اخبار السودان

حملة اعتقالات تستهدف ضباطاً رفيعي المستوى في صفوف الدعـ.ــم بتهم الفساد بمدينة نيالا

في تطور أمني لافت داخل مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، أفادت مصادر عسكرية متطابقة بأن الشرطة العسكرية نفذت حملة اعتقالات استهدفت ضباطاً رفيعي المستوى في صفوف قوات الدعم السريع، وذلك قبل عشرة أيام من تاريخ التقرير. هذه الاعتقالات تأتي في سياق توترات داخلية متصاعدة داخل بنية القيادة الميدانية، وسط مؤشرات على وجود انقسامات وخلافات تتعلق بسلوكيات مالية وأمنية لبعض الضباط. المعلومات التي حصلت عليها “دارفور24” من ثلاثة مصادر مطلعة داخل قوات الدعم السريع، كشفت أن ستة ضباط تم توقيفهم خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، واحتُجزوا في البداية داخل مباني بورصة نيالا، قبل أن يُنقلوا لاحقاً إلى سجن دقريس الواقع غرب المدينة.

اتهامات مالية

بحسب المصادر ذاتها، فإن ثلاثة من الضباط المعتقلين يواجهون اتهامات تتعلق بالتصرف غير المشروع في أموال بورصة نيالا، إضافة إلى تورطهم في تهريب إمدادات عسكرية، من بينها سيارات قتالية، كانت في طريقها إلى دولة تشاد. هذه الإمدادات تم ضبطها في منطقة أديكنوك، ما أثار شكوكاً حول وجود شبكات داخلية تعمل على تحويل الموارد العسكرية إلى وجهات خارجية. الاتهامات الموجهة لهؤلاء الضباط تعكس حجم التحديات التي تواجهها قيادة الدعم السريع في ضبط الانضباط الداخلي، خاصة في ظل اتساع رقعة العمليات العسكرية وتداخل المصالح المالية والأمنية.

شبهات تخابر

في المقابل، يواجه ثلاثة ضباط آخرين تهماً تتعلق بالتخابر مع الجيش السوداني، حيث كشفت التحقيقات الأولية عن وجود رسائل تواصل في هواتفهم المحمولة مع جهات وصفتها المصادر بـ”المعادية”. هذه الاتصالات تضمنت معلومات حساسة عن مواقع استراتيجية داخل مدينة نيالا، ما دفع السلطات العسكرية إلى اعتبارها تهديداً مباشراً للأمن العملياتي. اللافت أن هؤلاء الضباط كانوا في الأصل ضمن صفوف الجيش السوداني، قبل أن ينضموا إلى قوات الدعم السريع عقب سقوط قيادة الفرقة 16 في نيالا في أكتوبر 2023، ما يثير تساؤلات حول ولائهم الحقيقي وموقعهم داخل هيكل القيادة.

احتجاز واسع

الاعتقالات الأخيرة ليست معزولة، إذ تشير المصادر إلى أن العشرات من عناصر الدعم السريع، بينهم ضباط، يقبعون حالياً في سجون مدينة نيالا بتهم متعددة، بعضها يتعلق بسوء استخدام السلطة، وأخرى ترتبط بتجاوزات ميدانية وأمنية. هذا العدد المتزايد من المحتجزين يعكس حالة من التوتر الداخلي داخل صفوف الدعم السريع، ويطرح علامات استفهام حول مدى تماسك هذه القوة في ظل الضغوط العسكرية والسياسية المتزايدة. الاعتقالات تُدار بشكل مباشر من قبل عبد الرحيم دقلو، القائد الثاني لقوات الدعم السريع، ما يعكس مركزية القرار في التعامل مع الانتهاكات والانقسامات داخل القوة، ويؤكد أن القيادة العليا تتابع عن كثب أي تحركات قد تهدد وحدة الصف أو تكشف عن اختراقات أمنية.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى