أخبار العالم

“أكلنا أوراق الشجر”ـ فارون من جحيم الفاشر يروون لـ DW مآسيهم – DW – 2025/10/30

فرّ آلاف السكان من مدينة الفاشر بحثًا عن ملاذ آمن، بعد هجمات خلّفت  دمارًا واسعًا ومعاناة إنسانية متفاقمة. وصل كثيرون إلى بلدة طويلة في غرب السودان منهكين، يعانون من الجفاف والإصابات والصدمات النفسية، فيما يواجهون ظروفًا قاسية في ظل غياب المأوى والمساعدات الكافية.

منال سليمان، من حي شالة في الفاشر خرجت من من المنزل بعد الهجوم الذي شنّته قوات الدعم السريع على المدينة، وأوضحت منال أن ”  قوات الدعم السريع أستولت  على كل ما نملك، قاموا بتفتيش كل ما نملك، بما في ذلك الملابس الداخلية، ولم يتركوا لنا شيئًا؛ لا أموال ولا هواتف”.

“أكلنا من أوراق الشجر”

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورا توثق انتهاكات وإعدامات استهدفت مواطنين في مدينة الفاشر، شملت الأطفال والنساء والرجال. 

وتضيف منال في حديثها لبرنامج  السودان الآن 

الذي تبثه DW عربية “الملابس القليلة التي كنا نحملها ألقوها منا، وجلدونا بالسياط في الطريق وعذبونا. كل من يُشتبه في انتمائه إلى الجيش كان يُقتل على الفور، فقد كانوا يجرون اختبارات عسكرية، ومن يكتشفون أن له صلة بالقوات النظامية يتم تصفيته مباشرة.”

ووفق “تنسيقية مقاومة كرري”، فإن نحو 130 ألف طفل ما زالوا محاصرين داخل مدينة الفاشر، وأكثر من ألفي مدني قُتلوا خلال يومين فقط، فيما يُعتقد أن 177 ألف مدني ما زالوا عالقين داخلها، ولا يزال مصير آلاف النازحين مجهولًا.

وصفت منال رحلتهم الشاقة في الطريق من الفاشر إلى قرني بالقول “لم نجد طعامًا ولا شرابًا، فكنا نأكل من أوراق الأشجار حتى وصلنا إلى  مدينة طويلة. هناك فُصل الشباب عن النساء، وحتى الآن لا نعرف مصيرهم. أما نحن النساء، فقد تم نقلنا داخل الفاشر  في عربات ونُقلنا من جديد إلى منطقة زمزم في الفاشر، ثم إلى حي الميناء، ثم زمزم وأخيرًا إلى طويلة” في غرب السودان.

وتتابع منال “في طويلة وجدنا استقبالًا طيبًا، وقد وفّرت لنا المنظمات الطعام والشراب، وأعطوا كل شخص قنينة ماء. كبيرة، لكننا اليوم لا نملك سوى  الملابس التي نرتديها ، ولا مأوى أو أغطية. الجو بارد جدًا، ولا نجد ما نحتمي به من البرد”. 

“لا معلومات عن مصير الأطباء”

أما عيسى فقد هرب أيضًا من الفاشر خوفًا من القتل، حتى وصل إلى منطقة “أقري”، حيث قدمت له المنظمات الإنسانية المساعدة ونقلته بعرباتها. وأوضح عيسى لبرنامج “السودان الآن”: “تركنا خلفنا أكثر من عشرة آلاف قتيل في الشوارع، مشهد لا يُنسى”، حسب تقديراته. 

وأضاف: “نحن ممتنون للمنظمات الدولية على دعمها المستمر، فقد ساعدونا كثيرًا”. 

أفادت تنسيقية المقاومة الفاشر بأن جميع المصابين في المستشفى الوحيد الذي ظل يعمل خلال  فترة الحصاروتعرض للقصف المستمر، “قد تمت تصفيتهم بالكامل، ولا توجد حتى الآن أي معلومات عن مصير الأطباء هناك”.

انعدام الغذاء

خرج ياسين (أسم مستعار) هاربًا مثل آلاف الذين فروا من القتل والجوع والمعاناة، متتبعًا طريق النجاة أولًا نحو منطقة قرني، ثم إلى طويلة، في رحلة تشبه قصص آلاف اللاجئين الذين تركوا فروا من جحيم الحرب. وقال ياسين ‘لقد كنا وصلنا إلى مرحلة انعدام كامل في السلع الأساسية، حتى إنك قد تملك المال، ولكن لا تستطيع شراء شيء، لأن الأسواق كانت خالية تمامًا”. وأضاف “نفدت جميع المواد الأساسية، واضطر السكان لتناول “الأمباز” والشرب من مصادر مياه ملوثة”. 

وأكدت مديرة مكتب مفوضية الامم المتحدة لرعاية لشئون اللاجيئين في بورتسودان، جاكلين ويلما بارليفليت، إلى أن انقطاع الاتصالات بشكل كبير جعل من الصعب الحصول على أحدث المعلومات من المدنيين الذين ما زالوا في الفاشر. وأضافت أن  انعدام الأمن المستمر يواصل عرقلة الوصول إلى المدينة، “مما يحول دون إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى المحاصرين الذين يفتقدون الطعام والماء والرعاية الطبية”.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى