أخبار العالم

هل يعوض ثلث الشرع ضعف تمثيل الأقليات والنساء؟ – DW – 2025/10/6

نشرت سوريا اليوم الإثنين (السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2025) النتائج الأولية لانتخابات البرلمان الجديد، وهي خطوة رئيسية في التحول بعيدا عن نظام الرئيس السوري المطاح به بشار الأسد. ومُثلت النساء بنسبة 4% فقط في هذا البرلمان، بينما مُثل المسيحيون بمقعدين فقط، بحسب النتائج التي أعلنها المتحدث. ولم يتمكن المرشح اليهودي الوحيد من الفوز.

تعينات الرئيس .. هل تكفي لسد فجوة التنوع؟

وقال المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات نوار نجمة في مؤتمر صحفي لإعلان النتائج تلا خلاله أسماء الفائزين إنه لاحظ أن “بعض المكونات لم تمثل حسب نسبتها في مجلس الشعب ويمكن لثلث رئيس الجمهورية أن يعوض هذا التمثيل”، لكنه شدد على عدم وجود “محاصصة” وأن كل عضو في المجلس “يمثل كل المجتمع السوري بغض النظر عن انتمائه الطائفي أو العرقي”، لافتا الى أن “موضوع تمثيل النساء لا يتناسب مع مكانة المرأة في المجتمع السوري ودورها في العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي”.

وشكل البرلمان، وولايته تستمر ثلاثين شهرا قابلة للتجديد، بناء على آلية حددها الإعلان الدستوري، وليس بانتخابات مباشرة من الشعب. وبموجب الآلية -انتخبت هيئات مناطقية شكلتها لجنة عليا عين الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أعضاءها- ثلثي أعضاء المجلس البالغ عددهم 210، على أن يعين الشرع الثلث الباقي. واستثنت ثلاث محافظات هي الرقة والحسكة والسويداء من التمثيل لأسباب “أمنية”.

واختار نحو ستة آلاف من أعضاء الهيئات الانتخابية في المحافظات نواب البرلمان من قوائم معتمدة مسبقا، وذلك في إطار عملية تهدف إلى انتخاب ما يقرب من ثلثي أعضاء البرلمان الجديد المكون من 210 مقاعد. ويعين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع الثلث المتبقي في وقت لاحق.

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات اختيار 119 نائبا في النتائج الأولية التي أصدرتها اليوم الإثنين، لكنها لم تعلن عدد الأصوات التي حصل عليها كل منهم. وذكرت أن باب الطعون على الدعاية الانتخابية وعملية الاقتراع وفرز الأصوات مفتوح حتى الخامسة من مساء اليوم الإثنين بالتوقيت المحلي (1400 بتوقيت غرينتش).

برلمانيات نساء .. مسيحية وإسماعيلية وكردية وعلويتان

وكشف إحصاء أجرته رويترز وتحقق منه مراقبو الانتخابات أن ستة نواب جدد من النساء. وقال المراقبون إن أربعة منهن يمثلن أقليات دينية، ففيهن مسيحية ومسلمة من الطائفة الإسماعيلية واثنتان من الطائفة العلوية التي ينحدر منها بشار الأسد. وذكر المراقبون أن ستة آخرين يمثلون أقليات عرقية، من بينهم ثلاثة تركمان وثلاثة أكراد بينهم امرأة.

وقال أحد مراقبي الانتخابات إن الأغلبية الساحقة في البرلمان الجديد من المسلمين السنة والذكور. وذكر أن فترة الطعون القصيرة قيدت بشدة القدرة على تقديم اعتراضات وقوضت نزاهة العملية. وقال المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات إن “المكون المسيحي كان له مقعدان فقط، وهو تمثيل ضعيف بالنظر إلى نسبة المسيحيين في سوريا”، لكن المتحدث قال إن تعيين الشرع لسبعين نائبا لاحقا “سيعوض تمثيل الأقليات”.

وتقول السلطات إنها لجأت إلى نظام غير مباشر بدلا من الاقتراع العام بسبب عدم وجود بيانات سكانية يعتد بها بعد الحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف من السوريين وشردت ملايين.

21 مقعدا شاغرا بسبب إرجاء انتخابات مناطق الأكراد والدروز

وأرجأت السلطات التصويت في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، ومن بينها تلك التي يسيطر عليها الأكراد في شمال وشمال شرق سوريا وأيضا محافظة السويداء التي تسيطر عليها الأقلية الدرزية، متذرعة بأسباب أمنية وسياسية.

وأدى تعليق التصويت في تلك المناطق إلى وجود 21 مقعدا شاغرا. ولم يتضح بعد متى يمكن إجراء الانتخابات هناك. ويقول محللون إن النواب السبعين الذين سيعينهم الشرع سيكونون حاسمين في تحديد مستوى التنوع والشمولية في أول برلمان سوري بعد حقبة بشار الأسد.

وأضاف المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات: “عدد المقاعد التي تم شغرها خلال هذه الانتخابات هو 119 مقعدا”، بينما بقي 21 مقعدا شاغرا عن محافظات السويداء والرقة والحسكة

أول انتخابات برلمانية في سوريا

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

تمثيل المرأة كان منخفضا في عهد بشار ووالده حافظ الأسد

وكان البرلمان في عهد بشار أكبر قليلا ومؤلفا من 250 مقعدا، ثلثاها مخصص لأعضاء حزب البعث الذي كان ينتمي إليه. ووصف معارضو الرئيس المطاح به الانتخابات التي جرت في يوليو/تموز 2024 بالمهزلة.

ووفقا للاتحاد البرلماني الدولي الذي يجمع بيانات عن برلمانات دول العالم، كان تمثيل المرأة في مجلس الشعب منخفضا في عهد بشار ووالده حافظ الأسد وشكل ما بين ستة بالمئة إلى 13 بالمئة فقط من أعضاء المجلس التشريعي منذ عام 1981 وحتى الإطاحة ببشار.

انتقادات لصلاحيات الشرع

وانتقد حقوقيون صلاحيات الشرع في تشكيل مجلس الشعب الذي يضطلع بمهمات واسعة تشمل اقتراح القوانين وتعديلها، والمصادقة على المعاهدات الدولية وإقرار الموازنة العامة.

وبحسب اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب في سوريا تنافس 1578 مرشحا موزعين على خمسين دائرة انتخابية على 140 مقعدا في مجلس الشعب من أصل 210 مقاعد، حيث يعين الرئيس السوري أحمد الشرع ثلثها مباشرة، في حين ينتخب الثلثان الآخران، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) وتلفزيون سوريا.

وكانت انتخابات مجلس الشعب السوري قد انطلقت صباح أمس  الأحد في أغلب المحافظات السورية وهي الأولى بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

تحرير: صلاح شرارة

 


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى