أخبار العالم

ما هي المجموعات المسلحة المناهضة لحركة حماس في غزة؟ – DW – 2025/10/25

 بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة، استهدفت حركة حماس مجموعات مسلحة عدّة معادية لها نشأت بمعظمها خلال الحرب. 

ويقول خبراء وشهود لوكالة فرانس برس إن بعض هذه المجموعات ضالع في أنشطة إجرامية، في حين تتكوّن مجموعات أخرى من أفراد من عائلات وعشائر نافذة تاريخيا في غزة، وبعضها يجمع بين العنصرين.

ونشرت حماس كتائب عز الدين القسام، إلى جانب قوتين أمنيتين “سهم” و”رداع” التي أنشأتها مؤخراً، في المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، بهدف معلن هو التصدّي “للخارجين عن القانون والعملاء”.

أربع مجموعات أبرزها “القوات الشعبية”

وتعمل مجموعات مسلحة عدّة في غزة أبرز تلك المجموعات “القوات الشعبية” التي ويقودها ياسر أبو شباب الذي أعلن في بيانات وفيديو بثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن مجموعته تهدف إلى محاربة حماس وإقصائها عن حكم غزة.

تتشكّل مجموعة أبو شباب من مئات العناصر المسلحة وتنشط في جنوب شرق رفح، قرب معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل الذي تدخل منه معظم قوافل المساعدات.

ما مصير ميليشيا القوات الشعبية بقيادة ياسر أبو شباب؟

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

وبحسب ناصر خضور، الباحث الفلسطيني في منظمة “أكليد” المتخصصة في رصد ومتابعة النزاعات، ظهرت في القطاع ثلاث مجموعات مماثلة أخرى على الأقلّ. ويوضح أن مجموعة يقودها رامي حلس تنشط في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة (شمال)، وأخرى يقودها أشرف المنسي تنشط في الشمال أيضاً، وثالثة يقودها حسام الأسطل تعمل في خان يونس (جنوب).

ويضيف: “يبدو أن هذه المجموعات الأربع تعمل بشكل رئيسي في المناطق التي لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية”، في إشارة إلى المناطق الواقعة وراء “الخط الأصفر” الذي تتمركز خلفه القوات الإسرائيلية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس. 

يذكر أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

“مجموعات ضعيفة”

وتقول الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تهاني مصطفى لوكالة فرانس برس إنه يُنظر الى هذه المجموعات “على أن عناصرها من اللصوص”. وتتهمها حماس بالتعامل مع إسرائيل. وتتفق مع خضور على أنها ضعيفة، وبالتالي تشكّل مصدر إزعاج لحماس أكثر منها منافسا جديا.

كما تشير مصطفى الى أن هذه المجموعات لا تحظى بشرعية بين الغزيين، مضيفة أن الشرعية التمثيلية تتأتى “من مقاومة (إسرائيل) ومن الأطراف التقليدية مثل فتح وحماس و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، و”الجهاد الإسلامي”، التي تصنف على أنها منظمة إرهابية، وهناك دلالات على تبعيتها لإيران.

هجمات على معاقل مجموعات مناوئة لحماس

تصف حماس معظم الجماعات المسلحة غير المرتبطة بالفصائل الفلسطينية التقليدية بأنها “خارجة عن القانون”. ومؤخرا، داهمت قوة “رادع” التي أسستها حماس قبل أشهر معقل لأنصار أبو شباب في رفح، بحسب مصدر مقرب من القوة أكد أن عناصرها لم يتجاوزوا “الخط الأصفر”.

وأعلنت قوة “رادع” مسؤوليتها عن عملية في رفح الثلاثاء، مؤكدة اعتقال واستجواب أكثر من مئة من عناصر مجموعة ياسر أبو شباب في جنوب القطاع، ورامي حلس في غزة، وتسليم معظمهم لأجهزة الأمن التابعة لحكومة حماس. 

وأشار مصدر مقرب من الوحدة أنه تمّت السيطرة على أكثر من 300 قطعة سلاح بعضها “أسلحة متطورة حصلوا عليها من الجيش الإسرائيلي”، ولم تؤكد إسرائيل ذلك. وأكد المصدر أن “رادع” نفّذت منذ سريان اتفاق وقف النار أكثر من عشرين هجوماً على معاقل هذه المجموعات. ورصدت “أكليد” 15 حادثة عنف مرتبطة بـ”رادع” منذ حزيران/يونيو 2025.

أما وحدة “سهم” التي أنشأتها حماس عام 2024، فقد رصدت المنظمة مشاركتها في حوالى 130 حادثة أسفرت عن مقتل 160 فلسطينيا. ويلفت خضور إلى أن “سهم” تستهدف في المقام الأول اللصوص، سواء كانوا أفرادا أو مجموعات منظمة، وهي معروفة بقسوتها وتنفيذ إعدامات بإجراءات موجزة. ويقول “في أغلب الحالات يطلقون النار أو يكسرون أرجل اللصوص أو المتعاونين (مع إسرائيل) أو يضربونهم بقضبان حديدية”.

ويشير إلى أن 27 في المئة فقط من أنشطة وحدة “سهم” استهدفت مجموعات منظمة أو عائلات، أما الباقي فشمل مدنيين متهمين بالنهب أو التعاون مع القوات الإسرائيلية.

مهاجمة عائلات وعشائر وإعدامات ميدانية

بالإضافة إلى المجموعات المسلحة الأربع الرئيسية، تشكلت قوات من عائلات وعشائر غزاوية. وبحسب الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية محمد شحادة، فإن هذه العشائر تعدّ مئات المقاتلين ومخزونات كبيرة من الأسلحة، بعد أن شاركت في التهريب وفي أنشطة إجرامية تتصل بنهب المساعدات طوال فترة الحرب.

ونفّذت مؤخراً وحدة “رادع” هجوماً مباغتاً شارك فيه عناصر من أجهزة الأمن والشرطة التابعة لحماس في حي الصبرة في غرب مدينة غزة، استهدف مجموعة مسلحة من عائلة دغمش المعروفة في القطاع. واتهمت حماس مسلحين منتمين للعائلة بقتل عنصرين من كتائب القسام، أحدهما ابن القيادي البارز في الحركة باسم نعيم. واعتُقل في الهجوم عشرات الأفراد من العائلة. ثم  تم إعدام ثمانية رجال  (تتراوح أعمارهم بين 22 و34 عاما) رميا بالرصاص أمام عشرات المواطنين في مدينة غزة. 

ونفت عائلة دغمش أي تعاون مع إسرائيل، وأقرت في بيان بأن بعض أفرادها ارتكبوا “تجاوزات”، بدون ان تكشف عنها، غير أنها اتهمت حماس باستهداف جميع أفرادها بدون تمييز. وتفيد تقارير بأن عددا من العائلات في غزة قبلت عروض العفو التي أعلنتها حماس مقابل تسليم أسلحتها.

تحرير: ع.ج.م

 


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى