خطة السلام في غزة .. ترامب متفائل والمفاوضات “تراوح مكانها” – DW – 2025/10/7

خلال استقباله رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في المكتب البيضوي اليوم الثلاثاء (السابع من أكتوبر/ تشرين الثاني 2025)، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هناك “فرصة حقيقية” للتوصل إلى اتفاق سلام في غزة.
وصرح ترامب للصحافيين “نحن قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق .. سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط”. وأكد أن المفاوضين الأمريكيين يشاركون أيضا في المباحثات المستمرة في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وأعلن البيت الأبيض الاثنين أن موفد ترامب الخاص ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر سيضطلعان بدور فيها.
وأضاف ترامب: “هناك فرصة حقيقية لنقوم بأمر ما (…) أعتقد أن هناك احتمالا لإرساء السلام في الشرق الاوسط. إنه أمر يتجاوز حتى الوضع في غزة. نريد الإفراج فورا عن الرهائن” الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
ولفت ترامب إلى أن “فريقنا هناك الآن، هناك فريق آخر غادر للتو، وثمة بلدان أخرى، وتحديدا كل بلد في العالم أيد هذه الخطة”.
وشدد الرئيس الأمريكي على أن الولايات المتحدة “ستبذل كل ما هو ممكن للتأكد من التزام كل الأطراف بالاتفاق” إذا اتفقت حماس وإسرائيل على وقف لإطلاق النار بهدف إنهاء الحرب.
وتزامنا مع الذكرى الثانية لهجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، عبّر مدنيون من الجانبين عن آمالهم في إنهاء المعاناة. ففي إسرائيل، زارت عائلات ضحايا موقع مهرجان نوفا، في هجوم لحماس أدى بحسب إحصاءات إسرائيلية إلى مقتل أكثر من 1200 معظمهم من المدنيين واحتجاز 251 رهينة. يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وفي غزة، تحدث مواطنون عن الخوف والدمار المستمر منذ عامين، وسط أزمة إنسانية أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني.
جمود في المفاوضات رغم التوقعات الكبيرة
ورغم التفاؤل الحذر الذي ساد أمس الإثنين، شهدت مفاوضات غزة في شرم الشيخ اليوم الثلاثاء حالة من الجمود، بحسب مصادر مطلعة على المحادثات. فقد انتهى اليوم الثاني دون تحقيق تقدم ملموس أو تقديم تعهدات جديدة من الأطراف.
وصرح مسؤول أمني مصري كبير مطلع على المناقشات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بأن “الوضع لا يزال على حاله مقارنة باليوم الأول”، حيث لا تزال إسرائيل وحماس متمسكتين بمواقفهما. وتطالب حماس بضمانات بعدم استئناف إسرائيل لهجماتها بعد الإفراج عن الرهائن، وتشترط إنهاء الحرب بالكامل قبل أي صفقة تبادل.
كما تطالب حماس بالإفراج عن شخصيات فلسطينية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، وهو ما ترفضه إسرائيل. ومن المتوقع أن تستأنف المحادثات يوم الأربعاء بمشاركة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، ما قد يفتح المجال لتنازلات إسرائيلية محتملة.
وفي إسرائيل تعهّد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، في كلمة وجهها الثلاثاء في الذكرى الثانية لهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة، بدءا بضمان الإفراج عن جميع الرهائن لدى حركة حماس. وقال في بيان صادر عن مكتبه “نعيش أياما مصيرية وحاسمة، وسنواصل العمل لتحقيق جميع أهداف الحرب: إعادة جميع المخطوفين، والقضاء على حكم حماس، وضمان ألا يشكّل قطاع غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى”.
مصر “واثقة” من قدرة ترامب على تنفيذ خطته
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن المباحثات الجارية في شرم الشيخ بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي تهدف إلى الإسراع في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترامب، والتي تشمل إطلاق سراح الرهائن.
