اخبار السودان

الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في الفاشر وتطالب بممرات آمنة للعائلات

في ظل تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين في مدينة الفاشر، جددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة دعوتها العاجلة لوقف إطلاق النار، محذرة من أن الأطفال في شمال دارفور يواجهون خطرًا غير مسبوق، وسط تقارير عن أعمال عنف مروعة وغياب تام للحماية الإنسانية.

أعادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” التأكيد على مطالبتها بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في مدينة الفاشر، مشددة على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، وحماية المدنيين، وعلى وجه الخصوص الأطفال. المديرة التنفيذية للمنظمة، كاثرين راسل، حذرت من أن ما يقرب من 130 ألف طفل في المدينة معرضون لانتهاكات جسيمة، تشمل القتل والاختطاف والتشويه والعنف الجنسي، مؤكدة أن “لا يوجد طفل في مأمن” داخل عاصمة ولاية شمال دارفور. هذه التصريحات جاءت في أعقاب تقارير ميدانية وصور وثقت حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

في تطور ميداني خطير، اقتحمت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر يوم الأحد الماضي، بعد أن تمكنت من السيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة، آخر المواقع العسكرية التابعة للجيش السوداني في إقليم دارفور. هذا الاجتياح أدى إلى ارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين، وسط حالة من الفوضى الأمنية والانهيار الكامل للخدمات الأساسية. اليونيسف أعربت في بيان رسمي صدر الأربعاء عن قلقها البالغ إزاء ما وصفته بالحصار المتجدد للأطفال، الذين كانوا محاصرين لأكثر من 500 يوم، ويواجهون الآن قصفًا مستمرًا، واشتباكات عنيفة، ونقصًا حادًا في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية، ما يهدد حياتهم بشكل مباشر.

المنظمة أشارت أيضًا إلى تقارير تفيد باعتقال أو قتل عدد من العاملين في المجال الإنساني داخل المدينة، ما يزيد من تعقيد الوضع ويعرقل جهود الإغاثة. في هذا السياق، كررت اليونيسف دعوتها إلى ضرورة توفير ممرات آمنة للعائلات الراغبة في مغادرة المدينة، بما يتماشى مع أحكام القانون الدولي الإنساني، مؤكدة على أهمية محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي طالت الأطفال والمدنيين والعاملين في المجال الإنساني على حد سواء.

في موازاة ذلك، أعربت منظمة الصحة العالمية عن صدمتها العميقة إزاء التقارير التي تحدثت عن مذبحة مروعة داخل المستشفى السعودي للولادة بمدينة الفاشر، حيث قُتل أكثر من 460 مريضًا ومرافقًا لهم، عقب هجمات استهدفت العاملين الصحيين واختطافهم. المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أكد أن المنظمة كانت قد وثقت قبل هذا الهجوم الأخير ما مجموعه 185 اعتداءً على مراكز الرعاية الصحية في السودان منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، أسفرت عن مقتل 1204 أشخاص وإصابة 416 من العاملين والمرضى، مشيرًا إلى أن 49 من هذه الحوادث وقعت خلال العام الجاري وحده، وأدت إلى مقتل 966 شخصًا.

تيدروس شدد على ضرورة الوقف الفوري وغير المشروط لجميع الهجمات التي تستهدف المرافق الصحية، مطالبًا بحماية المرضى والعاملين في القطاع الطبي، وضمان سلامة المنشآت الصحية وفقًا للقانون الدولي الإنساني. كما ناشد الأطراف المتحاربة الالتزام بوقف إطلاق النار، لتفادي المزيد من الخسائر في الأرواح، ولتمكين المنظمات الإنسانية من أداء مهامها في بيئة آمنة. هذه الدعوات المتكررة من المنظمات الدولية تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تتكشف في الفاشر، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتحرك دولي عاجل يضع حدًا للانتهاكات ويعيد الاعتبار للمدنيين في مناطق النزاع.

تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى