ما مدى إمكانية نزع سلاح حماس وإقصائها في قطاع غزة؟ – DW – 2025/10/15

ما هو مستقبل حماس؟ حسب خطة ترامب يجب نزع سلاح الميليشيا في قطاع غزة الفلسطيني بالكامل. لكن الأمر لم يصل إلى هذه المرحلة بعد. حسب تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية مثل جيروزلم بوست تخوض المنظمة الإسلاموية المتشددة معارك عنيفة ضد الجماعات المنافسة. وقد أسفرت هذه المعارك عن مقتل ما لا يقل عن 32 شخصا. كما تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حماس وهي تعدم أو تعذب أشخاصا يُزعم أنهم متعاونون مع إسرائيل.
ويبدو أن نجاح نزع سلاح حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى هذه الجماعة كمنظمة إرهابية، أمر غير مؤكد في الوقت الحالي. فقد أدلى الرئيس الأمريكي ترامب بتصريحات متناقضة. وقال في خطابه أمام الكنيست، البرلمان الإسرائيلي: “لقد وافقت المنطقة بأكملها تقريبا على خطة نزع السلاح من غزة على الفور ونزع سلاح حماس وعدم تهديد أمن إسرائيل بأي شكل من الأشكال”. لكنه أعلن حماس حصلت على ضوء أخضر مؤقت للحفاظ على الأمن والنظام، وقال ترامب “يريدون بالفعل وقف المشاكل، وكانوا منفتحين في هذا الشأن، وأعطيناهم الموافقة لفترة من الوقت”. ثم عاد وقال “إذا لم يتخلّوا عن السلاح، سنتكفل بنزعه”. وأضاف “سيحدث ذلك بسرعة وربما بعنف”.
هل تختفي حماس من المشهد في غزة؟
يقول سيمون فولفغانغ فوكس، أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة العبرية في القدس إن ظهور حماس بعد فترة وجيزة من انسحاب إسرائيل وإرسالها قوات مسلحة إلى مدينة غزة هو “رسالة واضحة تبعثها حماس مفادها أنها لم تختفِ من قطاع غزة بأي حال من الأحوال. بل على العكس فهي لا تزال تطالب بدور هناك”.
يشير تحليل أجراه مركز الأبحاث الأمريكي أتلانتيك كاونسل إلى أن نزع سلاح حماس سيكون طريقا طويلا. وطالما استمرت حماس في الوجود سواء كجماعة مسلحة أو حركة سياسية أو حتى مجرد فكرة فهناك خطر كبير من أن تستعيد نفوذها في قطاع غزة من أجل فرض مصالحها الخاصة، كما يذكر التحليل. ويبدو أن هذا هو الحال الآن.
في الواقع تعتبر حماس تسليحها ضمانة لوجودها عسكريا وسياسيا ورمزيا، كما يقول سيمون إنجلكس، مدير مكتب مؤسسة كونراد أديناور في رام الله. من دون مقابل سياسي ملموس، لن توافق على مثل هذه الخطوة على الأرجح. إن “ضمانات الأمن” التي قدمها الرئيس الأمريكي ترامب بعدم استمرار الحرب في قطاع غزة نتيجة لاتفاق وقف إطلاق النار، لن تكون كافية في الوقت الحالي”.
وحتى لو تم إضعاف الهياكل العسكرية لحماس بشكل كبير في أعقاب الحرب، فإن شبكاتها ووجودها المرئي في غزة ظلوا سالمين، كما يضيف إنجلكس، “وهذا يضمن بقاءها السياسي على المدى القصير إلى المتوسط”.
من المسؤول عن الأمن في قطاع غزة؟
من المرجح أن يكون نزع سلاح حماس بالكامل أمرا صعبا لأن الأمن الداخلي في قطاع غزة كان في أيديها حتى 7 أكتوبر 2023 وهو يوم الهجوم الإرهابي على إسرائيل. بعد أن تولت الحكم في القطاع عام 2007 كانت مسؤولة عن الشرطة والأمن الداخلي وكذلك عن القضاء.
ولا يزال من غير الواضح من سيتولى تنظيم هذه المهام في المستقبل. صحيح أن مصر والأردن أعلنتا أنهما تقومان حاليا بإعداد ما يصل إلى 5000 عنصر أمني لمهمة مقبلة في قطاع غزة. ومن المقرر أن تشارك في هذه المهمة أيضا أجهزة الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية.
لكن هذا بالذات قد يشكل مشكلة، كما يقول فوكس، و”من الممكن تماما أن تستخدم إسرائيل حق النقض ضد هذه القوات المحلية”، لأن الحكومة الإسرائيلية لا تريد أن تمنح السلطة الفلسطينية أي دور في غزة ، بل إنها تريد منع أي قوات لها صلة بالسلطة في رام الله. ويضيف الخبير “في هذا الصدد لا يزال من غير الواضح كيف سيتم التوصل إلى اتفاق بشأن هذه المسألة ومن سيتولى مسؤولية أجهزة الأمن المعنية”.
الصراع الحقيقي لم يبدأ
لكن العديد من الدول لا تريد أن تكون حماس هي الطرف الفاعل. فقد حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من استمرار تهديد الميليشيا. وقال ماكرون بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ بمصر “لا يمكن القضاء على جماعة إرهابية تضم آلاف المقاتلين وتمتلك أنفاقا وأسلحة من هذا النوع بين عشية وضحاها”.
أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بلاده مستعدة للمساعدة في نزع سلاح حماس. كما تعارض الحكومة الألمانية استمرار الوجود السياسي لحماس.
ويقول سيمون إنجلكس إن الصراع الحقيقي لم يبدأ بعد، “فهو لا يتعلق فقط بمسألة السلاح، بل بالسيطرة السياسية والشرعية: من سيتحدث باسم غزة في المستقبل وبأي سلطة؟”.
مخاطر محتملة لإقصاء حماس
ومع ذلك حذر رئيس جهاز الاستخبارات الألماني، مارتن ييغر خلال جلسة استماع في البوندستاغ الألماني من مخاطر تجاهل مصالح حماس. فإذا لم تشارك حماس في إدارة انتقالية في غزة أو تم طردها من غزة أو دفعها إلى العمل السري فسيكون هناك “خطر حقيقي” من أن تنشط خارج غزةو”سيؤثر ذلك بالطبع على المنطقة العربية ولكنه سيؤثر بالتأكيد على أوروبا أيضا”.
وعلى المدى الطويل يتفق المراقبون على أن الأمر يتعلق أيضا بتمكين الفلسطينيين من العيش بكرامة. إذا لم يتحقق ذلك فقد يندلع العنف مرة أخرى في وقت ما.
أعده للعربية: م.أ.م (ع.ج.م)
Source link