جهود أمريكية ودعوات ألمانية وأممية للالتزام باتفاق غزة – DW – 2025/10/20

في ظل الهدنة الهشة في قطاع غزة الفلسطيني أعربت الأمم المتحدة عن “قلقها” اليوم الاثنين (20 أكتوبر/تشرين الأول 2025) عقب أعمال عنف دامية في قطاع غزة، وحضّت “جميع الأطراف على الوفاء الكامل بالتزاماتها”، بحسب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة ستيفان دوجاريك.
ونفّذت إسرائيل غارات جوية مكثّفة على مناطق في قطاع غزة أدّت الى مقتل 45 شخصا، بينهم صحافي، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من تقارير عن وقوع ضحايا. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين أن إسرائيل ألقت “153 طنا من القنابل” على قطاع غزة الأحد.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، تعرضت قوات في جنوب غزة لهجوم، ومن بين ذلك بقذيفة صاروخية، مما أسفر عن مقتل جنديين، الأمر الذي رد عليه الجيش.
وقال الجيش الإسرائيلي لاحقا إنه سيستمر في الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار لكنه سيرد على أي انتهاكات.
الحكومة الألمانية تدعو إلى الالتزام بالاتفاق
من جهتها دعت الحكومة الألمانية كلا من حركة حماس والحكومة الإسرائيلية إلى الالتزام بتعهداتهما المتعلقة بخطة السلام الخاصة بالقطاع الواقع على ساحل البحر المتوسط.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان كورنيليوس، في برلين اليوم: “لقد تابعت الحكومة الاتحادية بقلق الانتهاك المؤقت للهدنة”. وأضاف: ” ننتظر من جميع الأطراف أن تفي بالتزاماتها التي تعهدت بها بشكل كامل وبدون إبطاء”.
وأوضح المتحدث أنه يجب لوقف إطلاق النار أن يصمد، كما طالب في الوقت نفسه بتحسين الوضع الإنساني في القطاع الذي عانى حرب تجويع على مدار شهور عديدة بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق.
ووصف كورنيليوس نزع سلاح حركة حماس والخطوات الأخرى ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام والمكونة من 20 بندا، يشكلان عملية طويلة الأمد جدا.
وقال كورنيليوس: “لن يكون من الممكن حل ذلك بين ليلة وضحاها، وقد أظهرت تجربة الساعات الأخيرة أن الأمر سيكون صعبا للغاية”. وأكد أن التفاهمات بشأن وقف إطلاق النار واضحة ومحددة، داعيا جميع الأطراف إلى الالتزام بها “بما في ذلك حماس أو المقاتلون الآخرون الذين أثاروا استفزازات في قطاع غزة“.
أمريكا تكثف جهودها الدبلوماسية
وفي إسرائيل التقى المبعوثان الأمريكيا ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر ترامب، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين في إطار جهود تهدف إلى حمل إسرائيل وحركة حماس على إعادةخطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى مسارها، بعد تفجر للعنف خلال مطلع الأسبوع هدد بعرقلة الهدنة المستمرة منذ أسبوع.
ومن المقرر أن يزور جيه.دي فانس نائب الرئيس الأمريكي إسرائيل غدا الثلاثاء.
قالت مصادر أمريكية وإسرائيلية إن زيارة ويتكوف وكوشنر إلى إسرائيل كانت مقررة قبل تجدد أعمال العنف أمس الأحد. وتهدف الزيارة إلى مناقشة البدء في تنفيذ المرحلة التالية من خطة ترامب المعقدة لوقف إطلاق النار.
وتبرز الجهود الدبلوماسية الأمريكية رفيعة المستوى في المنطقة، إلى جانب محادثات مزمعة أيضا في وقت لاحق اليوم مع حماس في مصر، أهمية تثبيت وقف إطلاق النار لترامب الذي أعلن الأسبوع الماضي “الفجر التاريخي لشرق أوسط جديد”.
ترامب يتوعد بـ”القضاء” على حماس
وقد قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم، إنّه سيمنح حركة حماس “فرصة صغيرة” لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع إسرائيل، ولكنّه توعّد بـ”القضاء” على الحركة إذا فشلت في القيام بذلك.
وصرح ترامب للصحافيين “لقد توصلنا إلى اتفاق مع حماس يضمن أن يكون سلوكهم جيدا جدا، وإن لم يفعلوا واضطررنا لذلك، فسيتم القضاء عليهم”.
وقال ترامب إن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه لا يزال ساريا، وقال للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “نعتقد أن القيادة (حماس) ربما ليست متورطة في ذلك”.
في هذه الأثناء، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في بيان إنّ “إسرائيل تسلّمت، عبر الصليب الأحمر، نعش رهينة مفقود تمّ تسليمه لقوات الجيش الإسرائيلي والشاباك (جهاز الأمن الداخلي) في قطاع غزة”، مضيفا أنّه سيتم نقل الجثة إلى إسرائيل لتحديد هويتها.
يذكر أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
تحرير: ع.ج.م