وخلال مؤتمر صحفي في القاهرة مع نظيره الهولندي دافيد فان فييل، شدد عبد العاطي على أهمية تهيئة الظروف لتنفيذ الخطة. وأعرب عن ثقته في قدرة الرئيس الأمريكي على تنفيذ خطته والتي وصفها بأنها “تمثل أساسا جيدا ينبغي البناء عليه”.
وأعرب عبدالعاطي عن ترحيب مصر بانضمام هولندا كشريك في استضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، إلى جانب منظمات دولية وإقليمية ودول صديقة. وأوضح أن وزير خارجية هولندا توجه إلى مدينة العريش ومنفذ رفح للاطلاع على الوضع الإنساني ميدانيا، حيث تنتظر آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الطبية والغذائية الإذن بالدخول إلى قطاع غزة.
حماس: مستعدون للاتفاق وفق خطة ترامب ولكن بشروط
ومن جهتها، أعلنت حركة حماس رغبتها في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة، استنادًا إلى خطة الرئيس ترامب، لكنها أكدت وجود مطالب وشروط، ما يعكس صعوبة وتعقيد المحادثات غير المباشرة الجارية في مصر.
وفي الذكرى الثانية لهجوم حماس على إسرائيل، الذي أشعل الحرب في غزة، أعلن القيادي فوزي برهوم أن وفد الحركة يسعى لاتفاق يضمن وقف إطلاق النار، انسحاب الجيش الإسرائيلي، وبدء إعادة الإعمار تحت إشراف فلسطيني. هذه الشروط ترفضها إسرائيل، التي تطالب بنزع سلاح حماس.
الفصائل الفلسطينية، ومنها حماس، رفضت أي حديث عن نزع السلاح، معتبرة ذلك محاولة لشرعنة الاحتلال.السعودية ترحب بالمفاوضات وتدعم خطة ترامب
ورحبت السعودية بالبدء الفوري في المفاوضات لتنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن. وأكد وزير الإعلام سلمان الدوسري أن مجلس الوزراء، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ناقش تطورات القضية الفلسطينية وأشاد بالخطوات المتخذة نحو تنفيذ الخطة.
قطر تؤكد التزامها بالخطة ورئيس وزرائها ينضم للمفاوضات
الولايات المتحدة تركز على وقف القتال وتبادل الرهائن، بينما تشير قطر إلى أن تفاصيل كثيرة لا تزال بحاجة للحسم. وأكدت وزارة الخارجية القطرية التزامها بدفع خطة الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزة، مشيرة إلى أن المفاوضات في شرم الشيخ شهدت تقدمًا رغم استمرار وجود تفاصيل بحاجة للتوافق.
وقال المتحدث باسم الخارجية ماجد الأنصاري إن جميع الأطراف وافقت على الخطة، والعقبات الآن تتعلق بالتطبيق، مشددًا على أهمية وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن تسليم الرهائن جزء أساسي من الخطة، وأن الضمانات لتنفيذها تأتي من الولايات المتحدة والأطراف المنخرطة. كما أكد أن مستقبل الشعب الفلسطيني يجب أن يكون بيد الفلسطينيين وحدهم.
وأوضح الأنصاري أن وجود مكتب حماس في الدوحة كان جزءًا من جهود الوساطة منذ عام 2006، وأن الحديث عن مستقبله لا يزال مبكرًا.
وأعلن الأنصاري أن رئيس الوزراء القطري سينضم إلى المفاوضات في شرم الشيخ غدا الأربعاء، في خطوة تعكس جدية الوسطاء في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الكارثية في غزة.
تركيا تشارك في المباحثات عبر وفد استخباراتي
ويشارك وفد تركي برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالين الأربعاء في المباحثات المستمرة في مصر، وفق ما نقلت وكالة انباء الأناضول الحكومية الثلاثاء. ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية أن كالين “أجرى محادثات ثنائية مع مسؤولين أميركيين ومصريين وقطريين وفي حركة حماس قبل المفاوضات”.
تحرير: عباس الخشالي
Source link