اخبار السودان

توتر داخل مكتب كامل إدريس بعد منع مستشاره من دخول مكتبه

في تطور أثار جدلاً داخل الأوساط السياسية السودانية، مُنع مستشار رئيس الوزراء، الزعيم القبلي مصلح نصار، من مقابلة الدكتور كامل إدريس صباح اليوم، وذلك بناءً على توجيهات مباشرة من العقيد نزار مدير مكتب رئيس الوزراء، والسفير بدر الدين الجعيفري مستشار رئيس الوزراء. ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن الحادثة وقعت داخل أروقة مكتب الدكتور إدريس، حيث تم اعتراض نصار من قبل الحراسات الأمنية رغم إبلاغه لهم بصفته الرسمية كمستشار لرئيس الوزراء. وتأتي هذه الواقعة في ظل إجراءات تنظيمية مشددة تفرضها إدارة المكتب، والتي تشترط التنسيق المسبق مع المستشار الجعيفري قبل أي لقاء رسمي مع رئيس الوزراء.

خلفية التوتر

الحادثة الأخيرة ليست الأولى من نوعها، إذ سبقتها قبل أسبوعين حالة توتر مشابهة بين مدير مكتب رئيس الوزراء العقيد نزار وأحد الوزراء الاتحاديين، الذي حاول دخول مقر إقامة الدكتور إدريس دون ترتيب مسبق. ووفقاً لما نشرته صحيفة “السوداني”، تصاعد الخلاف حينها إلى مستوى التراشق اللفظي والتهديدات، إلا أن مدير المكتب تمسك بتطبيق الإجراءات الأمنية الصارمة، مانعاً دخول الوزير. هذه الحوادث المتكررة تعكس حالة من التوتر التنظيمي داخل محيط رئاسة الوزراء، وتطرح تساؤلات حول آليات التنسيق الداخلي بين المستشارين والوزراء في ظل الظروف السياسية الراهنة.

تدخل وزاري

في أعقاب منع مصلح نصار من الدخول، تدخل وزير الإعلام خالد الإعيسر شخصياً، واصطحب المستشار إلى مكتب رئيس الوزراء، في محاولة لاحتواء الموقف. ورغم ذلك، استمرت الحراسات الأمنية في محاولة منع نصار من الوصول إلى المكتب، قبل أن يتلقى لاحقاً اعتذاراً رسمياً من طاقم مكتب الدكتور إدريس على ما بدر من الحراسات الخارجية. وأكدت مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء نفسه قدّم اعتذاراً مباشراً للزعيم مصلح نصار، في خطوة اعتُبرت بمثابة تصحيح للموقف وتأكيد على احترام موقعه الرسمي كمستشار معتمد منذ أغسطس 2025.

تعيين رسمي

وكان رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس قد أصدر في أغسطس الماضي قراراً بتعيين كل من محمد محمد خير، ومصلح علي محمد نصار، مستشارين رسميين له، دون أن يتضمن البيان تفاصيل دقيقة حول طبيعة المهام أو مدة التكليف. ويُعد نصار من الشخصيات القبلية والسياسية البارزة في شرق السودان، وينتمي إلى قبيلة الرشايدة، حيث يحظى بمكانة قيادية داخل مجتمعه المحلي، ويُعرف بتمثيله السياسي والأهلي للقبيلة في المحافل الوطنية.

توقيف سابق

في ديسمبر 2024، تعرض مصلح نصار لحادثة توقيف مفاجئة في مطار بورتسودان أثناء توجهه إلى جمهورية مصر العربية، دون أن تصدر الجهات المختصة أي توضيحات رسمية بشأن أسباب الاعتقال. وتم الإفراج عنه بعد ساعات من الاحتجاز، فيما أصدرت قبيلة الرشايدة بياناً عبّرت فيه عن قلقها من الحادثة، معتبرة أن توقيف أحد رموزها يمسّ بكرامة جميع أفرادها. وطالبت القبيلة حينها السلطات المختصة بتقديم تفسير واضح لما جرى، في ظل ما وصفته بانتهاك غير مبرر لحقوق أحد زعمائها. وتظل هذه الحادثة جزءاً من السياق السياسي المعقد الذي يحيط بمصلح نصار، ويعكس التحديات التي تواجه الشخصيات القبلية في المشهد السوداني الراهن.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى