الدعم السريع تعلن سيطرتها على الفاشر آخر معقل للجيش بدارفور – DW – 2025/10/26

أعلنت قوات الدعم السريع في بيان اليوم الأحد (26 تشرين الأول/ أكتوبر 2025) “بسط سيطرتها على مدينة الفاشر” عاصمة ولاية شمال دارفور. وجاء البيان بعد ساعات من إعلان الدعم السريع السيطرة على المقر الرئيسي للجيش في المدينة. في حين ولم يصدر أي تأكيد رسمي عن الجيش بشأن التطورات في الفاشر.
وكانت “المقاومة الشعبية” وهي مجموعة مسلحة متحالفة مع الجيش السوداني أكدت في وقت سابق استمرار المعارك في الفاشر، نافية أن يعني السيطرة على مقرّ الجيش سقوط المدينة بأكملها.
ويصعب بسبب المعارك وانقطاع الاتصالات التحقّق من مجريات الأحداث في الفاشر. وفي حال سقوطها، سيعني ذلك سيطرة الدعم السريع على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس، وتقسيم البلاد بين شرق يسيطر عليه الجيش وغرب تحت سيطرة الدعم السريع.
وأظهرت مقاطع مصوّرة نشرتها قوات الدعم السريع مقاتليها يحتفلون إلى جانب لافتة كُتب عليها “مقر الفرقة السادسة”، فيما أظهرت مقاطع أخرى مركبات للجيش تغادر المقر. كما أظهرت مقاطع أخرى احتفالات يتوسطها مقاتلو الدعم السريع في نيالا، عاصمة جنوب دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
حصار دام ثمانية عشر شهرا
وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ أيار/ مايو 2024 في محاولة لانتزاع السيطرة على المدينة، لتحكم سيطرتها على غرب السودان بعدما أخرج الجيش مقاتلي الدعم السريع من شمال وشرق البلاد. وكثّفت هذه القوات هجماتها على الفاشر ومخيمات اللاجئين المحيطة بها منذ آب/ أغسطس الماضي، وأودى القصف المدفعي والطائرات المسيرةبحياة المئات.
وستكون السيطرة على الفاشر، انتصارا سياسيا مهما لقوات الدعم السريع وقد تعجل بتقسيم البلاد عبر تمكين القوة شبه العسكرية من تعزيز سيطرتها على إقليم دارفور مترامي الأطراف، الذي اتخذته قاعدة لحكومة موازية شكلتها في صيف هذا العام.
واستضافت واشنطن قبل أيام اجتماعا للمجموعة الرباعيةبشأن السودان والتي تضمّ مصر والسعودية والإمارات إلى جانب الولايات المتحدة، من أجل الدفع في اتجاه السلام وهدنة إنسانية، وفق بيان أمريكي. ولم تسفر المفاوضات حتى الآن عن التوصل الى اتفاق بين الجانبين المتحاربين رغم المطالبات الأممية والدولية بهدنة إنسانية لا سيما في الفاشر التي تعاني منالمجاعة وتفشّي الأوبئة.
“أسوأ أزمة إنسانية في العالم“
وبحسب الأمم المتحدة، كانت قوات الدعم السريع تحاصر نحو 260 ألف مدني داخل الفاشر، يعانون من استشراء الجوع وانعدام الرعاية الصحية وانقطاع الاتصالات. وأفادت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان دنيز براون وشهود عيان بتعرّض مدنيين للقتل أو الخطف أو العنف الجنسيأثناء محاولتهم الفرار من الفاشر.
وحذّرت منظمات أممية في بيان مشترك يوم الخميس الفائت من تفاقم الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور حيث “تعيش مجموعات بأكملها في ظروف تتنافى مع الكرامة”.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الشهر الجاري “أشعر بالفزع من استخفاف قوات الدعم السريع المتعمد بحياة المدنيين وبلا أي رادع، رغم الدعوات المتكررة، بما في ذلك دعوتي الى إيلاء عناية خاصة بحماية المدنيين”.
وتسبّبت الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 بمقتل عشرات الآلاف وبتهجير نحو 12 مليونا، وبما وصفته الأمم المتحدة بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
تحرير: عبده جميل المخلافي
Source link



