في إطار جهودها المستمرة لتسهيل عودة المواطنين السودانيين المقيمين في مصر، سيرت الهيئة القومية لسكك حديد مصر صباح الجمعة الرحلة الثانية والعشرين ضمن مبادرة “العودة الطوعية”، التي أُطلقت بالتنسيق مع السلطات السودانية. وتأتي هذه الخطوة في سياق الاستجابة الإنسانية المتواصلة للأزمة السودانية، حيث تسعى القاهرة إلى توفير ممرات آمنة للراغبين في العودة إلى بلادهم عبر وسائل النقل البرية والسككية. الرحلة الجديدة انطلقت من محطة القاهرة متجهة نحو السودان، ومن المقرر أن تصل إلى محطة السد العالي في تمام الساعة 23:40 مساءً، على أن تعود في اليوم التالي لخدمة الركاب من محطة أسوان عند الساعة 11:30 صباحًا.
أعداد العائدين
بحسب بيان رسمي صادر عن الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بلغ إجمالي عدد المواطنين السودانيين الذين استفادوا من هذه المبادرة حتى الآن نحو 20,944 راكبًا. هذا الرقم يعكس حجم الاستجابة الشعبية للمبادرة، ويشير إلى تصاعد وتيرة العودة الطوعية في ظل الظروف الأمنية والسياسية التي دفعت أعدادًا كبيرة من السودانيين إلى مغادرة مصر. وتؤكد الهيئة أن الرحلات مستمرة وفق جدول منظم، يراعي احتياجات العائدين ويضمن سلامتهم، في ظل تنسيق متواصل مع الجهات المعنية في كلا البلدين.
خلفية النزوح
منذ اندلاع الحرب في السودان، تجاوز عدد الفارين إلى الأراضي المصرية حاجز المليون شخص، معظمهم استقر في مدن رئيسية مثل القاهرة والإسكندرية. ومع تزايد الضغوط المعيشية، يواجه اللاجئون السودانيون في مصر تحديات متصاعدة، من بينها تقارير عن مضايقات أمنية واعتقالات وترحيل قسري لبعض الأفراد. هذه الظروف دفعت العديد من السودانيين إلى التفكير في العودة الطوعية، خاصة بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على العاصمة الخرطوم ومناطق الوسط، ما أعاد بعض مظاهر الاستقرار إلى أجزاء من البلاد.
موجة عودة
تشير بيانات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من مليوني سوداني عادوا إلى ديارهم منذ بداية العام الجاري، في موجة عودة واسعة تعكس تحولات ميدانية داخل السودان. هذه العودة الجماعية تأتي في ظل تحسن نسبي في الوضع الأمني ببعض المناطق، وتزايد المبادرات الإقليمية والدولية لتسهيل إعادة النازحين واللاجئين. وتُعد مبادرة “العودة الطوعية” التي تنفذها مصر واحدة من أبرز المسارات المنظمة التي تتيح للسودانيين العودة بأمان، وسط متابعة دقيقة من الجهات المعنية لضمان احترام المعايير الإنسانية وتوفير الدعم اللوجستي اللازم.
Source link
