إسرائيل مارست حقها في الدفاع عن النفس – DW – 2025/10/30

انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألمانيا بشدة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في أنقرة اليوم الخميس (30 تشرين الأول/أكتوبر 2025)، لما وصفه بتجاهلها “للإبادة الجماعية” التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة.
وظهر الخلاف العلني بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي خلال أول زيارة لميرتس إلى تركيا منذ توليه منصبه.
وقال ميرتس إن حكومته وقفت إلى جانب إسرائيل منذ هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأكد بشأن الحرب في غزة: “أن إسرائيل مارست حقها في الدفاع عن النفس”.
وأضاف: “كان ينبغي اتخاذ قرار واحد فقط لتجنب خسائر لا حصر لها. كان على حماس إطلاق سراح الرهائن في وقت مبكر وإلقاء سلاحها”، مشيراً إلى أنه يأمل في أن تنتهي الحرب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة ودعمته تركيا.
وشكر ميرتس الزعيم التركي على دور أنقرة في تأمين الهدنة، معربا عن أمله أن تستخدم نفوذها “لإقناع حماس بالدخول في المرحلة الثانية من هذا الاتفاق، لأن الوضع لا يزال هشا”.
ويشار إلى أن ألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى تصنف حماس منظمة إرهابية.
أردوغان: ألا ترى ألمانيا ما يحدث في غزة؟
وقال أردوغان ، وهو من أشد منتقدي الحرب الإسرائيلية على غزة وله دور رئيسي في محادثات وقف إطلاق النار، إنه لا يتفق مع ميرتس. وأضاف: “حماس لا تملك قنابل (أو) أسلحة نووية لكن إسرائيل تمتلك كل هذه الأسلحة وتستخدمها لقصف غزة، ومنها على سبيل المثال (ما استخدمته) من قنابل مجدداً الليلة الماضية”. وتساءل قائلاً: “ألا ترى… ألمانيا هذه الأمور؟ ألا تتابعها ألمانيا؟ فإلى جانب شن هجمات على غزة، سعت (إسرائيل) دوما إلى (ممارسة) القمع على القطاع من خلال (فرض) المجاعة والإبادة الجماعية”.
وخلص تحقيق أجرته الأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة وأن عمليات القتل والحصار والتدمير التي شنتها نُفذت بقصد تدمير حياة الفلسطينيين في القطاع. وتوصلت العديد من منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والدولية إلى النتيجة ذاتها.
وترفض إسرائيل اتهامات الإبادة الجماعية وتعتبرها ذات دوافع سياسية، وتقول إن حملتها العسكرية تستهدف حماس وليس سكان غزة المدنيين الذين تؤكد أنها تتخذ خطوات لتقليل الضرر الواقع عليهم.
وينتقد ميرتس الإجراءات الإسرائيلية في قطاع غزة، وعلقت ألمانيا هذا العام الصادرات العسكرية إلي إسرائيل استناداً إلى تدهور الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني. غير أن المستشار الألماني يرفض دعم اتهامات بالإبادة الجماعية قائلاً إن انتقاد إسرائيل يجب ألا يصبح ذريعة لمعاداة السامية .
وقال الرئيس التركي إنه لا يزال يعتقد أن ألمانيا وتركيا يمكنهما التعاون لإنهاء المجاعة عن طريق ضمان إيصال المساعدات إلى غزة. وأشار أيضا إلى إمكانية تركيز البلدين على مشروعات مشتركة في قطاع الدفاع. وأكد أردوغان مجددا رغبة تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
الشراكة الثنائية وفي الإطارين الأوروبي والناتو
وقال ميرتس إنه يرى تركيا شريكاً وثيقاً للاتحاد الأوروبي وإنه يريد تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية في مجالات منها قطاع النقل والهجرة.
وأشاد المستشار الألماني بشراء تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، 20 طائرة يوروفايتر، مؤكدا أن الصفقة تعزز الحلف العسكري في مواجهة التهديد الروسي.
وكان مصدر بوزارة الدفاع التركية أفاد في وقت سابق بأن أنقرة تأمل في الحصول على مساعدة برلين لإدماجها في مبادرة دفاعية للاتحاد الأوروبي رغم معارضة اليونان.
ورغم أن تركيا مؤهلة من الناحية الفنية للمشاركة في مبادرة العمل الأمني من أجل أوروبا (سايف) التي تبلغ قيمتها 150 مليار يورو، فإن القرار النهائي يتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وخلال المحادثات، سعى ميرتس إلى تأمين دعم تركيا لترحيل مزيد من طالبي اللجوء الذين رُفضت طلبات لجوئهم، وقال مصدر بالحكومة الألمانية إن برلين تتطلع إلى “خطوات ملموسة” من أنقرة.
قضية سجن المعارض التركي أكرم إمام أوغلو
وعندما سُئل عن سجن رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو على خلفية قضية فساد يرى أنصاره أنها مدفوعة سياسياً، قال فريديريش ميرتس إن قرارات اتخذت في تركيا “لا تفي بعد بمعايير سيادة القانون والديموقراطية كما نفهمها من منظور أوروبي”.
وأضاف المستشار الألماني “لقد أعربت عن قلقي إزاء وجود قضايا لا ترقى إلى مستوى توقعاتنا، في ما يتعلق باستقلال القضاء مثلاً. ولكن هذا موضوع مناقشات نجريها في ما بيننا”.
من جانبه قال الرئيس التركي إنه لا يمكن لأحد “أن يدهس القوانين” مهما كان منصبه. وأضاف أردوغان، خلال المؤتمر الصحفي مع ميرتس في أنقرة، أن “القضاء يدير العملية القانونية كما ينبغي”.
تحرير: ع.ج.م
Source link
 
				


