أخبار العالم

هل يد العدالة الأمريكية طويلة بحيث تصل لترامب؟ – DW – 2025/10/29

ما تزال قضية جيفري إبستين تثير الصداع للرئيس دونالد ترامب . فعلى مدار سنين اعتدى المستثمر في القطاع االمصرفي جيفري إبستين جنسياً على العديد من القاصرات والشابات، وكان “يرسلهن” إلى أصدقائه وشركائه في العمل. هذه الفضيحة كانت لها تداعيات على أوساط واسعة في المجتمع الأمريكي. وفي عام 2019، توفي إبستين في ظروف مريبة في سجن بنيويورك.

وبعد أكثر من ست سنين أصبحت هذه القضية مشكلة حقيقية للرئيس الأمريكي ترامب. وتزداد باستمرار الدعوات الموجهة إلى وزارة عدل الرئيس ترامب من أجل الكشف التام عن ما يعرف باسم “ملفات إبستين”. وعلى الرغم من أنَّ بعض الملفات متاحة للجمهور، ولكن فيها بعض المحتويات المحذوفة. ويطالب الناجون من اعتداءات إبستين بأن تتم إتاحة كل ما تعرفه السلطات القضائية للجمهور: وبضرورة محاسبة جميع المتورطين مع إبستين في شبكة الاعتداءات والاتجار بالبشر، والذين شاركوا في جرائم الاعتداءات الجنسية والاغتصاب.

لقد ثبت أنَّ ترامب كان صديقاً لإبستين في التسعينيات، كما تظهر الصور وتسجيلات الفيديو. وفي عام 2002، وصف ترامب إبستين بأنَّه “رجل عظيم”، وقال عنه: “يُقال عنه حتى إنَّه يحب النساء الجميلات مثلي أنا تماماً. والكثيرات منهن أغلبهن من الفئة الأصغر سنًا”. ولكن ترامب نأى بنفسه بعد فترة قصيرة عن إبستين، وحتى قبل الكشف عن اتهامه بالاعتداءات الجنسية.

بيد أنَّ ترامب لديه تاريخه الخاص من اتهامات الاعتداء الجنسي. في عام 2023، حُكم على ترامب في دعوى مدنية بدفع تعويضات بملايين الدولارات للكاتبة إي. جين كارول، بعد أن ثبت لهيئة المحلفين أنَّه اعتدى عليها جنسياً في متجر عام 1995، ثم قام بتشويه سمعتها.

الولايات المتحدة الأمريكية، واشنطن العاصمة 2025 - الناجية ليزا فيليبس في مؤتمر صحفي حول ملفات جيفري إبستين
كانت ليزا فيليبس واحدة من العديد من الناجيات الذين طالبوا في احتجاج أمام مبنى الكابيتول بالشفافية التامة في قضية جيفري إبستينصورة من: Andrew Harnik/Getty Images/AFP

كلينتون كان “صديقاً” لإبستين أيضاً!

ومن الجدير بالملاحظة أنَّ النواب الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي وكذلك بعض زملائهم الجمهوريين (أي من حزب ترامب نفسه)، يطالبون بالتصويت على “قانون شفافية ملفات إبستين” Epstein Files Transparency Act. وينص مشروع هذا القانون على أنَّ وزارة العدل يجب أن تأمر بنشر جميع الوثائق المتعلقة بإبستين.

وفي هذا الصدد قالت ليزا فيليبس، وهي إحدى الناجيات، في احتجاج أمام مبنى الكابيتول في أيلول/سبتمبر 2025: “يجب على أعضاء الكونغرس أن يقرروا: هل يريدون الاستمرار في حماية مرتكبي الجرائم الجنسية، أم سيحمون أخيراً الضحايا؟ الشفافية هي العدالة”. وأضافت: “اكشفوا عن الملفات، وأنهوا السرية، وقفوا إلى جانبنا في المطالبة بألا يكون هناك أي شخص – لا ملياردير ولا سياسي ولا رئيس دولة – فوق القانون”.

