حملة اعتقالات واسعة النطاق في سنار والدمازين عقب الغارات المسيرة

في ظل تصاعد التوترات الأمنية بوسط وجنوب شرق السودان، نفذت الأجهزة الأمنية بمدينة سنار حملة اعتقالات واسعة النطاق، تزامناً مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة لليوم الثاني على التوالي، إثر استهداف محولات الكهرباء بطائرات مسيّرة قبل يومين. وشهدت المدينة حالة من الشلل التام، حيث أُغلقت الأسواق وتوقفت الأنشطة التجارية، وسط انتشار أمني مكثف في الشوارع والمرافق العامة. وبحسب إفادات نقلها ناشطون لراديو دبنقا، فإن الشرطة العسكرية والخلية الأمنية نفذتا مداهمات في الأسواق والمواقع العامة، أسفرت عن اعتقال عدد كبير من المواطنين، لا سيما أولئك الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية رسمية. وأكدت المصادر أن هذه الإجراءات أثرت بشكل مباشر على الحركة التجارية، خاصة أن أسواق سنار تعتمد على الوافدين من القرى المجاورة الذين لا يمتلك أغلبهم مستندات تعريفية.
انقطاع شامل
في ولاية النيل الأزرق، تكررت المشاهد ذاتها، حيث شنت الأجهزة الأمنية بمدينة الدمازين حملة اعتقالات واسعة وسط المواطنين، في وقت تعاني فيه الولاية من انقطاع شامل للتيار الكهربائي منذ يومين، عقب استهداف محطات الكهرباء بواسطة طائرات مسيّرة. وأفاد ناشطون بأن الانقطاع شمل جميع أنحاء الولاية، بما في ذلك المرافق الحيوية مثل المستشفيات، ما أدى إلى توقف العديد من الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها السكان في حياتهم اليومية. وأكدت المصادر استمرار حملات المداهمة والاعتقالات منذ يوم الأربعاء الماضي، دون صدور أي بيانات رسمية من السلطات توضح أسباب هذه الإجراءات أو عدد المعتقلين حتى الآن، ما زاد من حالة القلق والغموض في صفوف المواطنين.
تحذيرات أمنية
في سياق متصل، أصدرت الخلية الأمنية المشتركة في إقليم النيل الأزرق تحذيراً عاجلاً للمواطنين، طالبتهم فيه بعدم تصوير أو نشر أي معلومات تتعلق بالدفاعات الجوية أو التحركات العسكرية في الإقليم. ودعت الخلية الأمنية بمدينة الدمازين إلى الامتناع عن تداول الشائعات أو المعلومات غير الموثوقة عبر وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، مشددة على أن ذلك قد يعرّض سلامة المواطنين للخطر ويؤثر على سير العمليات الأمنية. كما حذر الناطق باسم حكومة الإقليم، عمر الشيمي الفكي، من خطورة الحرب الإعلامية، مؤكداً في تصريح صحفي أن نشر صور المعارك أو معلومات عسكرية قد يُستغل من قبل “العدو”، داعياً المواطنين إلى رفع مستوى الوعي الأمني عند استخدام الهواتف ووسائل الإعلام، والاعتماد فقط على المصادر الرسمية مثل صفحات القوات المسلحة أو شركات الكهرباء.
دعوة للحسم
من جانبه، دعا حاكم ولاية النيل الأزرق، أحمد العمدة بادي، إلى الحسم العسكري للأوضاع الراهنة في السودان، مؤكداً أن ما وصفه بالمؤامرة الحالية لن تُحسم إلا عبر تدخل عسكري مباشر. وفي تصريحات صحافية أدلى بها يوم الخميس، شدد بادي على ضرورة انتصار الجيش السوداني على ما أسماه بـ”التمرد”، معتبراً أن مستقبل البلاد بأكمله مرهون بتحقيق هذا النصر العسكري. وأضاف أن عدم حسم المواجهة سيؤدي إلى استمرار حالة الانهيار، محذراً من أن السودان لن يتمكن من النهوض مجدداً إذا لم تُحسم المعركة لصالح القوات المسلحة. وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه السودان تصعيداً ميدانياً واسعاً، وسط غياب أي مؤشرات على تهدئة سياسية أو تفاهمات بين الأطراف المتنازعة.
Source link



