في موقف دبلوماسي لافت خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، دعت دولة الإمارات إلى إعادة توجيه الجهود الدولية نحو المدنيين السودانيين، معتبرة أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد فقدتا شرعيتهما في تشكيل مستقبل البلاد، وسط تصاعد المعاناة الإنسانية وتدهور الوضع الأمني في مدينة الفاشر.
فقدان الشرعية
خلال جلسة مخصصة لمناقشة تطورات الأزمة السودانية، أكد محمد أبو شهاب، مندوب دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد أقصتا نفسيهما من أي دور مستقبلي في صياغة مستقبل السودان. وفي كلمته أمام مجلس الأمن، شدد أبو شهاب على أن الإمارات كانت واضحة منذ أكثر من عامين في موقفها تجاه الأطراف المتحاربة، مشيرًا إلى أن الخطابات المتكررة داخل المجلس لا يمكنها إخفاء حقيقة ما وصفه بـ”الجلادين”. ودعا المجتمع الدولي إلى تجاوز هذه الأطراف والتوجه مباشرة نحو دعم المدنيين السودانيين، الذين يتحملون العبء الأكبر من تداعيات الحرب المستمرة.
دعوة للمجتمع الدولي
أبو شهاب أشار إلى أن الحرب الأهلية في السودان، التي تجاوزت 900 يوم، قد ابتلعت الوطن، وتسببت في تصاعد المعاناة الإنسانية بشكل يومي، خاصة في مدينة الفاشر التي تشهد تدهورًا متسارعًا في أوضاعها الأمنية والإنسانية. وأضاف أن الوقت قد حان للمجتمع الدولي كي يتعامل مع الواقع كما هو، بعيدًا عن التبريرات السياسية، مؤكدًا أن استمرار تجاهل هذه الحقيقة يساهم في إطالة أمد النزاع ويزيد من تعقيد الأزمة. كما شدد على أن أي محاولة لإعادة تأهيل الأطراف العسكرية المتنازعة في المشهد السياسي السوداني تمثل تجاهلًا صارخًا لمعاناة المدنيين.
إدانة الهجمات
في ختام مداخلته، أدان مندوب الإمارات الهجمات التي وصفها بـ”المشينة” ضد المدنيين في مدينة الفاشر، معتبرًا أنها تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي. ودعا قوات الدعم السريع إلى الالتزام بحماية المدنيين، مطالبًا المجتمع الدولي بضمان تقديم المسؤولين عن الفظائع إلى العدالة الدولية. وأكد أن الإمارات تتابع بقلق بالغ ما يجري في دارفور، وتدعو إلى تحرك دولي عاجل لوقف الانتهاكات، وتوفير الحماية للمدنيين، وإعادة توجيه الجهود نحو حل سياسي شامل يضع مصلحة الشعب السوداني في صدارة الأولويات. هذا الموقف يعكس تحولًا في الخطاب الإقليمي تجاه الأزمة السودانية، ويضع ضغوطًا إضافية على الأطراف المتحاربة لإنهاء النزاع.
Source link