ومع ذلك فإنَّ ترامب ليس الرئيس الأمريكي الوحيد الذي كان صديقاً لإبستين. فحتى الديمقراطي بيل كلينتون، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من عام 1993 حتى عام 2001، كان صديقاً لإبستين، وأرسل له في عام 2003 تهنئة بعيد ميلاده الخمسين، وقام في عام 2002 برحلة إلى أفريقيا معه ومع عدد من الممثلين في هوليوود – بطائرة إبستين الخاصة. وكما فعل ترامب، نأى كلينتون بنفسه لاحقاً عن إبستين. ولكن حتى جو بايدن، صديق كلينتون في الحزب الديمقراطي، لم يكشف عن الملفات خلال فترة رئاسته (من عام 2021 حتى عام 2025).

واليوم التحقيق بقضية إبستين متوقف، وذلك لأنَّ لجنة الرقابة في مجلس النواب، وهي أهم لجنة تحقيق في مجلس النواب، معطلة مثل معظم الوكالات الحكومية بسبب الإغلاق.

“قائمة زبائن” إبستين

نشر يوم الثلاثاء (21 تشرين الأول/أكتوبر 2025) كتاب بعنوان “فتاة لا أحد” Nobody’s Girl، وهو مذكرات فرجينيا روبرتس جوفري، التي كانت من أبرز النساء اللواتي تعرضن للاعتداء الجنسي من قبل إبستين، ولفتت انتباه الرأي العام إلى قضية هدا المجرم، الذي ارتكب اعتداءات جنسية متعددة. وفي نيسان/أبريل 2025، أقدمت جوفري البالغة من العمر حينها 41 عاماً، على الانتحار. وكتبت في الكتاب أنَّ إبستين كان يمتلك تسجيلات فيديو لـ”زبائنه” وهم يعتدون جنسياً على فتيات ونساء.

وهذا يعزز الافتراضات بوجود ما يسمى بـ”قائمة زبائن” إبستين بين الوثائق التي لم تنشرها وزارة العدل بعد. واليوم أصبح حتى بعض أنصار حركة ترامب “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” MAGA يشعرون بالغضب لأنَّ الرئيس لم يقم بعد – وعلى العكس من وعوده خلال حملته الانتخابية – بنشر جميع ملفات التحقيق المتعلقة بقضية إبستين.

هل تسقط ملفات إبستين ترامب؟

والسؤال: هل يمنع ترامب نشر المزيد من المعلومات لأنَّها قد تضر به سياسياً؟. لا يمكن الإجابة على ذلك إلى أن تتم مراجعة جميع الملفات بشكل مستقل. ولكن توجد تقييمات على الأقل لكيفية رد داعمي ترامب على التسريبات المحتملة.

وحول ذلك تقول إينيس بول، كبيرة مراسلي DW في واشنطن: “يأمل الكثير من الديمقراطيين أن تتمكن ملفات إبستين من إسقاط دونالد ترامب. ولكن هذا الافتراض لا يتوافق مع تجاربي على أرض الواقع. من المؤكد أنَّ معظم الجمهوريين ومؤيدي ترامب يعتبرون إبستين مجرماً فظيعاً. ولكن تنطبق على دونالد ترامب ببساطة قواعد مختلفة”.

لقد أجرت إينيس بول حوارات مع العديد من الأمريكيين حول آرائهم في ملفات إبستين وتورط ترامب المحتمل. والإجابة التي سمعتها من مؤيدي الرئيس ترامب كانت تعبّر عن رفضهم الشديد للمؤسسة السياسية وولائهم الثابت لرئيسهم؛ وأنَّ: “واشنطن كلها فاسدة، فلماذا يجب محاسبة دونالد ترامب بالذات؟”.

أعده للعربية: رائد الباش


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى