تصريحات ميرتس حول تغيير الهجرة “صورة المدن” في تعليقات الصحف – DW – 2025/10/21

صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ تناولت تصريح المستشار ميرتس حول وجود مشاكل في “صورة المدن الألمانية” بسبب الهجرة. وكتبت:
أنَّ: “ما أراد المستشار التلميح إليه هو مناطق ينعدم فيها الأمن وتتفشى فيها الاعتداءات الجنسية وجرائم الشوارع. ومن بين المشتبه بهم، يمثّل المهاجرون من دول معينة نسبة أكبر من نسبة الألمان. والإشارة إلى ذلك لا تعتبر عنصرية، كما اتُّهم بها ميرتس. بل إنَّ غض البصر عنه سيكون جهلًا وإهمالًا”.
صحيفة رويتنغر جنرال-أنتسايغر تعتقد أنَّ “الكثير من الناس في ألمانيا يريدون الحد من الهجرة”. وكتبت:
“الهجرة أصبحت في السنوات الأخيرة تثقل أيضًا كاهل البلديات والمؤسسات الاجتماعية والمدارس. ويسود الآن لدى معظم الأحزاب الألمانية إجماع على وجود عبء زائد هنا خلال السنوات الأخيرة. وقد بدأت الإجراءات المضادة من وقت طويل. ولكن الحقيقة أيضًا أنَّ ألمانيا تعتبر وستبقى بلد هجرة. مجتمعنا متنوّع وسيبقى كذلك. وبالتالي فإنَّ تصريحات ميرتس تشبه تصريحات المحرضين في حزب البديل من أجل ألمانيا: فهي تخلق مناخًا يعزز كراهية الأجانب والاعتداءات العنصرية. وهذا لا يليق بالمستشار”.
صحيفة راين-نيكر تسايتونغ من مدينة هايدلبيرغ أكدت على أنَّ:
“الأحزاب التقليدية تعزز الأصل من خلال تبنيها مواضيع أحزاب الاحتجاج. من الصعب – ليس فقط في الحملات الانتخابية – التمييز بين المهاجرين الجيدين والسيئين، بين شباب يتسكعون ويدور في أذهانهم هراء أو حتى أفكار إجرامية وبين شباب يريدون المشاركة بشكل فعال في المجتمع. وهنا قد تختلط الأمور بسرعة. ولذلك فإنَّ الجدل حول صورة المدن لديه القدرة على تسميم المناخ الاجتماعي”.
واهتمت بتصريحات المستشار ميرتس صحف أوروبية أيضًا، مثل صحيفة نويه تسوريشر تسايتونغ اليومية السويسرية الناطقة بالألمانية، وصحيفة فاينانشال تايمز اليومية البريطانية، وكذلك صحيفة دي فولكس كرانت اليومية الهولندية.
ومن أمستردام أفادت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أنَّ صحيفة دي فولكس كرانت الهولندية كتبت حول سياسة المستشار الألماني فريدريش ميرتس تقول:
“تصريحات فريدريش ميرتس تبرز مدى تحوّل الحزب المسيحي الديمقراطي في عهده نحول اليمين. ويتألف هذا الحزب الشعبي، الذي حكم ألمانيا معظم فترات ما بعد الحرب (العالمية الثانية)، من أجنحة مسيحية اجتماعية وليبرالية ومحافظة. وميرتس يمثّل الجناح الأخير وصوته يطغى على أصوات الآخرين”.
وأضافت الصحيفة:
“زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس يسير على حافة ضيقة. فهو من ناحية يقدّم حزبه كحارس الوسط السياسي، ويأمل من ناحية أخرى في إبعاد الناخبين عن حزب البديل من أجل ألمانيا من خلال اتباعه سياسة هجرة أكثر تشددًا واستخدامه خطابًا يزداد قسوة. وبحسب رأيه فإنَّ الحكومة الحالية المكونة من الاتحاد الحزب المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي تمثّل الفرصة الأخيرة لكبح جماح اليمين المتطرف. وفي آخر اجتماع مغلق للحزب المسيحي الديمقراطي اتضح مدى شعوره بضغظ حزب البديل من أجل ألمانيا. فقد أعرب أعضاء بارزون في الحزب من شرق ألمانيا عن شكوكهم في جدار الحماية الذي أقامته أحزاب الوسط الألمانية بما فيها حزبي الاتحاد المسيحي من أجل استبعاد التعاون مع حزب البديل“.
ومن لندن ركزت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية على الوضع السياسي والاقتصادي في ألمانيا، وكتبت أنَّ:
“فريدريش ميرتس أظهر في الخارج منذ توليه منصبه أنَّ لدى ألمانيا ثقة جديدة في النفس. فقد سافر إلى كييف وواشنطن من أجل المشاركة في صياغة رد أوروبا على حرب روسيا ضد أوكرانيا ورسوم دونالد ترامب الجمركية. أما في الداخل الألماني، حيث يعاني الاقتصاد من أطول فترة ركود منذ الحرب العالمية الثانية، فيراه زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي شعبًا غير صبور ومتشكك”.
