من المريخ إلى البورصة.. سبيس إكس على أعتاب أكبر اكتتاب عالمي – DW – 2025/12/14

ماذا تعني خطط “سبيس إكس”؟
يملك إيلون ماسك حاليا شركة سبيس إكس (SpaceX) وشركة تسلا (Tesla) وإكس إيه آي (xAi) والعديد من صناديق الاستثمار. وتعدّ “ألفابيت” (Alphabet) العملاقة، وهي الشركة الأم لغوغل، من بين المساهمين في شركة الفضاء. ومن خلال طرح أسهمها للتداول العام، ستجذب سبايس إكس مستثمرين جددا أكثر تنوعا، بما في ذلك أفرادا، كما ستسمح لمساهميها الحاليين ببيع حصصهم بسهولة أكبر وتحقيق مكاسب كبيرة من هذه العملية.
سيولة كبيرة
هذه العملية تصب في مصلحة سبيس إكس بشكل أكبر. ويقول ماثيو كينيدي من شركة “رينيسانس كابيتول” (Renaissance Capital) المتخصصة، إنّها “لم تواجه أبدا صعوبة في جمع أموال في السوق الخاص، ولكن الأسواق العامة أكبر بلا شك”. من جانبها، قدّرت وكالة بلومبرغ أن تدر هذه العملية 30 مليار دولار، وهو أمر غير مسبوق، وأكثر بكثير من مبلغ 10 مليارات دولار الذي درّته الشركة منذ إنشائها، وفقا لمنصة “بيتشبوك” (Pitchbook) المتخصصة ما يعني ارتفاع قيمتها الإجمالية إلى 1,5 تريليون دولار.
لماذا كل هذه الأموال؟
يأتي طرح أسهم الشركة للتداول العام في خضم طفرة يشهدها قطاع الفضاء. ومن المتوقع أن يتضاعف حجم هذا القطاع ثلاث مرات بحلول سنة 2035، بعدما كان 630 مليار دولار في العام 2023، وفقا لشركة ماكينزي الاستشارية والمنتدى الاقتصادي العالمي.
تستفيد شركة سبيس إكس من جاذبية فريدة في هذا القطاع، خصوصا أنّها تهيمن على سوق العمليات الفضائية بصواريخها القابلة لإعادة الاستخدام كما تملك أكبر مجموعة من الأقمار الصناعية عبر شبكة ستارلينك. ويقول كلايتون سووب من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) لوكالة فرانس برس، إنّ هذا الأمر “أشبه بظاهرة نادرة، لذلك لا يمكننا إجراء الكثير من المقارنات مع اقتصاد الفضاءككل”.
لماذا الآن؟
كان إيلون ماسك قد استبعد هذا الخيار في الماضي، لذا فاجأ الإعلان الكثير من المتابعين والخبراء. فمنذ إنشاء سبايس إكس عام 2002، تحظى الشركة بمكانة خاصة بالنسبة إلى ماسك، لأنّ الهدف الأساسي من إنشائها هو تحقيق طموحه الشخصي المتمثل في الوصول إلى كوكب المريخ. ولا يزال هذا الطموح محور أولويات الشركة التي تعمل اليوم علىتطوير ستارشيب، وهو أكبر صاروخ يتم تصميمه لإجراء رحلات إلى القمر والمريخ، كما تسعى إلى بناء مراكز بيانات مخصصةللذكاء الاصطناعي في الفضاء.
وهذه كلها مشاريع يمكن أن تستفيد من السيولة الجديدة التي ستنتج عن إدراج الأسهم في سوق الأوراق المالية. ويرى كلايتون سووب أنّ هذه المناورة تهدف بالتالي إلى “تسريع تحقيق رؤية (إيلون ماسك) بشأن وجودٍ بشري على المريخ”.
عواقب متوقعة
تدفّق هذه الأموال من شأنه أن يأتي أيضا بعواقب، لأنّ طرح الأسهم على الاكتتاب العام سيجبر “سبيس إكس” وإيلون ماسك على اعتماد شفافية أكبر، خصوصا بشأن الإيرادات التي يتم تحقيقها، وقد يضغط عليهما لتحقيق الربحية. ويقول مايسن بيك الأستاذ في علوم الطيران في جامعة كورنيل، “أعتقد أنّ هذا قد يبطئ شركة سبيس إكس إلى حد ما على المدى القصير”.
كذلك، فإنّ استراتيجية الشركة القائمة على المخاطرة والتي تعتمد على تقنيات غير مثبتة في كثير من الأحيان، بينما لا تتردد في إطلاق نماذج أولية متعددة للتعلم من أخطائها، قد تتعرض للتقويض بسبب توقعات المساهمين الجدد. ويضيف بيك أنّ هناك خطرا من أن تصبح شركة سبايس إكس بعد ذلك، “مثل جميع شركات الطيران والفضاء الأخرى” التي تعتمد على التطورات التكنولوجية التقليدية.
غير أنّ كلايتون سووب يرى أنّ مثل هذا التحوّل مستبعد، لأنّ أسلوب التشغيل يشكّل جزءا لا يتجزأ من هوية الشركة. ويقول “أعتقد أنّ المستثمرين سيكونون على استعداد لتحمّل هذه المخاطرة”.
تحرير: ابتسام فوزي
Source link



