لجنة التحقيق: حالة الطالبة عائشة حماد اعتُبرت غشاً بسبب تقرير طبي غير دقيق

في تطور جديد أثار جدلاً واسعاً في الأوساط التعليمية السودانية، خلصت لجنة التحقيق الخاصة بحالة الطالبة عائشة حماد عبد الرحمن إلى اعتبار حالتها مخالفة للوائح الامتحانات، بعد أن تبين أن التقرير الطبي المرفق من قبل أسرتها يفيد بأنها كفيفة، بينما أثبت التحقيق أنها تتمتع بقدرة بصرية. اللجنة، التي باشرت أعمالها تحت إشراف إدارة امتحانات الشهادة السودانية بمدينة عطبرة، توصلت إلى أن الطالبة قامت برسم أشكال توضيحية في مادة الأحياء، وهو ما لا يمكن لطالب كفيف إنجازه، وفقاً للمعايير المعتمدة في تقييم الحالات الخاصة.
تفاصيل الجلسة
بحسب بيان رسمي صادر عن أسرة الطالبة، وممهور باسم محمد بابكر عبد القادر، فإن والد ووالدة الطالبة عائشة حضروا إلى مقر لجنة التحقيق برفقة ابنتهم، حيث تم استعراض المستندات الطبية المقدمة سابقاً، والتي تضمنت تقريراً يفيد بأن الطالبة تعاني من فقدان البصر. اللجنة استندت إلى هذا التقرير في تخصيص غرفة خاصة لعائشة أثناء الامتحانات، مع وجود طالبة أخرى تقرأ لها الأسئلة. إلا أن نتائج التحقيق كشفت أن الطالبة تمكنت من الرسم بنفسها، ما اعتُبر دليلاً على قدرتها البصرية، وبالتالي مخالفة صريحة للوائح الامتحانات الخاصة بالحالات الاستثنائية.
تحميل المسؤولية
البيان الصادر عن الأسرة أشار إلى أن اللجنة اعتبرت الأسرة مسؤولة عن الخطأ الناتج عن إرفاق التقرير الطبي ضمن مستندات استخراج رقم الجلوس، دون التحقق من دقته أو ملاءمته لحالة الطالبة. اللجنة أوضحت أن هذا الإجراء أدى إلى تصنيف الحالة على أنها غش، وفقاً للوائح امتحانات الشهادة السودانية، التي تنص على أن تقديم معلومات غير دقيقة تؤثر على ترتيبات الامتحان يُعد مخالفة تستوجب العقوبة. ومع ذلك، قررت اللجنة السماح لعائشة بإعادة الجلوس للامتحانات في أبريل 2025، بدلاً من تطبيق العقوبة المعتادة التي تقضي بحرمان الطالب من التقديم لمدة خمس سنوات في حالات الغش المثبتة.
موقف الأسرة
أسرة الطالبة اعتبرت في بيانها أن القرار الصادر عن اللجنة يحمل في جوهره تبرئة لعائشة من تهمة الغش، رغم التصنيف الرسمي للحالة. وأكدت أن الطالبة لم تكن طرفاً في تقديم التقرير الطبي، وأنها خضعت للإجراءات كما طُلب منها دون تدخل مباشر. البيان اختتم بتعبير عن الامتنان لكل من وقف إلى جانب الأسرة في هذه المحنة، مشيراً إلى أن التجربة كانت مؤلمة لكنها كشفت عن تضامن واسع من الأهل والأصدقاء، كما تضمن دعاءً يعكس حالة الحزن والرضا بقضاء الله، في إشارة إلى أن الأسرة تقبلت القرار رغم ما فيه من مرارة.
خلفية القضية
قضية الطالبة عائشة حماد عبد الرحمن كانت قد أثارت موجة من الجدل بعد إعلان نتيجة امتحانات الشهادة السودانية، والتي أظهرت أن نتيجتها في مادة الكيمياء اعتُبرت حالة غش، رغم نجاحها في باقي المواد. هذا التناقض دفع وزير التربية في ولاية النيل الأبيض إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في ملابسات القضية، خاصة بعد أن تداولت وسائل الإعلام المحلية تفاصيل الحالة، ما أثار اهتماماً واسعاً من الرأي العام. التحقيق جاء في إطار حرص الوزارة على ضمان العدالة في تقييم الحالات الخاصة، والحفاظ على مصداقية العملية التعليمية في البلاد.
Source link