وأضافت الصحيفة”
“وميرتس ليس السياسي البارز الوحيد الذي يجب عليه أن يجد طريقه في اقتصادي ضعيف ومناخ سياسي متوتر. إذ يواجه كل من كير ستارمر في بريطانيا وإيمانويل ماكرون في فرنسا مشكلات مشابهة، إن لم تكن حتى مشكلات أخطر. ولكن كان الكثيرون يأملون أن تتمكن الحكومة الجديدة في برلين – بسياستها النقدية التي أصبحت الآن أكثر مرونة وبتقاليدها في التوصل إلى تسويات – من إيجاد وسيلة مضادة للشعبوية والاضطرابات الاقتصادية في أوروبا. ولكن حزب ميرتس أصبح محاصرًا بواقع سياسة الائتلاف منذ فوزه في الانتخابات الاتحادية في شباط/فبراير” 2025.
وأضافت صحيفة فاينانشال تايمز:
“ميرتس شكل حكومة ائتلافية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي نأى بنفسه عن إرث مستشاره الأسبقغيرهارد شرودر، وخاض حملة انتخابية اعتمدت على برنامج لإنعاش الاقتصاد قائم على الإنفاق الحكومي المرتفع. لقد صوّر ميرتس هذا التحالف باعتباره الفرصة الأخيرة لدى أحزاب الوسط لوقف صعود حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، الذي فاز بأكثر من خُمس مقاعد البرلمان الألماني (بوندستاغ). ولكن بعد نحو ستة أشهر من تولي ميرتس منصبه، لا تكاد توجد أية علامات تشير إلى تعافي الاقتصاد، بينما يزداد الإحباط”.
ومن مدينة زيوريخ السويسرية نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) تعليقا عن صحيفة نويه تسوريشر تسايتونغ على انتقادات حزب الخضر لتصريح المستشار ميرتس حول “صورة المدن الألمانية”، وكتبت:
“الخضر يتحدثون في هذه الأيام عن المستشار الألماني فريدريش ميرتس وكأنَّه حاكمًا لنظام سلطوي. وقد عبرت زعيمة حزب الخضر، فرانسيسكا برانتنر، عن غضبها بقولها إنَّ ميرتس يضع ملايين الألمان تحت اشتباه عام. وفي رسالة مفتوحة ذكر عدد من سياسيي حزب الخضر في الولايات والحكومة الاتحادية أنَّ ميرتس يشجع الروايات اليمينية المتطرفة حول إعادة المهاجرين والترحيل”.
وتابعت الصحيفة:
“ردود الفعل هذه مبالغ فيها تمامًا، بالمقارنة مع ما قاله ميرتس. فقد قال في الأسبوع الماضي إنَّ “هذه المشكلة” ما تزال موجودة في صورة المدينة على الرغم من انخفاض أعداد المهاجرين. ولذلك تعمل الحكومة على عمليات إعادة واسعة النطاق. ومن يفسر هذه التصريحات بأنَّ ميرتس يخطط لعمليات ترحيل إما أنَّ خياله واسع جدًا أو أنَّ نواياة خبيثة. وعمليات الإعادة هذه تتعلق فقط بمهاجرين استنفذوا جميع الوسائل القانونية، ولكن لا يوجد لديهم من وجهة نظر السلطات الألمانية حق في الحصول على اللجوء أو إقامة مؤقتة. وبالتالي فإنَّ هذا ببساطة يتعلق بتطبيق القوانين السارية”.
وكتبت صحيفة راين-نيكر تسايتونغ (هايدلبرغ) من جديد حول ميرتس وصورة المدن وحزب البديل من أجل ألمانيا:
“الأحزاب التقليدية تعزز الأصل عندما تتبنى مواضيع أحزاب الاحتجاج. ولكن بالنظر إلى تكتيكات ميرتس، يُطرح سؤال مُستفز: لماذا يبتعد الحزب المسيحي الديمقراطي عن حزب البديل من أجل ألمانيا، بينما يطرح حزب البديل من وجهة الحزب المسيحي الديمقراطي القضايا الصحيحة – أي أنَّ المهاجرين الشباب يتسكعون في المدن الألمانية في المساء؟ وهو سؤال سيطرحه الناخبون على أنفسهم – خاصةً في شرق ألمانيا”.
ومن برلين ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنَّ تيم كلوسندورف، الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، انتقد تصريحات المستشار ميرت حول “صورة المدن”، ووصفها بأنَّها “من الصعب تحملها”. وقال كلوسندورف مساء الاثنين في برنامج “بينار أتالاي” على قناة NTV إنَّ ميرتس يخلط الأمور التي يجب عدم خلطها. وأضاف أنَّ: “ميرتس برأيي يضع ذلك في سياق لا علاقة له، وهو يُعمّم أكثر”.
ومن جانبه دافع ميرتس يوم الاثنين عن تصريحه حول المشاكل في صورة المدن من خلال الهجرة ورفض التراجع عنها، وقال: “لا يوجد لدي ما أتراجع عنه، بل على العكس، فأنا أؤكد عليه مرة أخرى: يجب علينا تغيير ذلك، ووزير الداخلية الاتحادي يعمل على تغييره، وسنواصل هذه السياسة”.
في حين أكد كلوسندورف أنَّ محاولة حل المشاكل بعمليات الإعادة إلى الوطن عمل خاطئ، ويقول إنَّه يتساءل عما يمكن أن يفعله هذا مع الأشخاص المهاجرين أو الذين يبدو مظهرهم مختلفًا عن شخص مثل فريدريش ميرتس. ويضيف أنَّ “هذا شعور غير جميل، وأعتقد أنَّه يجب علينا التوقف عن ذلك”.
أعده للعربية: رائد الباش (ع.ج.م)
Source link