غارات مسيرة اليوم تستهدف مطار الخرطوم لليوم الثالث على التوالي

في تصعيد ميداني متواصل، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، صباح اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025، موجة جديدة من الهجمات بالطائرات المسيّرة، استهدفت مطار الخرطوم الدولي ومناطق أخرى جنوب المدينة، وذلك لليوم الثالث على التوالي. وأفاد شهود عيان بأن سبع طائرات مسيّرة شوهدت تحلق باتجاه المطار، أربع منها قادمة من جهة جنوب الحزام، وثلاث من اتجاه منطقة صالحة، قبل أن تُسمع أصوات انفجارات متتالية في محيط المطار، وسط حالة من التوتر والذعر بين السكان. هذا التصعيد الجوي يأتي في ظل تزايد وتيرة الهجمات على المنشآت الحيوية في العاصمة، ما يعكس تحولًا نوعيًا في أدوات الاشتباك العسكري بين الأطراف المتنازعة.
هجوم الأربعاء
الهجوم الجديد يأتي بعد أقل من 24 ساعة على استهداف مماثل وقع فجر الأربعاء 22 أكتوبر، حين حلّقت طائرات مسيّرة فوق مدينة الخرطوم ومحيط مطار الخرطوم الدولي، في أعقاب خطاب متلفز لقائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو، توعد فيه علنًا باستهداف المطارات السودانية. وبحسب روايات شهود العيان، فقد سُمع دوي المضادات الأرضية في محيط المطار في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بالتزامن مع تحليق الطائرات المسيّرة في سماء المدينة، ما أدى إلى حالة من الاستنفار الأمني في محيط المنشآت العسكرية والمدنية القريبة.
استهداف متكرر
الهجمات المتكررة على مطار الخرطوم الدولي خلال الأيام الثلاثة الماضية، والتي بدأت صباح الثلاثاء، تشير إلى نمط تصعيدي واضح في العمليات الجوية التي تنفذها قوات الدعم السريع أو جهات مرتبطة بها. ويُعد هذا الاستهداف المتواصل للمطار، أحد أبرز المرافق الحيوية في البلاد، مؤشرًا على تحول في طبيعة الصراع، من المواجهات البرية إلى استخدام الطائرات المسيّرة كأداة ضغط عسكري وسياسي. كما يثير هذا التصعيد مخاوف متزايدة بشأن سلامة البنية التحتية المدنية، واحتمالات توسع نطاق الهجمات ليشمل منشآت أخرى في العاصمة، وسط غياب واضح لأي إجراءات ردع فعالة من قبل الجيش السوداني أو السلطات الحكومية.
تداعيات أمنية
التطورات الأخيرة في الخرطوم تعكس هشاشة الوضع الأمني في العاصمة، وتضع المجتمع الدولي أمام تحديات متزايدة في ما يتعلق بحماية المدنيين وضمان سلامة المنشآت الحيوية. ويأتي هذا التصعيد في وقت تتعثر فيه جهود الوساطة السياسية، وتتصاعد فيه الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتحاربة، ما يزيد من تعقيد المشهد السوداني. ومع استمرار الهجمات الجوية، تبرز الحاجة إلى تدخلات عاجلة لوقف التصعيد، وإعادة فتح المسارات السياسية التي تضمن إنهاء الحرب واستعادة الاستقرار في البلاد.
Source link