آفة الزرزور تهدد الأمن الغذائي في شرق دارفور وسط غياب المكافحة

في ظل تصاعد التهديدات التي تواجه القطاع الزراعي في شرق دارفور، أطلقت السلطات المحلية نداءً عاجلاً للمنظمات الإنسانية وشركاء الزراعة للتدخل الفوري في مكافحة آفة طيور الزرزور، التي بدأت بمهاجمة المزارع في مناطق متفرقة من الولاية. يأتي هذا النداء في وقت تعاني فيه وزارة الزراعة الولائية من نقص حاد في الإمكانيات والآليات اللازمة لمواجهة هذه الآفة، التي باتت تشكل خطرًا متزايدًا على الأمن الغذائي لسكان المنطقة. وأكد نائب رئيس الإدارة المدنية في الولاية أن الحاجة إلى دعم الشركاء لم تكن في أي وقت مضى بهذا الإلحاح، مشيرًا إلى أن استمرار انتشار الآفات الزراعية دون تدخل سيؤدي إلى خسائر جسيمة في المحاصيل الأساسية التي يعتمد عليها السكان.
ضعف الإمكانيات
أوضح مسؤول في وزارة الزراعة بولاية شرق دارفور أن الجهود المحلية لمكافحة الآفات الزراعية تواجه تحديات كبيرة، أبرزها غياب الطائرات المخصصة للمكافحة الجوية، والتي كانت تُستخدم ضمن البرنامج القومي الذي تشرف عليه وزارة الزراعة الاتحادية. وأضاف أن هذا البرنامج توقف في إقليم دارفور منذ أكثر من ثلاث سنوات، نتيجة الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى حرمان الولاية من أدوات المكافحة الحديثة. هذا الغياب المؤسسي ترك المزارعين في مواجهة مباشرة مع الآفات، دون دعم تقني أو لوجستي، في وقت تتسع فيه الرقعة الزراعية وتتزايد فيه الحاجة إلى حماية المحاصيل من الهجمات المتكررة.
جهود شعبية
في مواجهة هذا الفراغ الرسمي، أطلق عدد من المزارعين في شرق دارفور حملة شعبية تهدف إلى مكافحة الآفات الزراعية بوسائل تقليدية، في محاولة لإنقاذ الموسم الزراعي. وتعتمد هذه المبادرة على أدوات بدائية كانت تُستخدم في فترات سابقة حين كانت المساحات المزروعة محدودة، إلا أن توسع النشاط الزراعي ودخول الآليات الحديثة جعل هذه الطرق أقل فعالية. ورغم محدودية النتائج، يعكس هذا التحرك الشعبي رغبة قوية لدى المزارعين في الحفاظ على محاصيلهم، وسط غياب الدعم الحكومي والتقني، وتزايد المخاوف من خسائر محتملة قد تؤثر على الأمن الغذائي في الولاية.
انتشار واسع
أفاد عدد من المزارعين في محليات بحر العرب، عسلاية، الفردوس، شعيرية وياسين، بظهور أعداد كبيرة من طيور الزرزور، التي تُعد من أخطر الآفات الزراعية في المنطقة. وأشار أحد المزارعين في منطقة السرج جنوب غرب الفردوس إلى أن الطيور ظهرت في وقت مبكر من الموسم، وتم إبلاغ الجهات المختصة قبل ثلاثة أسابيع، إلا أن الاستجابة كانت محدودة للغاية. وأعرب عن قلقه من تأثير هذه الطيور على الإنتاج الزراعي، خاصة في ظل غياب أي تدخل فعّال من الجهات المعنية. هذا القلق يتكرر في مناطق أخرى، حيث أبلغ مزارعون في منطقة الفيض جنوب أبومطارق عن انتشار الطيور في مرحلة التبييض، ما يزيد من احتمالات اتساع نطاق الضرر خلال الأسابيع المقبلة.
تهديد المحاصيل
تشكل طيور الزرزور تهديدًا مباشرًا لمحاصيل الذرة والدخن، وهما من أهم المحاصيل الغذائية التي يعتمد عليها سكان شرق دارفور في تأمين احتياجاتهم الأساسية. ومع استمرار غياب أدوات المكافحة الفعالة، وتراجع الاستجابة الرسمية، تتزايد المخاوف من أن يؤدي انتشار هذه الآفة إلى أزمة غذائية حادة في الولاية. ويُعد هذا التهديد جزءًا من سلسلة تحديات تواجه القطاع الزراعي في دارفور، الذي يعاني من آثار الحرب، وانعدام البنية التحتية، وغياب الدعم المؤسسي، ما يضع مستقبل الموسم الزراعي في مهب الريح، ويستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات الدولية والمحلية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
Source link