سكان النهود يشكون من انتهاكات ممنهجة ونهب واسع للمحاصيل والمنازل

في ظل تصاعد الانفلات الأمني بولاية غرب كردفان، أفاد سكان الريف الجنوبي لمدينة النهود بتعرضهم لانتهاكات متكررة من قبل عناصر تابعة لقوات الدعم السريع، تمثلت في عمليات نهب تحت تهديد السلاح. هذه الشكاوى تأتي بعد أشهر من سيطرة القوات على المدينة في مايو الماضي، وهي السيطرة التي أعقبتها موجة من الفوضى والاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة، ما أدى إلى أكبر عملية نزوح تشهدها النهود في تاريخها الحديث. المواطنون في القرى المحيطة بالمدينة، وعلى رأسها “جغب” و”قريود”، أكدوا أنهم باتوا عرضة لهجمات منظمة تستهدف مصادر رزقهم وممتلكاتهم، وسط غياب أي حماية أو تدخل من الجهات الرسمية.
قرى منهوبة
بحسب ما نقلته منصة “دارفور24″، فإن الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع امتدت إلى عدد من القرى الواقعة جنوب مدينة النهود، حيث شملت عمليات النهب المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، بالإضافة إلى تخريب واسع طال المنازل ومخازن الحبوب. القرى المتضررة، ومنها “أم سمرة”، “أم قطن”، “كلدونقة”، “قريود”، و”جغب”، شهدت اقتحامات متكررة من قبل مسلحين قاموا بنهب الذرة والدخن، وحتى أسقف المنازل لم تسلم من التعدي. هذه الاعتداءات، التي توصف بأنها ممنهجة، دفعت السكان إلى إطلاق نداءات استغاثة وسط غياب أي استجابة من السلطات المحلية أو الجهات الأمنية.
شهادات محلية
في شهادة مباشرة نقلتها “دارفور24″، تحدث المواطن (أ. ج) عن تفاصيل ما وصفه بالقهر والانتهاك الذي تعرض له على يد عناصر الدعم السريع، مشيرًا إلى أن منزله تم اقتحامه تحت تهديد السلاح، حيث أُجبر على مشاهدة تفكيك سقف منزله ونهب جميع مقتنياته الخاصة. وأضاف أن هذه العمليات لا تقتصر على ساعات النهار، بل تستمر ليلًا، ما أدى إلى توقف حركة السير بين القرى المجاورة، في ظل حالة من الرعب والشلل التام في الحياة اليومية. هذه الشهادة تعكس حجم المعاناة التي يعيشها السكان، وتُبرز الطبيعة المنظمة لهذه الانتهاكات التي باتت تهدد النسيج الاجتماعي في المنطقة.
نزوح متواصل
منذ أن فرضت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة النهود في مايو الماضي، شهدت المدينة انهيارًا كاملًا في المنظومة الأمنية، ما دفع آلاف السكان إلى النزوح نحو القرى والمناطق المحيطة. إلا أن تدهور الأوضاع في تلك المناطق، وانعدام الخدمات الأساسية، أجبر الكثيرين على النزوح مجددًا نحو مناطق أبعد في شرق وشمال البلاد. هذا التنقل القسري يُضاعف من الأزمة الإنسانية في غرب كردفان، ويُظهر أن النزاع المسلح لا يقتصر على ساحات القتال، بل يمتد إلى حياة المدنيين الذين باتوا ضحايا مباشرة لانهيار الأمن وتفشي الفوضى.
أرقام النزوح
في وقت سابق، أعلنت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للأمم المتحدة عن نزوح أكثر من 46 ألف شخص من مدينتي النهود والخوي بولاية غرب كردفان، نتيجة المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها المنطقة، وتُسلط الضوء على التداعيات المباشرة للصراع على السكان المدنيين. ومع استمرار الانتهاكات وغياب أي حلول سياسية أو أمنية، يُخشى أن تتسع دائرة النزوح أكثر، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات الدولية والمحلية لوقف الانتهاكات وضمان حماية المدنيين في مناطق النزاع.
Source link