أخبار العالم

عشرات القتلى في تصعيد غير مسبوق على حدود باكستان وأفغانستان – DW – 2025/10/12

في واحدة من أعنف المواجهات الحدودية بينهما منذ سنوات، تبادلت باكستان وحركة طالبان الأفغانية الاتهامات بشأن اشتباكات دموية وقعت ليل السبت، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. وقد دفع التصعيد العسكري إسلام أباد إلى إغلاق معابر حدودية رئيسية.

خلفية النزاع: خط دوراند المثير للجدل

يُشار إلى أن باكستان وأفغانستان تتقاسمان حدودًا بطول 2611  كيلومترًا تُعرف باسم خط دوراند، الذي رسمه البريطانيون عام 1893، ولم تعترف به الحكومات الأفغانية المتعاقبة، ما يجعله مصدرًا دائمًا للتوترات الحدودية بين البلدين.

خسائر بشرية متبادلة وتصريحات متضاربة

وأعلن الجيش الباكستاني مقتل 23  جنديًا في الاشتباكات، بينما قالت طالبان إن 9  من مقاتليها لقوا مصرعهم. ورغم هذه الأرقام الرسمية، أكد كل طرف أنه ألحق خسائر أكبر بكثير بالآخر، حيث قالت باكستان إنها قتلت أكثر من 200 من مقاتلي طالبان وحلفائهم، بينما أعلنت طالبان مقتل 58  جنديًا باكستانيًا. ولم تُقدم أي جهة أدلة مستقلة على هذه الأرقام، ولم تتمكن وكالة رويترز من التحقق منها.

غارات جوية باكستانية ورد أفغاني عنيف

وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون وطالبان إن إسلام أباد شنت غارات جوية يوم الخميس على مواقع في كابول وسوق شرقي أفغانستان، ما دفع طالبان إلى تنفيذ هجمات انتقامية. ولم تعترف باكستان رسميًا بهذه الغارات، لكنها أشارت إلى أنها ردت على إطلاق نار من القوات الأفغانية باستخدام الأسلحة والمدفعية.

إسلام آباد تستضيف المعارضة الأفغانية.. ما علاقة ترامب؟

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

إغلاق المعابر الحدودية 

وأغلقت السلطات الباكستانية نقطة تورخام في إقليم خيبر-بختونخوا، ونقطة شامان في إقليم بلوشستان، إضافة إلى ثلاثة معابر صغيرة في خارلاتشي، أنجور أدا، وغلام خان. وقال مسؤول أمني إن الإغلاق جاء بعد “اشتباكات عنيفة” خلال الليل.

وأدان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء شهباز شريف ما وصفاه بـ”الاستفزازات” من جانب أفغانستان، وأشادا برد الجيش. وقال شريف:  “لا مساومة فيما يتعلق بالدفاع عن باكستان. باكستان تتوقع من الحكومة الأفغانية المؤقتة أن تضمن عدم استخدام أرضها من العناصر الإرهابية ضد باكستان“.

زيارة طالبان للهند تثير قلق إسلام أباد

وقال الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني إن قواته تصرفت دفاعًا عن النفس بعد أن شن مقاتلو حركة طالبان الأفغانية و”إرهابيون مدعومون من الهند” هجومًا غير مبرر على طول الحدود.

وتزامن التصعيد مع زيارة نادرة لوزير خارجية طالبان أمير خان متقي إلى الهند، والتي أعلنت الهند خلالها يوم الجمعة عن تحسين العلاقات مع كابول. وتُعد الهند خصمًا تقليديًا لباكستان، ما أثار قلقًا في إسلام أباد من تقارب محتمل بين طالبان ونيودلهي.

تحتفل باكستان اليوم بالذكرى الثامنة والسبعين لاستقلالها

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

وقف إطلاق نار وضغوط دبلوماسية

وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون إن تبادل إطلاق النار توقف إلى حد كبير صباح اليوم الأحد (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2025)، لكن سكانًا محليين أشاروا إلى استمرار الاشتباكات بشكل متقطع في منطقة كورام.

وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية في وقت سابق انتهاء عمليتها عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي. وقالت كابول اليوم الأحد إنها أوقفت الهجمات بناء على طلب قطر والسعودية. وأصدرت الدولتان بيانين عبرتا فيهما عن قلقهما إزاء الاشتباكات.

وقال المتحدث باسم حكومة طالبان ، غير المعترف بها دوليا، ذبيح الله مجاهد: “لا يوجد أي نوع من التهديد في أي جزء من الأراضي الأفغانية، ستدافع الإمارة الإسلامية وشعب أفغانستان عن أرضهما وسيظلان صامدين وملتزمين بهذا الدفاع”. وأضاف أن القتال لا يزال مستمرًا في بعض المناطق.

تحرير: عبده جميل المخلافي 


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى