ويُقدر عدد النازحين في المدينة بالآلاف، ما يزيد من تعقيدات الوضع الإنساني، ويطرح تحديات كبيرة أمام المنظمات الإنسانية في حال اندلاع القتال داخل المناطق السكنية. وتُراقب الجهات الدولية تطورات الموقف عن كثب، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في حال استمرار التصعيد العسكري دون تدخل لوقف القتال.
Source link



