اخبار السودان

انسحاب منسق أم انهيار؟ قادة الجيش والمشتركة ومسؤولين يغادرون الفاشر قبل سقوطها بيومين

في تحول ميداني حاسم يعكس تصاعد التوترات العسكرية في إقليم دارفور، أفادت مصادر محلية بأن قيادات الجيش السوداني والقوة المشتركة المساندة له، إلى جانب والي شمال دارفور وعدد من أعضاء حكومته، غادروا مدينة الفاشر قبل يومين من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة، في خطوة تثير تساؤلات حول طبيعة الانسحاب وتداعياته على المشهد الأمني والسياسي في المنطقة.

مغادرة الفاشر

كشف مصدران من شمال دارفور لموقع “دارفور24” أن قيادات الجيش السوداني، إلى جانب عناصر من القوة المشتركة ووالي شمال دارفور الحافظ بخيت وعدد من أعضاء حكومته، غادروا مدينة الفاشر قبل يومين من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على مقر الفرقة السادسة مشاة. هذه المغادرة، التي تمت في توقيت بالغ الحساسية، جاءت بعد حصار استمر قرابة عام ونصف على المدينة، التي كانت تُعد آخر معقل للجيش السوداني في إقليم دارفور. التحرك المفاجئ للقيادات العسكرية والمدنية يعكس تغيراً في موازين القوى على الأرض، ويطرح علامات استفهام حول التنسيق الميداني والقرار السياسي المصاحب لهذا الانسحاب.

وجهات الوصول

أكد مصدر عسكري أن القوة المنسحبة من الفاشر وصلت إلى بلدة كرنوي، الواقعة على بُعد نحو 200 كيلومتر شمال غرب المدينة، بينما توجه والي شمال دارفور إلى مدينة الطينة الحدودية مع تشاد. وأوضح المصدر أن الصف الأول من قادة الجيش، بمن فيهم قائد الفرقة ونائبه، وقادة الاستخبارات والعمليات وسلاح المهندسين والدفاع الجوي، بالإضافة إلى أعضاء من اللجنة الأمنية، غادروا الفاشر يوم الجمعة في ثلاث مجموعات منفصلة نحو كرنوي. هذا التحرك المنظم يشير إلى وجود خطة انسحاب مسبقة، ويعكس محاولة لإعادة التموضع في مناطق أكثر أمناً، استعداداً لمرحلة جديدة من المواجهة أو إعادة التنظيم العسكري.

قيادات عسكرية

أفاد المصدر ذاته بأن قادة السيطرة والتحكم، بقيادة الفريق جمعة حقار، والفريق التجاني ضهيب، والفريق عبود آدم خاطر، واللواء حامد جزم، إلى جانب قادة مجموعات عسكرية أخرى، غادروا أيضاً في مجموعة مستقلة إلى كرنوي. هذا التحرك الجماعي للقيادات العسكرية العليا يعكس حجم التغيير في المشهد الميداني، ويؤكد أن الانسحاب لم يكن فردياً أو عشوائياً، بل جاء ضمن ترتيبات داخلية تهدف إلى الحفاظ على هيكل القيادة العسكرية في ظل انهيار السيطرة على الفاشر. ويُنظر إلى هذا التحرك على أنه محاولة لتفادي الوقوع في الأسر أو الانهيار الكامل للقيادة الميدانية في المدينة.

الحكومة المحلية

أوضح المصدر أن حكومة شمال دارفور بقيادة الوالي الحافظ بخيت، إضافة إلى مكتبه وعدد من وزرائه ومدير شرطة الولاية العميد شرطة أيوب عبدالرحمن حسن، وصلوا بالفعل إلى بلدة كرنوي قبل أيام، ثم غادروا منها إلى مدينة الطينة الحدودية مع تشاد، في طريقهم إلى العاصمة الإدارية المؤقتة التابعة للجيش في بورتسودان عبر الأراضي التشادية. هذا التحرك يعكس انتقالاً فعلياً لمركز القرار المحلي من الفاشر إلى مناطق خارج الإقليم، ويؤكد أن الحكومة المحلية باتت خارج نطاق السيطرة الميدانية، في ظل تمدد قوات الدعم السريع وسيطرتها على المدينة.

فقدان الاتصال

في سياق متصل، أكد مصدر آخر فقدان الاتصال مع قادة القوة المشتركة في الاتجاه الشمالي من مدينة الفاشر، وهما اللواء عبدالله بهلول واللواء عمدة طاهر، العضوان في قيادة السيطرة بالقوة المشتركة، دون توفر معلومات إضافية حول مصيرهما. هذا الانقطاع في التواصل يعكس حالة من الفوضى الميدانية، ويثير مخاوف من احتمالات الوقوع في الأسر أو التعرض لهجمات مباشرة، خاصة في ظل غياب التنسيق بين الوحدات العسكرية المتبقية في محيط المدينة.

السيطرة الكاملة

أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة في مدينة الفاشر، بعد حصار استمر نحو عام ونصف، لتُسدل بذلك الستار على آخر نقطة تمركز للجيش السوداني في إقليم دارفور. هذه السيطرة تمثل تحولاً استراتيجياً في النزاع، وتفتح الباب أمام إعادة رسم خارطة السيطرة العسكرية في الإقليم، وسط مخاوف من تداعيات إنسانية وأمنية واسعة النطاق، في ظل استمرار المواجهات وانعدام الحلول السياسية الشاملة.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى