ساركوزي خلف القضبان.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن – DW – 2025/10/21

في سابقة غير معهودة في تاريخ فرنسا الحديث، دخل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي صباح اليوم الثلاثاء (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2025) سجن لاسانتيه الباريسي، بعد صدور حكم بسجنه خمس سنوات لإدانته بالحصول على تمويل غير قانوني من ليبيا لحملته الانتخابية عام 2007.
ولم يسبق أن دخل أي رئيس دولة في الاتحاد الأوروبي إلى السجن، فيما أمضى البرازيلي لولا دا سيلفا والجنوب إفريقي جايكوب زوما فترات وراء القضبان بعد مغادرتهما السلطة.
ووصل ساركوزي البالغ 70 عاما إلى سجن لاسانتيه في جنوب باريس صباح الثلاثاء وقد هتف سجناء من زنزانتهم “أهلا بك ساركوزي!”.
وكان ساركوزي غادر برفقة زوجته كارلا بروني مقر إقامته في حي راق في غرب باريس حيث تجمع انصار له هتفوا “افرجوا عن نيكولا”.
اتهامات ثقيلة وقرار قضائي مفاجئ
أدين ساركوزي، الذي كان رئيسا لفرنسا بين العامين 2007 و2012، في أواخر أيلول/سبتمبر وحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة التآمر الجنائي بعد السماح لمساعديه بالتواصل مع نظام القذافي للحصول على تمويل غير قانوني، رغم عدم وصول الأموال فعليًا إلى حملته.
وعقد غيان وأورتوفو في هذا السياق في نهاية 2005 اجتماعات مع عبد الله السنوسي مدير الاستخبارات الليبية المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة غيابيا في فرنسا لدوره في الاعتداء على طائرة “دي سي-10” التابعة لشركة “يوتا” الفرنسية عام 1989 والذي أودى ب170 شخصا بينهم 54 فرنسيا.
وجدد ساركوزي التأكيد عبر أكس الثلاثاء “لا يُسجن رئيس سابق للجمهورية، بل شخص بريء”.
وأصدر القضاة أمرًا بإيداعه السجن فورًا دون انتظار محاكمة الاستئناف، معتبرين أن “خطورة الوقائع الاستثنائية” تستدعي التنفيذ الفوري.
وإن كانت المحكمة أقرت بأنه لم يتم التثبت من وصول أموال في نهاية المطاف إلى صناديق حملة ساركوزي، إلا أنها أفادت في الحكم بأن التحقيق كشف عن حركة أموال انطلاقا من ليبيا “بهدف تمويل” الحملة.
طلب إفراج ومصير مجهول
وتقدم محامو ساركوزي بطلب للإفراج الفوري عنه، ومن المتوقع أن تنظر محكمة الاستئناف في الطلب خلال شهرين، مع احتمال عقد الجلسة في وقت أقرب.
وفي انتظار إفراج محتمل، سيواجه ساركوزي العزلة إذ ينص نظام الحبس الانفرادي على نزهة واحدة في اليوم في باحة صغيرة لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار مربعة، مع إمكان وصوله إلى واحدة من قاعات الرياضة الثلاث في السجن أو إلى القاعة المستخدمة كمكتبة.
وخلال تنقلاته للذهاب مثلا إلى غرفة الزيارات أو لمعاينة طبيب، سيكون برفقة حارس واحد على الأقل وستفرض إجراءات معروفة بـ”الحجب” لمنع أي تواصل مع سجناء آخرين.
ردود فعل سياسية ودعم من المعسكر اليميني
ورغم دخوله السجن، لا يزال ساركوزي يحظى بدعم واسع من معسكره السياسي، حيث إلتقاه الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه في لقاء وصفه بـ”الإنساني”.
كما أعلن وزير العدل جيرالد دارمانان نيته زيارة ساركوزي في السجن، معربًا عن قلقه من الجوانب الأمنية المحيطة بسجنه.
تحرير: عادل الشروعات
Source link